متحف القماش في ليون يفتح خزانة تحفظ ما نسجته أنامل مبدعة عبر العصور
آخر تحديث GMT 12:09:26
المغرب اليوم -

بها مقتنيات نادرة من الثياب والأقمشة الثمينة من العراق وسوريا

متحف القماش في ليون يفتح خزانة تحفظ ما نسجته أنامل مبدعة عبر العصور

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - متحف القماش في ليون يفتح خزانة تحفظ ما نسجته أنامل مبدعة عبر العصور

متحف القماش في مدينة ليون الفرنسية
باريس - المغرب اليوم

لا تتاح للمرء كثيراً فرصة زيارة متحف القماش في مدينة ليون الفرنسية. ليس لأنه بعيد وخارج العاصمة، بل لأنّ الزائر لا يتصور مقدار البهجة التي تنطوي عليها تلك الصّالات الفسيحة والخزانات التي تحفظ ما نسجته أنامل مبدعة عبر العصور. وبالنسبة لمن كان عربياً فإنه سيفاجأ بوجود مقتنيات نادرة من الثياب والأقمشة الثمينة من العراق وسوريا، مثلاً، بعضها لا يجري عرضه إلّا في مناسبات ومعارض محددة.

مناسبة الزيارة، هذه المرة، كانت افتتاح معرض لمجموعة من الأزياء الحريرية التي كان المصمم الفرنسي، الوهراني المولد، إيف سان لوران (1936 - 2008)، قد أبدعها خلال 40 عاماً من اشتغاله بهذه المهنة التي حققت لاسمه شهرة عالمية. وطوال عقود من التصميم كان سان لوران يوصي مشاغل ليون على الأقمشة الحريرية التي يحتاجها. فهذا المصمم الذي ترك بصماته على أناقة النساء في القرن العشرين، اعتاد منذ بداياته، عام 1962. أن يتعامل مع المورّدين الأفضل والأكثر عناية بالنوعية بإنتاج الخامات النبيلة. وهكذا فإن المعرض يشتمل في جانب منه على عروض لأفلام تتناول تاريخ 8 من كبار صناع الحرير في ليون، مع شرح لأساليب العمل ومراحل النسيج والتلوين والطباعة على القماش في كل دار من تلك الدور.

وهي متعة بصرية تقود الزائر عبر الفصول الأربعة لهذا المعرض، لا تقل عن التجول في متحف للفنون التشكيلية ولوحات كبار الرسامين. ولعله يتساءل: ألم يكن سان لوران فناناً يرسم لوحاته بالخيط والإبرة والتصميم الباهر؟ يقول لنا المشرف على المعرض إن سان لوران، وزميله جان بول غوتييه، هما الوحيدان بين كبار المصممين من يتقن إنجاز زي من الألف إلى الياء. أي لا يكتفي برسم الفستان فحسب بل يختار القماش ويبتكر نقوشه ويحيلها إلى النساجين لكي ينفذوا ما يريد، ثم يقص القماش ويقولبه على الموديل الخشبي ويخيطه عليه حتى يكتمل العمل وينتقل إلى أيدي الخياطات المساعدات.

اقرا ايضا :

ملكات جمال العالم يخطفن الأنظار بمسابقة ملابس البحر في دهب المصرية

عبر الفصول الأربعة يمكن التعرف على مراحل عمل زي من تلك التي تندرج تحت خانة ما يسمى بالخياطة الراقية. المرحلة الأولى هي اختيار القماش، حيث يتلقى الزائر شرحاً يسمح له بالتمييز بين الخامات المختلفة، كالتافتا والموسلين والحرير والدانتيلا والقطيفة وغيرها. وهناك 25 بدلة معروضة خارج الخزانات الزجاجية، يمكن تلمسها باليد، بينها فستانان استثنائيان للأعراس، الأول باللون الأسود مع صدر من الدانتيلا والثاني كثير الفخفخة ويحمل اسم «شكسبير».

إلى جانب الأزياء المعروضة على دمى خشبية، هناك الكثير من التخطيطات والكراريس وقصاصات الأقمشة التي تمت استعارتها من متحف سان لوران في باريس. مع عشرات الصور والوثائق التي لم تعرض من قبل ولم تقع عليها أعين الجمهور العريض. وكذلك نسخ من المقابلات الصحافية والتلفزيونية التي أجريت مع المصمم خلال فترات مختلفة من حياته. بينها تسجيلات مع عدد من صناع الحرير الذين تعامل معهم، يتحدثون فيها عن الدقة التي اتسم بها سان لوران وعن تطلباته الصعبة الكثيرة وهو يسعى للحصول على أفضل تنفيذ لتصاميمه وأفكاره. وبهذا فإن متحف الحرير في ليون لا يكرم المصمم الراحل لوحده، عبر هذا المعرض، بل يؤدي التحية لصناعة تميزت بها المدينة منذ العصور الوسطى ولحرفيين ماهرين تعاقبوا عليها وتوارثوها جيلاً بعد جيل. ولم يجافِ دليل المعرض الصواب حين وعد الزوار بأنه سيقودهم إلى رحلة إلى أرض الأحلام.

ولمتحف القماش هذا حكاية في حد ذاته، فهو كان قد أوشك على الإفلاس وإقفال أبوابه بسبب الضائقة المالية. ثم قررت محافظة «الرون» التي تتبعها مدينة ليون أن تشتريه قبل سنة ونصف السنة، ووضعت خطة طموحاً لتجديده وتعزيز محتوياته. وقد جاء معرض سان لوران بمثابة عودة له. وهنا تلفت مدام مونتوي، المديرة الجديدة للمكان، نظرنا إلى أنّه ليس متحفاً للموضة بل للأقمشة، والهدف منه أن يفهّم الزوار طبيعة هذه الصناعة وتاريخها وعراقتها. وهو يحتفظ بواحدة من أهم المجموعات في العالم وأجملها من الأنسجة، بل وأكثرها فخامة. وقد تم دمجه مع متحف مقارب له في النمط، وصار اسمه «متحف القماش وفنون التزيين». وكل شق منهما يكمل الثاني.

وكانت غرفة التجارة في ليون قد باشرت منذ عام 1856 بإنشاء متحف للصناعات التي اشتهرت بها المدينة. وكان الهدف حمايتها من الانقراض وتأهيل أجيال جديدة من الصّناع المهرة الذين يتلقون أسرار الحرفة من الأساتذة والأسطوات الكبار. وقد فتح المتحف أبوابه للجمهور رسمياً عام 1864. واعتباراً من عام 1890 تخصص المتحف في فنون النسيج. وفي عام 1946 انتقلت المجموعة الثمينة من أقمشته إلى القصر المسمى «أوتيل دو فيلروا» الذي كان مسكناً لحاكم المنطقة في القرن الثامن عشر. ويمتلك المتحف اليوم مقتنيات تؤرخ لأكثر من 4 آلاف عام من صناعة النسيج والحرائر. ولديه أكثر من مليوني عينة من القماش التي يعود بعضها إلى قرون عديدة قبل الميلاد. وبينها نماذج من مصر الفرعونية وحضارات بابل ونينوى وبلاد فارس والشرق الأقصى، بالإضافة إلى فنون النسيج في الأندلس وإيطاليا وفرنسا.

قد يهمك أيضا : 

 النجمة العالمية "بينك" تقرر الظهور بـ" لوك مختلف" لشعرها قبل نهاية 2019

أغطية الرأس تغزو أسابيع الموضة العالمية بتصاميمها المختلفة لخريف وشتاء 2020

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف القماش في ليون يفتح خزانة تحفظ ما نسجته أنامل مبدعة عبر العصور متحف القماش في ليون يفتح خزانة تحفظ ما نسجته أنامل مبدعة عبر العصور



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib