لندن -المغرب اليوم
تجسد مجموعة سان لوران لصيف 2022 مرحلة أساسية ولكن غير معروفة في مسيرة مصمم الأزياء المهنية؛ إنها مرحلة فتحت آفاقاً فنية جديدة وحرة، مزيلةً الحدود الرسمية التي وضعها عالم الأزياء، وآداب السلوك واللياقة، وحتى معايير الذوق الرفيع...
أراد أنتوني فاكاريللو أن يعرب عن تقديره لشخصية بالوما بيكاسو المستقلة، بدءاً بحريتها وحدسها، ووصولاً إلى طاقتها التي حررتها من القيود. فأراد أن يتحرر من الأحكام التي قد تُطلق عليه. لذا، تُعد هذه المجموعة نشيداً للتحرر، ونداء إلى الإغواء المشاكس الذي لطالما اتّخذ حيزاً جوهرياً في الدار.إنها مجموعة تحتفي بشخصية المرأة الاستثنائية في كل خطوة تخطيها، وإبداعها العفوي الذي يتجلى في إطلالاتها كافة، عاكسةً بذلك لامبالاة متقنة على الدوام. هي امرأة تثير الجدل بطريقة إضفاء لمساتها الأنيقة إلى الأزياء الرجالية، تاركة خلفها أثراً فاضحاً بقدر ما هو جذاب.
هنا تبرز التناقضات المتناغمة: قصّات دقيقة بلمسات جريئة تشكّل بيت القصيد. أما السترات الكلاسيكية والسترات الرسمية بتصميمها الحاد، فتؤكد مفهوم تفكك الأنواع الذي اعتمدته الدار منذ زمن بعيد. وتبقى المواجهة الأكبر بين التصاميم المحافِظة، والأزياء الجريئة. كما يظهر تضارب الألوان التي لطالما اتّسمت الدار بقدرتها على دمجها بطريقة متناغمة. ويعود الأرشيف ليكشف عن نقشة الزهور التي أصبحت رائجة أكثر من أي وقت مضى.
وتجمع السراويل بين ذوق الخبراء والهواة. أما الأكسسوارات، فلم تُصمم لغرض الزينة والتألق فحسب، بل لتحدث نوعاً من التوتر مع التصميم عينه. بساطة بالغة من جهة يقابلها تكلّف متجذّر من جهة أخرى. ومهما تنوعت الألوان، برز اللونان الأزرق والأحمر بالوما كعلامة فارقة. وتعكس التصاميم الطويلة للغاية فن الظهور بحد ذاته. أما الأزياء البورجوازية، فتدّعي التطور. وتبقى الحقيبة بذاتها رمزاً بنّاءً.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر