يمكن القول إنَّ كارل لاغرفيلد، مصمم الأزياء الأكثر شهرة في العالم. يجلس دائما في مكتبه الخلفي في دار الأزياء العالمية "فيندي"، وقد استلم من مساعده هدية قد أرسلت لشبوتة، إذ قال السيد لاغرفيلد:" لدي قطة شهيرة"، كان ينظر نظرات عابرة على دفتر الملاحظات المطبوعة.
يوضح أنَّ قطته شبوتة الصغيرة لديها أكثر من 46 ألف متابع عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهو عدد متابعين ربما أكبر من صفحات الأزياء والموضة، وقد ألهمت خط مكياج شو ايمورا، كما أنَّه يأمل في أن يصبح القط أكثر شهرة منه، ويختفي هو خلفها.
وعاد المدير الإبداعي لدار "فيندي"، كارل لاغرفيلد، إلى ستينيات القرن الماضي من خلال مجموعة أزيائه الخاصة بخريف وشتاء 2015، التي قدمها في إطار أسبوع ميلانو للأزياء الجاهزة.
وقدم لاغرفيلد مجموعة هندسية بامتياز، مستوحيًا خطوطها من فن العمارة في قصر بازالو الإيطالي، المقر الجديد لدار فيندي في مدينة روما.
بدأ العرض بسلسلة من الإطلالات باللون الأبيض تكرر فيها استعمال الجلد بكل أناقته. وما لبث الأبيض أن اختلط في الإطلالات التالية مع ألوان أخرى التي أضفت لمسات الدفء على الأزياء. كما ظهر الأسود بكل فخامته ليلون بعض الإطلالات ويضفي عليها المزيد من الأناقة.
شكل عنصر الدفء أحد الاهتمامات الأساسية لدى لاغرفيلد في هذا العرض، ولذلك جاءت المعاطف سميكة وظهرت عليها الجيوب الكبيرة حينا، واختفت أيادي العارضات داخل جيوب مخفية ولكن عميقة في أحيان أخرى.
وذكرت تسريحات وماكياج العارضات بنجمة الستينيات بريجيت باردو، أما الحقائب والأحذية فدخل عليها عنصر الفرو، وظهرت القفازات القصيرة والطويلة التي تزينت بالفرو أيضا.
السيد لاغرفيلد هو كائن من السحر العام في سيلفي العمر، يمكن إدراكه بشكل سريع خلال السير في الشوارع أو حضور حفل دون وقوع حوادث، الآن هو في السبعينات أو ربما الثمانينات، يتميز بتسريحة ذيل الحصان، المصمم الألماني المولد يبقى عنيد ويميل إلى التصريحات المبهمة.
وأوضح: "ليس هناك الكثير من الناس الذين أهتم بآرائهم"، هناك أحد المساعدين في "فيندي" منذ سنوات وجد نفسه باسم جديد بعد أن غير السيد لاغرفيلد اسمه الفعلي.
وأضاف:"قلت هيرفي هذا الاسم غير ممكن إنه ثقيل جدا"، ولكن المساعد تركه عندما فعل السيد لاغرفيلد في الماضي، ليؤسس خط أزيائه هيرفي لاغير، وهي كلمة بالفرنسية تعني الضوء.
ويؤكد أنه لا يحب النظر إلى الوراء، فهو أمر خاطئ في عالم الأزياء، لا يهتم بالماضي، ولكن فيندي يحلو له القيام بجولة في أزياء الماضي.
يلفت إلى أنَّ 50 عامًا مع فيندي تعد فترة طويلة، ولكنها لم ينعكس أبدا شيئا على حياته المهنية، كما يرى أنَّه لا يمتلك تاريخ أو حتى أرشيف، فهو لا يحتفظ بشيء.
يعتبر نفسه متعاطفًا جدًا، ويكره قتل الحيوانات بالطرق المروعة، فمحل الجزار يُعد مكانا سيئا بالنسبة له، فعند زيارته كأنك تذهب لزيارة القتل، لذلك يفضل عدم التعرف إليه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر