تصدرت مسلسلات "بانتظار الياسمين" و"غدا نلتقي" و"عناية مشددة"، استطلاعات الرأي حول أكثر الأعمال مشاهدة في الشارع السوري خلال شهر رمضان الحالي.
وأجمعت الاستطلاعات التي كشفتها إحصاءات الـ"فيسبوك" على وجود نسبة مشاهدة مرتفعة لمسلسل "غدًا نلتقي" من سيناريو إياد أبو الشامات ورامي حنّا، وإنتاج شركة "كلاكيت"، وذلك بسبب خوضه في مشكلات اللاجئين السوريين في لبنان عبر رصد ليوميات مجموعة من الأشخاص بعد خروجهم من سورية ورحلة العذاب التي يخوضونها للوصول إلى بر الأمان.
ويسجل لكاتب النص تلك الحبكة القصصية التي جعلت المشاهد في حالة ترقب لحلقاته، لمعرفة مصائر الشخصيّات، خصوصًا شخصية "وردة" التي تؤديها النجمة كاريس بشّار، والتي حظيت بشعبية كبيرة في الشارع السوري .
ويحظى مسلسل "بانتظار الياسمين" من تأليف أسامة كوكش، وإخراج سمير حسين، بنسبة مشاهدة مرتفعة جدا كشفتها نسب التعليقات على صفحات الـ"فيسبوك" والثناء الكبير الذي حظي به مخرج العمل وأبطاله ولاسيما الأداء المتميز للنجمة سلاف فواخرجي.
ويبدو أن القضية الشائكة التي طرحها العمل وخاضها بحرفية وواقعية تحسب للنص وجعلته ينافس بقوة في سباق الموسم الرمضاني.
وفي "بانتظار الياسمين" ترى أبطال العمل يجسدون شخصيّاتهم ببساطة وواقعية ضمن حكاية تدور حول مهجّري حرب نزحوا من مناطق ساخنة في سورية، ليتجمعوا في حديقة في قلب دمشق، ويحاولون التأقلم مع واقعهم الجديد، بينما لا يتوقف القدر عن صفعهم مرّة تلو الأخرى.
وتُختطف ابنة "لمى" (سلاف فواخرجي) بالتوازي مع استمرار مأساتها بانتظار خبرٍ عن زوجها الذي ذهب ليحضر ربطة خبز ولم يعد، ويحترق وجه "أم عزيز" (شكران مرتجى) فيهتزّ كيانها كامرأة، ويتهدّد الخطر أطفالها في العراء، كما يتوالى سيناريو الخيبات التي يواجهها "أبوسليم" (غسان مسعود) وعائلته.
وبعد أن كان صاحب معملٍ لصناعة صابون الغار، يتحوّل الرجل إلى حمّالٍ في الأسواق، وسط محاولاته اليائسة مع ابنه لتأمين متطلبّات العائلة.
ويبني سكّان تلك الحديقة علاقةً قائمة على التعاطف من جانب المشاهد من خلال حكاياتهم المرّة وأدائهم البعيد عن التكلف، في مواجهة "أبو الشوق" (أيمن رضا) وعصابته الذين يمثلون الشرّ المطلق، ولا يكفّون عن التربّص بهم.
ولا يمكن لمتابع العمل إلا أن يلفته أداء الممثل أيمن رضا في العمل الذي عبر عن موهبة كبيرة لهذا النجم العريق.
ويكسب مسلسل "عناية مشددة" من سيناريو علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج أحمد إبراهيم أحمد، وإنتاج شركة "قبنض"، المركز الأول بإشعال صفحات الـ"فيسبوك" وتعكس هذه الأصداء أحاديث الشارع حول مسلسل يحظى بمتابعة واسعة منذ الحلقة الأولى جمعت بين المؤيدين للطرح الذي يقدمه للحرب والمعارضين له.
ولا يُخفي صنّاع "عناية مشددة" انتهاجهم أسلوب الصدمة بتقديم مقاربتهم لما يجري على الأرض السوريّة، وهذا ما حدث فعلًا مع عرض مشهد تقطيع "هموم" (أمانة والي) لضحيتها التي تحوّلت جثتها إلى قطع للمتاجرة بالأعضاء البشريّة، فيما كان مصير ضحية أخرى في القمامة.
وينسج المسلسل أحداثه عبر تقديم حكايات تتسم معظم شخوصها بالشر أو الخير المطلقين، وسط تأكيدات القائمين عليه أنّ الأحداث مستوحاة من "واقع سوريا الأليم".
ويطل عباس النوري في العمل بأداء متميز يجسد فيه شخصية رجل فاسد بكل المقاييس ليشكل نموذجا للفساد الذي ما زال ينخر بقوة في البلاد كما يبرز الممثلان الشابان حلا رجب في شخصية نهلة ومهيار خضور في دور زكوان بأداء لافت جدا.
فيما لم يحظَ مسلسل "امرأة من رماد" رغم الاسم الكبير لمخرجه نجدت انزور بصدى كبير، حيث عاب عليه المشاهدون النص الضعيف وغير المنسجم والأسلوب المستفز الذي ظهرت به شخصية "جهاد" (سوزان نجمة الدين) الذي كان به كثير من المبالغة دون معنى.
وتناولت صفحات الـ"فيسبوك" تعليقات تجمع على أن المسلسل تناول قضايا كبرى بأسلوب يفتقد إلى العمق في المعالجة والطرح ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن إكماله لأن حجم المعاناة التي يعيشها السوريون أكبر بكثير من أن يتم تناولها بهذه الطريقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر