الرباط - ثورية ايشرم
كشف الممثل المغربي المتألق عبد الرحيم المنياري أن بدايته الفنية انطلقت من المستوى الخامس ابتدائي في سن 10 أعوام
وقال المنياري في حديث خاص لـ "المغرب اليوم": "كنت متفوقًا جدًا في الدراسة وأحصل على المراتب المتقدمة ، وبمناسبة الاحتفال بعيد العرش عام 1979 تم اختياري من طرف المعلم لتجسيد دور في إحدى المسرحيات التي كان عنوانها " العلم والجهل " وقمت بتجسيد دور الجهل، من هنا يمكن القول أن التمثيل اختارني وأنا ما أزال في صغيرا ، وانفتحت في سن مبكرة على عالم المسرح عند دخولي إلى دار الشباب في الحي المحمدي في مدينة الدار البيضاء ، ولا يخفى على احد ماذا يعني الحي المحمدي الذي يعتبر قلعة الفنانين المغاربة من مختلف المجالات وهذا ما زاد تشبثي بالفن لا سيما أن أسرتي شجعتني على ذلك ."
وأكد الممثل المنياري : "دار الشباب آنذاك كانت قريبة من منزل أسرتي حيث تلقيت التشجيع منهم على ممارسة هوايتي التي تحولت بعد ذلك إلى أهم في حياتي، حيث جاءت فرصة الانتقال إلى المسرح في مرحلة الاعدادية ثم الثانوية وبعدها المسرح الجامعي ليأتي بعدها دخولي إلى المعهد المسرحي في مدينة الدار البيضاء حيث درست مدة 7 سنوات وحصولي على شهادة الوسام الأول وشهادة الاستحقاق وشهادة التخرج ، مع الأستاذ محمد عفيفي ، إضافة إلى مجموعة من التكوينات ، ثم بعد ذلك جاء التحاقي بالقناة الثانية حيث اشتغلت كمساعد مخرج مدة 6 سنوات ، وبعد ذلك تخصصت في العمل كممثل إلى أن أصبحت مديرا في معهد سيدي بليوط لمدة تفوق 12 عاما وحاليا اعمل استاذا بنفس المعهد واعمل في المسرح والتلفزيون والسينما ."
وأضاف عبد الرحيم المنياري : " المسرح كان وما يزال نقطة مهمة يجب على الممثل أن ينطلق منها كونه الشرارة الأولى التي تساعد الممثل على التطور والتقدم وتعطيه الثقافة التي يحتاجها في حياته الفنية وحتى الشخصية ، كما انه يساعد في تطوير المجتمعات فهو ليس مجرد فضاء ترفيهي بل وسيلة تؤدي إلى اكتشاف معالم الجمال الجوهري في الفنان ، وعلاقتي بالمسرح كانت وستبقى قوية جدا وليست وليدة اللحظة بل ارتبط به منذ زمان بعيد وسيبقى هذا الارتباط إلى أن اسلم الروح لخالقها ، فالمسرح هو ذلك المكان الذي أجد فيه نفسي قريبا من الجمهور ولا أرى ذلك الحاجز الذي يحجبني عنه أجسد الدور بصورة حية مباشرة أمام الجمهور الذي يتلقاها أيضا دون حواجز ."
وأكد المنياري أن " بدايتي في السينما انطلقت من خلال فيلم " خياط الشرف " عام 1989 ، إضافة إلى عدد من الأعمال الفنية المميزة والمتعددة والمتنوعة ، فضلا عن حصولي على عدد من الجوائز أهمها جائزة أحسن ممثل في المسرح الاحترافي في المهرجان الاحترافي في مدينة مكناس عن دور في مسرحية " مومو بوضرسة " وجائزة أحسن دور رجالي في المهرجان السينمائي روتردام عن فيلم " المنسيون " لمخرجه حسن بنجلون عام 2010 ، واعمل حاليا في عدد من الأعمال من بينها مسرحية تحت عنوان " سعدات سعيد " ، تأليف وإخراج عمر الجدلي ، إضافة إلى مسرحية أخرى نشتغل عليها حاليا تحت عنوان " شغل العيالات " والتي تشاركني فيها دور البطولة كل من الممثلة المتألقة سعاد خيي وبشرى اهريش حسناء الطباوي والتي سنقوم من خلالها بجولة خارج الوطن وهي من تأليف وإخراج كذلك عمر الجدلي ، ففرقتنا تعمل دائما وليست غائبة عن الساحة الفنية كما يعتقد البعض ، هذا بالإضافة إلى أني انتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل تحت عنوان " السيدة الحرة " للمخرج المغربي إبراهيم الشكيري ، كما أني انتهيت من تصوير شريط تلفزيوني مع المخرج المغربي حسن غنجة تحت عنوان " الشيفور " ويشاركني فيه كل من الممثل المغربي بن عيسى الجراري والسعدية ازكون والممثل سعيد بأي وعبد اللطيف الخموري إضافة إلى نخبة مهمة من الأسماء المميزة واللامعة في المجال الفني على الصعيد الوطني كما أنني أصور مسلسلا جديدا بعنوان " نوار " من إخراج جميلة البرجي ويشاركني في بطولته كل من ثريا العلوي عبد اللطيف الخمولي ومجموعة من الأسماء الفنية المرموقة ، كما أنني بصدد تصوير فيلم جديد في المناطق الشمالية بعنوان " حياة " وهذا اكبر دليل على أني لست غائبا عن الساحة ومتواجدا بشكل مستمر وهذا شيء اعتبره ايجابيا وافتخر به كثيرا فانا قريب من الجمهور دائما ولا أغيب عنه سواء من خلال المسرح أو السينما أو التلفزيون ."
وأشار المنياري إلى أن " التمثيل هو مرآة تعكس واقع المجتمع ، ورغم أن مجال التمثيل هدفه الأول هو الترفيه إلا أن هذا لا يعني انه خال من الرسائل السامية التي يرغب في إيصالها إلى المتلقي ، من بينها إعادة تمثيل التاريخ وتبسيطه للمشاهد إضافة إلى تبليغ مجموعة من رسائل التوعية والتحسيس بإحدى الظواهر التي يعاني منه المجتمع ، فاستخدام الموهبة بالشكل الصحيح وفي المكان الصحيح يعتبر تمثيلا حقيقيا ، لا سيما إذا كان الممثل يتوفر على كم هائل من الطاقة التي تساعده على تجسيد مختلف الأدوار التي تعرض عليه لكن شريطة أن يتقنها بشكل احترافي ومتقن ، وهذا ما يجعلني أكون دقيقا في اختياري لمجموعة من الأدوار إذ ادرس الشخصية والدور المعروض قبل أن تتم الموافقة عليه طبعا حتى أصل بذلك إلى تبليغ الرسالة الهادفة من الدور ، لا سيما أن التمثيل له دور كبير في تعليم الناس وتوعيتهم وتبصيرهم بمجموعة من الأمور الهامة في حياتهم بالشكل الذي يساعدهم على تقبل الرسالة الهادفة ."
وأضاف الممثل المنياري : " مجال التمثيل عرف نوعا من التطور في المغرب مقارنة مع فترة معينة مضت حيث كانت الانتاجات السينمائية قليلة جدا إذ كان الإنتاج المغربي لا يتعدى فيلما واحدا أو اثنين في العام و الآن تغير ذلك وأصبحت الانتاجات السينمائية متعددة ومتنوعة وهذا في حد ذاته شيء مميز رغم العديد من الصعوبات والعراقيل التي يعاني منها الوسط الفني لا سيما فيما يتعلق بالأوضاع الخاصة بالممثل والفنان بصفة عامة ، وهو ما نأمل أن يتغير في يوم من الأيام ، ومن بين اللمسات التي تبرز أن المغرب أصبح يعرف تطورا في المجال السينمائي هو كمية المهرجانات السينمائية التي تم تأسيسها في الفترة الأخيرة والتي تشجع الأعمال والإبداعات الفنية السينمائية في المغرب والتي يعد المهرجان الدولي للفيلم في مراكش أكبرها وأضخمها فهو نقلة نوعية للمدينة وللسينما بصفة عامة ، كما انه قيمة مضافة لهذا المجال في المغرب ، إلا أن هذا لا يعني أني احضر دوراته بصفة مستمرة فقط أكون حاضرا عندما يكون عملا أجسد فيه دورا حاضرا ومشاركا في فعالياته ، وهذا العام لم تتح لي الفرصة للمشاركة ليس إهمالا مني بل لأني كنت منشغلا جدا بالتصوير وغير ذلك لا أحب أن أضيع وقتي خاصة إن لم أكن مشاركا في إحدى التظاهرات الفنية بشكل فعلي ."
وأكد أن : "الأدوار التي أقوم بها في برنامج مداولة الذي كان لي الشرف الكبير للعمل فيه ضمن طاقم متميز والذي أجسد فيه أدوارا إجرامية ليست تنقيصا من حقي الفني أو تقليلا من مكانتي الفنية أو حصر موهبتي فقط في هذا النوع من الأدوار كما يرى البعض من الناس ، لكن ذلك يرجع إلى الدور الرئيسي الذي كنت أقوم به وهو دائما ما يكون له علاقة بحالة معينة من الإجرام فدوري رئيسي ولا يمكن للدور الرئيسي أن يكون صديق المجرم أو أخوه أو فقط عابر سبيل في الحلقة بل هو الرئيسي الذي تتحدث عنه حلقة البرنامج الذي يعد بالأساس اجتماعيا قضائيا يعرض مجموعة من الملفات والقضايا الأساسية التي تكون واقعية ونقوم نحن بتجسيدها ، فانا ممثل وأقوم بأدواري على أكمل وجه ويمكن أن أقوم بعدة شخصيات مختلفة تتنوع بين الدرامي كدوري في مسلسل " دموع الرجال" وكوميدي كدوري في سيتكوم " سير حتى تجي " وكذلك " العام طويل " وغيرها من الأدوار التي أجسدها ."
وأضاف الممثل عبد الرحيم المنياري :"رغم الأدوار وكل الأعمال التي قمت بتقديمها إلا أني اشعر أني لم استطع بعد الوصول إلى ما أريد تحقيقه فمازال في جعبتي الكثير من الأشياء التي ارغب في تحقيقها وارغب في تمثيل عدد كبير من الأدوار كوني لم أرى نفسي أني وصلت إلى الدور الذي يجعلني أقول حققت ما ارغب فيه ، فانا أرى أن الفنان طالما هو حي يرزق ويستطيع التمثيل بموهبة متميزة فهذا دليل على طموحه الكبير في الوصول إلى المزيد وتقديم الكثير من العطاء ، إلا إذا كان ممثلا مغرورا هنا تصبح مهنة التمثيل نقمة على صاحبها فالغرور هو نهاية كل إنسان ليس فقط الممثل أو الفنان بصفة عامة ، وأنا الحمد لله علاقتي بجمهوري يمكن أن أصفها بالعلاقة الطيبة والقوية أنا اعشق جمهوري وكل من يتتبع أخباري وآخر أعمالي وكل من يشجعني ، فالجمهور هو كل شيء بعد الله سبحانه وتعالى ورضاه ، نحن ملك للجمهور ولا يمكن أن نتكبر عليه أو نغتر بأنفسنا ."
واختتم الممثل عبد الرحيم المنياري كلامه قائلًا: "أن المجال الفني لا يخلو من المشاكل والعراقيل الكثيرة والمتعددة التي يعاني منها الفنان بشكل خاص ، إلا أن الإنسان الذي يعمل بكد وبثقة قوية في موهبته ونفسه وقدرته على العطاء لا بد أن يصل إلى ما يصبو إليه ، وهو رسالة سامية كباقي الفنون الأخرى ، شريطة أن يكون الفنان شخصا متعلما ومثقفا وواعيا وموهوبا حتى يقوم بصقل هذه الموهبة بالدراسة كون الدراسة والموهبة عنصران مهمان جدا في تكوين شخصية الممثل ومنحه القدرة على التمثيل ، وأنا لن أمانع في يوم من الأيام إذا رغب احد أبنائي في الدخول إلى المجال الفني على العكس سأكون مساندا لهما ومشجعا لهما فقط إن رأيت فيمها الموهبة متوفرة التي لابد أن يتم صقلها بالدراسة التي تعبر المنبع الرئيسي والأساسي لتحقيق النجاح ليس فقط في مجال التمثيل وإنما في مجالات متعددة في الحياة بصفة عامة ، فانا ممثل وزوجتي أيضا ممثلة ولا أمانع أن يكون أبنائي في الوسط أيضا تحت إشرافي طبعا مع منحهما الحرية الكاملة في القيام بما يرونه مناسبا في حياتهما الشخصية ."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر