تدهورت الحالة الصحية للفنانة فيروز، الطفلة المعجزة التي اشتهرت بـ"فيروز هانم" أو "قطقوطة السينما المصرية"؛ إذ أكد نجلها أيمن بدر جمجوم أن صحتها تدهورت بشكل مفاجئ، ما استدعى نقلها إلى العناية المركزة.
وأكدت النجمة لبلبة، نجلة خالة الفنانة فيروز، تدهور وضعها الصحي، بينما نشر الفنان خالد الصاوي صورة له بصحبة الفنانة القديرة، عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واصفًا إياها بـ"إمبراطورة الموهبة وحبيبة كل مصر، دعواتكم جميعًا بالشفاء والصحة للجميلة الرقيقة والراقية الفنانة فيروز، بعد تعرضها لوعكة صحية نقلت على أثرها إلى المستشفى.
مصرية""" الوضع الصحي للفنانة فيروز الطفلة الشقية" src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/almaghribtodaybj8.jpg" style="height:350px; width:590px" />
وأضافت الإعلامية بوسي شلبي، تعرُّض الفنانة فيروز إلى وعكة صحية مفاجئة، ونشرت عبر حسابها الرسمي على موقع الصور "إنستغرام" صورة للفنانة معلقة عليها: ادعوا لها بالشفاء.
وتعد فيروز الصغيرة أشهر طفلة مصرية وعربية في السينما، بل هي نجمة أطفال السينما المصرية فيروز المعروفة باسم فيروز هانم أو "قطقوطة"؛ نسبة إلى اثنتين من أنجح الشخصيات التي قدمتهما في السينما العربية، والتي لم تمحَ من ذاكرة أجيال المصريين رغم مرور عقود عدة على تقديمهما، وتميزت فيروز رغم صغر عُمرها بقدرتها الفائقة على الاستعراض والغناء والتمثيل.
واسمها الحقيقي بيروز أرتين كالفيان وهي من مواليد العام 1943، وولدت لأسرة أرمنية ولها عدد من الإخوة والأخوات منهم الفنانة نيللي، أشهر مَنْ قدّم فوازير رمضان، واكتشف مواهبها الفنان اللبناني إلياس مؤدب الذي كان صديقًا لأبيها وكان يقضي معه أمسيات فنية داخل البيت؛ حيث كان يعزف الكمان وقد تغني والدتها بينما كانت فيروز تشارك والديها بالرقص.
ولفتت الصغيرة انتباه مؤدب الذي لاحظ موهبتها وحاول تطويرها فقام بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه وحدَها، ولأنه كان يغنّي في حفلات منزلية اصطحبها معه لتؤدّي المونولوج في إحدى المرات، فأثارت إعجاب الحضور ولاقى مونولوجها نجاحًا باهرًا، فما كان من مؤدب إلا أن قرَّر أشراكها في مسابقة المواهب الخاصة بملهى الأوبيرج الليلي، وحينها كان الملك فاروق حاضرًا، فأعجب بأداء الصغيرة التي لم تتجاوز الثامنة من عُمرها.
وقوبل أداؤها ذاك بإعجاب لا مثيل له وبتصفيق حاد، كما حصلت فيروز على أول مكافأة في حياتها من الملك فاروق، وهي عبارة عن خمسين جنيهًا، بعدها التف حولها المنتجون السينمائيون، فاختار مؤدب الفنان أنور وجدي من بينهم ووقع معه والد فيروز عقد احتكار تتقاضى عنه ابنته ألف جنيه عن كل فيلم.
وقرَّر وجدي تغيير حرف الباء في اسمها إلى فاء؛ ليصبح فيروز بدلاً من بيروز ثم استقدم مدربون أجانب لتدريب الصغيرة على أول بطولة سينمائية "ياسمين"، الذي خاطر فيه وجدي بالكثير، وجاء عرضه العام 1950، وإنتاج الفيلم كان مفترضًا أنْ يكون مشتركًا بين وجدي والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، لكن عبدالوهاب، وبعد أن شاهد الصغيرة رفض المغامرة بأمواله لكن وجدي أصرّ على موقفه وخاض المخاطرة وحده.
وصباح يوم العرض ظهر إعلان في الصحف المصرية يدعو أطفال مصر لحضور حفلة العاشرة صباحًا التي سيعرض فيها الفيلم، ثم ستقوم البطلة الصغيرة فيها بتوزيع هدايا على الأطفال، وبالفعل تم وضع مئات الهدايا في سينما الكورسال وتعليق مئات البالونات في صالة السينما، وحقق العمل نجاحًا كبيرًا.
بعدها قدمت فيروز فيلم "فيروز هانم" العام 1951، ثم فيلم "صورة الزفاف" العام 1952، وفي العام التالي فيلم "دهب"، الذي قدم فيه أنور وجدي الصغيرة وهي تؤدي رقصات تشبه تلك التي تقدّمها راقصات شهيرات مثل: سامية جمال، وبديعة مصابني، وتحية كاريوكا.
كذلك شهد العام 1953 انفصال الصغيرة عن أنور وجدي؛ إذ قرَّر والدها رفض تجديد عقد الاحتكار معه، وقرر أنْ يقوم هو بإنتاج أفلامها، فأنتج فيلم "عصافير الجنة" مع شقيقتيها نيللي وميرفت، وأكدت الفنانة نيللي عبر مذكراتها التي نشرت في إحدى المجلات المصرية أن كل الجهود في هذا الفيلم بذلت من أجلها، وأن التركيز كان على شخصها.
وبعد أعوام قدمت 4 أفلام لم تحقق أي نجاح، منها فيلم "إسماعيل ياسين للبيع"، و"أيامي السعيدة"، و"إسماعيل ياسين طرزان"، وأثناء عملها في فرقة إسماعيل ياسين تعرفت على زوجها الراحل بدر الدين جمجوم وتزوجا وأنجبا طفلين هما: أيمن وإيمان.
وبعد الأفلام الأربعة التي كان آخرها فيلم "بفكر في اللي ناسيني" لحسام الدين مصطفى، الذي قدمته عند بلوغها الـ16 عامًا، وبعدها قرَّرت التوقف عن العمل من أجل الحفاظ على صورتها كطفلة شقية في أذهان الجمهور، وهجرت أضواء السينما وانعزلت بحياتها، لاسيما أن الجمهور عرفها طفلة شقية لا ينتظر منها سوى الاستعراض وخفة الظل، ولا يتقبلها في أيّة أدوار أخرى، على رغم ما حققته من نجاحًا في أدوارها التراجيدية والدرامية.
وكُرمت فيروز العام 2001 في مهرجان القاهرة السينمائي، وتعيش الآن حياة طبيعية بعيدة عن الأضواء والنجومية، تقضيها بين النادي الرياضي وزيارة أبنائها وأحفادها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر