الرباط - ناديا احمد
تغنت الفنانة المصرية نهاد فتحي، على مسرح "محمد الخامس: خلال مهرجان "موازين"، بروائع الراحلة أسمهان، أمام جمهور عاشق يحن إلى عبقريات الماضي ويتمسك بجذوة فنه، من وصلة إلى أخرى، نضجت الرحلة الروحية إلى أسطورة أسمهان، ومن قطعة إلى ثانية أطربت المغنية، فتتألق أكثر، صوتًا وإحساًسا وانسجامًا: "الورد جميل، "يا طيور"، "اسقنيها"، "عليك صلاة الله"، "أنا اللي استاهل".
ولم تدخر فتحي، أي عطاء وأداء في تلبية الطلب العزيز للجمهور المغربي؛ لتتوج عبورها في محطة "موازين" بأجواء غبطة وانتشاء في "ليالي الأنس في فيينا"، دقيقة ذكية في اختياراتها، فأهدت جمهور فن الطرب في المهرجان باقة متنوعة من سجل أسمهان، من العاطفي إلى الديني، ومن الفصيح إلى العامي، ومن الإيقاع الشرقي إلى الموال الشامي لتلك الفنانة التي نبعت من جبال سورية وصنعت مجدها القصير في رحاب القاهرة.
وتعتبر نهاد فتحي صاحبة مسار طويل في ساحة الفن العربي الكلاسيكي، وخريجة المعهد العالي للموسيقى العربية، قبل أن تنتقل للغناء في "أوبرا" القاهرة مع أوركسترا عبد الحليم نويرة، "الأوركسترا الوطنية للموسيقى العربية" وفرقة "الأغاني الدينية"، كما تعمل نهاد كعازفة منفردة في دار "الأوبرا"، وأحيت حفلات عدة على مسارح أوروبية وعربية.
وكانت نجمة الحفل، وحفتها "أوركسترا الحفني"، تسبك عالمها الإيقاعي الساحر وتستنطق أصوات زمن العمالقة، الفرقة التي حضرت بثمانية عازفين شباب، تخوض تجربة نبيلة ضد التيار في بيئة فنية اجتاحتها الإيقاعات السريعة والألوان الهجينة، حيث انبرت لإعادة أداء أعمال خالدة لنجوم الأغنية العربية لفترة الثلاثينيات والأربعينيات، مثل: محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر