القاهرة - شيماء مكاوي
أحمد رمزي وفاتن حمامة وعمر الشريف وسعيد صالح فنانون رحلوا عن عالمنا في 2015 ليحرمونا من إبداعاتهم وآرائهم في الحياة، ورغم ذلك تظل تصريحاتهم حاضرة بقوة على الساحة، فمثلا كانت لهم آراء صريحة في ثورة الـ25 يناير قبل رحيلهم.
الفنان أحمد رمزي صرح في أثناء حواره الأخير قبل وفاته مع " المغرب اليوم " قائلا عن ثورة يناير: رأيت شبابا أبرارا يدافعون عن وطنهم، وكنت في غاية السعادة، وشعرت أن الجيل الجديد من أعظم الأجيال، وأن ثورة يناير لا تقل شأنا عن أي ثورة شريفة في الماضي، ورغم أحداث الشغب والعنف في الشارع المصري إلا إنني أتوقع أن مصر ستتغير في الأيام المقبلة، وستكون نظيفة من كل عناصر الفساد.
وكتبت ابنة الفنان الكبير سعيد صالح "هند" عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": بابا الله يرحمه لما قامت ثورة يناير كان في السعودية بيعمل عمرة الخميس 27 يناير سافرت أنا و جوزي إلى محافظة الشرقية وطبعا تاني يوم كان جمعة الغضب، واتقطعت كل الاتصالات بين كل الناس في مصر.. محدش لسة كان فاهم إيه اللي بيحصل ولا حترسى على إيه بس هو كان هناك هيتجنن على البلد وعلى بنته اللي مش عارف يوصلها، وأنا هنا هتجنن على بابا اللي صحته بدأت تتعب قبل ما يسافر بفترة، ودي كانت بداية التعب الحقيقي اللي بالتدريج أدى لوفاته بعد 3 سنين، رجع مصر بعد الـ18 يوم وبعد تنحي المخلوع وبعد اللي ضحوا بحياتهم ما قابلوا وجه كريم، وروحتله البيت قعد يعيط زي العيال الصغيرة وقالي بالنص أنا فاكرة كويس أوي :أنا كنت محبوس ومش عارف أرجع بلدي وأشارك في اللي حصل.. اللي ماتوا دول أجدع مني ومن جيلي كله.. بقالنا 30 سنة أنا وصبحي بنعمل مسرح سياسي وبنقول كفاية مبارك.. كفاية استبداد وظلم.. اللي عملوه شباب مصر في 18 يوم ماعرفناش نعمله في 30 سنة.. وعيط تاني".
أما الفنان خالد صالح، فشارك في الذكرى الثانية لـ25 يناير بالأداء الصوتي لمقطع فيديو بعنوان "بتوع الثورة عايزين إيه؟"، والذي سجله من دون مقابل مادي تشجيعا منه لشباب الثورة.
وذكرت الفنانة الراحلة فاتن حمامة قبل رحيلها عن ثورة 25 يناير: "ربنا يبعد عننا اللي بيجولنا من بره، التسليطات والحاجات اللي بتتعمل من تحت لتحت، والسياسات البايخة، وربنا يسلم البلد والشباب من أي مكروه"، وتابعت: "أشعر بطاقة من الأمل بداخلي بما هو قادم، وإحساسي مفعم بالأمل".
الفنان عمر الشريف عاش ذكريات مع ثورة 25 يناير؛ حيث حضرها منذ بدايتها بشكل خاص، فكان يشاهدها من شرفة غرفته، كما كان وقتها من أول الفنانين الذين انحازوا للثورة ومطالب الشعب.
وذكر الفنان العالمي الراحل، في حواره مع المخرجة إيناس الدغيدي: كنت أستقل أحد الفنادق المطلة على ميدان التحرير فكنت أشاهد الناس وكأني وسطهم، لأن بلكونة غرفتي كان تحتها الميدان مباشرة، وكنت أجلس يوم 25 يناير وأرى الميدان ممتلئا بالناس، فكنت أشاور لهم فشاهدوني، وطلعوا عندي مع الصحافة.. وعندما سألني الصحافيون عن رأيي فيما يحدث قلت لهم أنا مع الشعب، وكان مازال مبارك في الحكم، وكانوا ممكن يحطوني وقتها في السجن، لكني قلتها من قلبي لأني طول عمري بحب الشعب المصري، فأنا لفيت العالم كله ولم أر ناس مثل الشعب المصري".
وتابع الشريف: "حكام مصر قعدوا مئات السنين من غير مايقول الشعب حاجة، فالمصري يتحمل كل شيء!، لكن في 25 يناير ما حدث أن الشعب قال كدة كفاية وعايزين نقول رأينا أحنا كمان، وأنا كنت معهم، ولم أخف لحظة، ومافيش شعب في العالم ماعندهوش ناس يخطئوا".
و كان الفنان الراحل ممدوح عبد العليم محبا لوطنه مصر وغيورا عليها، وهو ما أظهره في أثناء استضافته في برنامج "بوضوح" قبل عامين، وانهار باكيا عندما تحدث لمقدم البرنامج عمرو الليثي عن سوء أحوال مصر فور اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وهو ما كان سببا وراء اختفائه عن الساحة الفنية لسنوات، وقال متأثرا: "مصر كانت موجوعة، ولم أكن أستطيع التمثيل بينما كانت في مثل هذه الحالة، وكان من الصعب علي أن أشاهد مبنى ماسبيرو وهو يتعرض للتخريب عقب الثورة، وهو الذي تربيت فيه، وشهدت ميلاد مدينة الإنتاج الإعلامي منذ أن كانت عبارة عن رمال".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر