القاهرة - نهى حماد
يبدو أن صُنَّاع الدراما في مصر، قرَّروا مقاطعة السياسة في الأعمال الدرامية، التي سينافسون بها في موسم رمضان المقبل، فمعظم الأعمال التي يجري تصويرها حاليًا في أستوديوهات التصوير في مصر تبتعد عن الموضوعات السياسية بشكل ملفت للنظر، على الرغم من أن الأحداث التي تشهدها مصر مازالت في حراك دائم،
على الرغم من نجاح عدد كبير من الأعمال الدرامية السياسة في موسم رمضان الماضي، والتي ارتبطت معظمها بالأحداث التي شهدتها البلاد.والمسلسلات التي يتم تصويرها حاليًا لكبار النجوم، ويأتي على رأسهم الزعيم عادل إمام، الذي قرر أن يبتعد عن السياسة هذا العام، بمسلسله الجديد "صاحب السعادة"، الذي يتحدث عن العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وكذلك فالفنان محمود عبدالعزيز، الذي يُقدِّم عملًا بعيدًا تمامًا عن السياسة، بعنوان "أبوهيبة في جبل الحلال"، بينما يذهب الفنان يحيى الفخراني إلى الأدوار الصعيدية من خلال مسلسل "دهشة".
أما النجوم الشباب، فأعملهم هي الأخرى بعيدة كل البعد عن السياسة، حيث يُقدِّم أمير كرارة، عملًا رومانسيًّا اجتماعيًّا من خلال مسلسله الجديد، "أنا عشقت"، ويُقدِّم محمد رمضان دور الشاب، الشهم، ابن البلد، في مسلسله "ابن حلال"، ويتناول عمرو يوسف، قضية اجتماعية في مسلسل "عد تنازلي"، كما يعيد المخرج خالد مرعي، والفنانة رانيا يوسف، تجربة مليئة بالإثارة والتشويق، في مسلسل "السبع وصايا".
أما غادة عبدالرازق؛ فتقدم مسلسل "السيدة الأولى"، على الرغم من ترديد البعض بأنها تجسد حياة سوزان مبارك، إلا أن غادة نفت ذلك، وأكَّدت أن "العمل اجتماعي في المقام الأول"، أما نيللي كريم؛ فتُقدِّم قصة حياة عدد من السجينات في مسلسلها الجديد "سجن النسا"، بينما يخوض تامر حسني، جو الإثارة والتشويق في مسلسله الجديد "فرق توقيت".
"المغرب اليوم" تحدَّث إلى عدد من النجوم والنُّقاد؛ ليرصد آراءهم تجاه تلك الظاهرة، حيث أكدت الفنانة إلهام شاهين، أن "الشعب المصري تحديدًا أصبحت لديه قابلية للابتعاد عن السياسة، بعدما تشبَّع بها من خلال أحداث عاشها، وتعايش معها، ويراها يوميًّا في برامج "التوك شو"، وهذا الأمر يعلمه المنتجون، لذا قرَّروا الابتعاد عن تلك المنطقة الشائكة، والتي اعتقد أنها أصبحت غير مُرحَّب بتناولها في الأعمال الفنية".
أما السيناريست مدحت العدل، فقال، "اعتقد أن الأمر يتوقف على رغبة المنتجين في الابتعاد عن السياسة قليلًا لأخذ الجمهور إلى مناطق أكثر تسلية وخفة، لكن في رأيي العمل الجيد سيفرض نفسه، سواء كان سياسيًّا أو اجتماعيًّا أو كوميديًّا؛ فالجمهور واعي تمامًا، ويعرف كيف يحكم على الأعمال الجيدة دون تصنيفها".
وأوضح الناقد الفني، طارق الشناوي، قائلًا، "بالطبع عزف كثير من المنتجين عن إنتاج الأعمال السياسية، وذلك لسببين، الأول؛ هو عدم وجود سيناريوهات قوية في تلك النوعية من الأعمال، لاسيما وأن معظم التجارب التي خاضها البعض كانت مملة ورتيبة، ولم تُحقِّق النجاح الجماهيري، الذي توقَّعه المنتجون، والثاني؛ أن الجمهور لا يتحمل متابعة مسلسل يسرد له أحداثًا يعيشها بشكل يومي، ويراها في الشوارع بعينه، ويبدو أن المنتجين، وعوا إلى أن الجمهور يشاهد الأعمال الدرامية كي ينفصل قليلًا عن الواقع، وهذا دور من الأدوار التي يلعبها الفن، وهو ما يحاولون تحقيقه هذا العام".
وتابع الشناوي، "في المقابل سنجد أنه في الأعوام الماضية على سبيل المثال لا الحصر، شهدت المواسم الرمضانية أعمالًا كثيرة، ترتكز فكرتها الرئيسة على السياسة، فمسلسل "الهروب" لكريم عبدالعزيز، والمخرج محمد علي، دارت قصته بشأن الشاب الذي يعارض رجل أعمال، فيوقعه ذلك في مشكلات مع أمن الدولة، وسياساتها القمعية، ضد الشباب المعارض، كما أن مسلسل "فرقة ناجى عطا الله" لعادل إمام، ناقش الأزمة العربية الإسرائيلية، والتفرق الذي يعيشه العرب، ويؤدي بهم إلى حافة الهاوية".
واستطرد قائلًا، "بينما تناولت هند صبري في "فيرتيغو"، فساد رجال الأعمال والحكومة، من خلال مستندات وقعت في يد مُصوِّرة، كذلك تناول مسلسل "سر علني"، فساد المؤسسات الكبرى في مصر، كما تحدَّث مسلسل "باب الخلق"، عن الأزمة السياسية التي تعانيها مصر حتى قيام الثورة، وتناول مسلسل "طرف تالت" الأحداث السياسية التي شهدتها مصر بعد الثورة، وامتلأت أحداث مسلسل "خلف الله" لنور الشريف، بالإسقاطات السياسية، والأمر ذاته في مسلسل "العراف" لعادل إمام".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر