انتهاء زمن المُنافسة التقليدية بين المُطربين في سوق الكاسيت
آخر تحديث GMT 12:13:55
المغرب اليوم -

مواقع الإنترنت حسمتها لصالحها وجذبت المنتجين إليها

انتهاء زمن المُنافسة التقليدية بين المُطربين في سوق الكاسيت

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - انتهاء زمن المُنافسة التقليدية بين المُطربين في سوق الكاسيت

انتهاء المنافسة بين المطربين في سوق الكاسيت
القاهرة – طه حافظ

القاهرة – طه حافظ منذ انتشار الإنترنت على نطاق واسع وتخطي رواد مواقع التواصل الاجتماعي الملايين، وسوق الكاسيت يعاني ركوداً كبيراً لاسيما بعد قرصنة الألبومات على الانترنت، وسماع الجمهور لها من خلال المواقع المختلفة، ما جعل سوق الكاسيت في انهيار تدريجي وسط محاولات فاشلة من المنتجين للقضاء على القرصنة، وانتصر الانترنت في النهاية وبدأ يقضي على سوق الكاسيت التقليدية وانتقلت المنافسة إلى الشبكة العنكبوتية بمباركة المطربين والمنتجين أنفسهم.
بدأت قرصنة الألبومات على الانترنت من قبل بعض أصحاب المواقع الذين بدؤوا في شراء الألبومات بعد صدورها من متاجر بيع الكاسيت ورفعها على مواقعهم لجذب الشباب للدخول على هذه المواقع وسماع الأغنيات وتحميلها بدلاً من شرائها، وبالتالي يعود على أصحاب المواقع الربح المادي ويخسر المُنتج. ولاحظ المطربون انتشار أغنياتهم بسرعة فائقة عندما ترفع على الانترنت تضاعف عشرات المرات انتشارها عن طريق سوق الكاسيت فباركوا الخطوة، وبدؤوا في التحالف مع القراصنة وطوروا من أدائهم عن طريق تسريب أغنياتهم قبل صدورها في سوق الكاسيت فزاد من انتشار الأغنيات وزادت خسارة المُنتج.
وجاء المغني الكوري الجنوبي ساي الذي أطلق أغنيته الشهيرة "جانجنام ستايل"  في 15 تموز/يوليو 2012، لتكون الأولى في ألبومه السادس، واحتلت الأغنية المركز الأول في العالم ووصل عدد مشاهدات الفيديو الموسيقي لها إلى ما يقرب من 2 مليار مشاهده على موقع "يوتيوب"، ليصبح أكثر الفيديوهات مشاهدة على الموقع. وبالتالي أدرك ساي ما يرغب به معجبيه على شبكات التواصل الاجتماعي، فهو يعلم أن هؤلاء "الناشطين الرقميين"، يعشقون الترفيه بتبادل الأغاني والميكساج، فمنحهم ذلك في زمن يصعب فيه وقف القرصنة على الإنترنت، وطرح أغنيته دون حقوق الملكية. وحققت الأغنية شعبية واسعة ووصلت إلى ما يقرب من 2 مليار مشاهدة على "يوتيوب"، لكنها لم تدر أرباحًا مباشرة، وعقد ساى اتفاقات مع شركة "يوتيوب" و"آي تيون" لبث الإعلانات مع أغنيته المجانية. وبحسب "أسوشيتد بريس" وصلت أرباح ساي خلال 6 أشهر فقط إلى 8,1 مليون دولار.
تجربة ساى لم تكن الأولى على مستوى العالم، فسبقه كثيرون، ولكن تجربته تحديداً قد تكون هي نقطة التحول الحقيقة للقضاء على سوق الكاسيت التقليدي التي تعتمد على طبع اسطوانات وطرحها في متاجر البيع، وخصوصًا في وطننا العربي. وبدأت بالفعل المنافسة بين المطربين العرب في سوق الانترنت منذ فترة وإن كانت دون عائد مادي، فقياس نجاح أيّ أغنية الآن هو عدد مرات سماعها وتحميلها على الانترنت في زمن معين. كما بادر المطربون بطرح كليباتهم على الانترنت قبل عرضها على الفضائيات بعد أن كانت تعرض حصرياً على الفضائيات، وذلك بعد أن كان تسريبها على الانترنت يُعد كارثة.
وعرضت المطربة نانسي عجرم كليبها الجديد "أعمل عاقلة" من إخراج وليد نصيف، على شبكة الانترنت على الموقع الخاص بها كهدية لمُحبيها قبل عرضه فضائيًا بيومين، وسارت مواطنتها اللبنانية سيرين عبد النور على خطاها، والتي عرضت أحداث كليباتها "حبايبي" على الـ"يوتيوب"، قبل عرضه على شاشات التليفزيون والكليب للمخرجة اللبنانية إنجى جمال ولم يعرض على الفضائيات حتى الآن. كما عرضت المغربية جنات أحدث كليباتها "البادي أظلم"، والذي صورته في بيروت مؤخراً مع المخرج راندلي على صفحتها الخاصة على الـ"فيسبوك".وفى تجربة جديدة من الممكن أن تعتبر جسًا للنبض، طرحت دنيا سمير غانم أغنية "واحدة تانية خالص" والتي تحمل عنوان ألبومها الأول على الانترنت كدعاية للألبوم، فحققت نجاحًا معقولاً، وأجلت الألبوم، وطرحت أغنية ثانية بعنوان "قصة شتا" فحققت نجاحاً أكبر، بلغ في أسبوعها الأول أكثر من 5 ملايين مشاهده وتحميل، فبدأت التعاقد مع الـ"يوتوب"، وأصدرت أغنية الألبوم الثالثة "عليك حبيبي كلام" منذ أيّام.
ودخل المنتجون في حرب خاسرة مع الإنترنت منذ بداية القرصنة، ولم يستطيعوا السيطرة عليه فوجدوا أنفسهم أمام أمر واقع وبدؤا يتعاملون معه ويحاربون القراصنة بسلاحهم ذاته، وهو ما سيجعل السوق الجديدة تنتشر في وقت قياسي خلال المرحلة المقبلة.
ففي تجربة جديدة خاضها المنتج نصر محروس لأول مرة في الشرق الأوسط في محاولة لضرب قراصنة سرقة الألبومات وطرحها على الإنترنت،  طرح محروس ألبوم المُطرب بهاء سلطان على الإنترنت من خلال المتاجر العالمية المعتمدة على الإنترنت مثل "آي تيونز" و"يوتيوب".
وأكدّ محروس أنّ "هذه التجربة بمثابة تحدي كبير للقضاء على قراصنة الانترنت، بعد أنّ أصيبت صناعة الموسيقى بحالة من الانهيار والركود التام، فكان لابد من وجود كيان عملاق بحجم شركة "فري ميوزيك" إضافة إلى أفكار جديدة لمحاربة القرصنة بالسلاح ذاته وإحداث نقلة جديدة في هذه الصناعة". ودعا أصحاب الشركات وجهات الإنتاج المختلفة إلى ضرورة التكاتف وحذو الاتجاه ذاته لمواجهة القراصنة باستخدام السلاح ذاته، موضحًا أنّه على الرغم من أنّ العائد من طرح الألبومات الغنائية على شبكة الإنترنت من خلال المتاجر العالمية مثل "يوتيوب" ليس مجزيًا مقارنة، بما يتم إنفاقه في العملية الإنتاجية، إلا أنّ تلك الطريقة سيكون لها مردود جيد بمرور الوقت.
وطرحت شركة "بيراميديا" للإنتاج الفني والتوزيع ألبوم المطرب مجدي سعد "من يوم ما غاب"  الكترونياً في ظل انهيار مبيعات سوق الكاسيت. وأوضح صاحب الشركة المُنتج ريتشارد الحاج، أنّه "في ظل الانهيار التام لسوق مبيعات الألبومات ويشمل ذلك نجوم الصف الأول فبعد أن كان هناك تنافس على المبيعات بين النجوم، أصبح الآن النجوم يهتمون بحجم المشاهدات والتحميل على مواقع الانترنت". مشيرًا " قررنا مع المطرب مجدي سعد، خوض هذه التجربة الجديدة  بشكل محترف ومدروسة، لكي نثبت أنّ الفن المُحترم باقي وينتشر عن طريق أيّ وسيله للجمهور بغض النظر عن حجم المكاسب، بالإضافة إلى محاولتنا البحث كل يوم عن أساليب للتسويق من خلال الإنترنت، للتغلب على أزمة التوزيع في سوق الكاسيت العادية، فهناك على سبيل المثال الـ"يوتيوب" الذي أصبح يحقق نسبة من العائد المادي لا بأس به".
مؤكدًا أنّ " المشكلة الأساسية لدينا في غياب ثقافة الدفع مقابل تحميل أيّ مواد من الإنترنت، وهى التي تؤدى لمثل هذا الحجم من الخسائر الكبيرة في سوق التوزيع، وعليه ينبغي أنّ يتحرك جميع المنتجين في اتجاه البحث عن أساليب جديدة للتسويق عبر الإنترنت وكيفية الاستفادة منها إلى أقصى مدى".
ويعلق المنتج الكبير محسن جابر الذي تزعم الحرب على القراصنة في الفترة الأخيرة "أعتقد أنّ شبكة الإنترنت أعطت فرصة للنجم الغنائي لمعرفة حجم جماهيريته الحقيقية، في الماضي مبيعات شرائط الكاسيت كانت مؤشراً على حجم الجماهيرية المحلية للفنان، حيث كان أعلى معدل توزيع لا يتعدى 500 ألف نسخة كدفعة أولى، أما الآن عندما تطرح أغنية جديدة لنجم كبير يجري تحميلها بمعدل 10 ملايين مرة في أسبوع واحد، وبصرف النظر عن حقوق الملكية فإنها مؤشر على اتساع الجماهيرية الخاصة بالفنان، وهو ما نحاول في جمعية اتحاد منتجي الكاسيت في مصر تقنينه بشكل قانوني، حتى يحصل كل ذي حق على حقه، وبدون ذلك سيحدث انهياراً وتراجعاً كاملاً لسوق الكاسيت بعد تراجع الإنتاج بشكل كبير جداً خلال الأعوام السابقة".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتهاء زمن المُنافسة التقليدية بين المُطربين في سوق الكاسيت انتهاء زمن المُنافسة التقليدية بين المُطربين في سوق الكاسيت



GMT 20:02 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة نجوم الكوميديا في موسم دراما رمضان 2025

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib