بيروت _ المغرب اليوم
لطالما عبّر الوسط الفنّي العربي عن محبّته للبنان، واعتبره فنّانوه بلدهم الثاني؛ هذا البلد الحاضن للحريات الثقافية والفنية بشتّى أشكالها. يتغنّون منذ الزمن الجميل بمسارحه وطبيعته وشعبه، ويحجزون دائماً مكاناً لهم للمشاركة في أيّ نشاط فنّي، ففخامة اسم لبنان تكفي. ومع تعثّر الأحوال مؤخّراً، والضربات المتلاحقة التي يشهدها لبنان، لا سيّما الضربة القاضية في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، وصولاً إلى مجزرة التليل في عكار، سلكت محبّة هؤلاء الفنانين مساراً حزيناً، غلب عليه طابع المواساة مع الإجماع على أنّ "لبنان ليس بخير". الفنانة القديرة شريهان، وبعد رسالة
التضامن التي وجهتها إلى لبنان في الذكرى السنوية الأولى لجريمة المرفأ، عبّرت مرّة أخرى عن حزنها الشديد لما تعرّض له اللبنانيون في عكار، وكتبت في حسابها على "تويتر": "لا أملك إلا الدعاء للرحمن بالغيث الغيث للشعب اللبناني العظيم بجميع فئاته وأن يرحم ربي شهداء حادث عكار الكارثي وأن يشفي جميع المصابين. جرح لبنان في قلوبنا كبير والألم على مصابكم الأليم عظيم وكبير ولكن الأمل في الشعب اللبناني أكبر وأعظم. الأمل فيكم وفي إرادتكم ليس له حدود". وتابعت: "الوجع على بلدنا الثاني بيروت فاق كل الكلام. كان الله في عونكم ومعكم يا شعب الإرادة والكرامة
والكرم والحياة والفن والذوق الرفيع. أمام الموت وإرادة الله لا نستطيع قول أي شيء غير "إنا لله وإنا إليه راجعون"، ولكن أمام ما حدثَ ولا يزال وما حدثَ في عكار تفقد جميع الكلمات معناها".
أما الفنان جورج وسوف، فنشر صورة له، أرفقها بتضرّعه للسيدة العذراء، وكتب: "يا عدرا بعيدك تشفعي فينا وبشعوبنا"، وأتبع كلامه بهاشتاغات تضمّنت عبارات "أنا حزين، انفجار عكار، حرائق، فقر، جوع، ظلم، صلي لأجلنا". وغرّدت أيضاً الفنانة الإماراتية أحلام وكتبت: "يا لبنان قلبي معكم". وقدّمت الممثلة نادية الجندي بدورها تعازيها إلى الشعب اللبناني، وأرفقت رسالتها بصورة للعلم اللبناني
وأخريين لفاجعة التليل، وكتبت: "أتقدّم بخالص التعازي للشعب اللبناني، ولشهداء حادث انفجار عكار شمال لبنان، فاجعة كبيرة، الله يرحم كل الشهداء ويحفظ لبنان وشعبها"، مشيدة بقرار تأجيل حفل "موريكس دور": "كل الشكر والتقدير على القرار الحكيم الذي اتخذه المنظمون على تأجيل حفل افتتاح الـ"موريكس دور" في دورته العشرين وإرجائه إلى موعد آخر لاحقاً بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، رغم أنني كنت سعيدة جداً بتكريمي الكبير في بيروت وحضوري هذا المهرجان العريق واجهة الإبداع والثقافة والفن". وتابعت: "ورغم الجهود التي بذلت في تنظيم هذا الحفل الكبير بهدف بلسمة
جراح بيروت وأهلها، وكنت على تواصل منذ الصباح مع لجنة "موريكس دور" وطلبت تأجيل المهرجان حتى لا نحتفل علي جثث الضحايا ولبنان منكوب، وكنت على اتصال معهم حتى اطمأنيت على اتخاذ القرار بالتأجيل وانتظرت حتى تعلن إدارة المهرجان بيانها الرسمي وكامل الاحترام لقرارات كل القائمين عليه، وأتمنى إن شاء الله قريباً جداً أن أشارك في هذا الحدث الكبير على أرض لبنان بلدي الثاني بعد انتصاره وخروجه من أزمته بإذن الله وسيعود لبنان أقوى من الأول، يحيا لبنان وشعب لبنان". وقبل إعلان قرار تأجيل حفل "موريكس دور"، أعلن الممثل السوري قصي خولي أيضاً عن
تضامنه مع لبنان في محنته التي يمرّ بها، معلناً أيضاً اعتذاره عن حضور حفل "موركس دور"، وكتب: "نظراً للظروف العصيبة التي يعيشها لبنان وسوريا ودول أخرى من وطننا العربي الموجوع، أعتذر عن حضور التكريم لجائزة "موريكس دور" وأشكر القيّمين على هذا الحفل وأتمنى أن نحتفل ونفرح جميعاً بأوطاننا وشعوبنا الذين يستحقون حياة أفضل". يذكر أنّ مؤسسي جائزة "موركس دور" زاهي وفادي الحلو أصدرا بياناً أعلنا فيه تأجيل حفل "موريكس دور" الذي كان سينظم الأربعاء (18 آب الجاري)، وجاء فيه: "بعد الفاجعة الجديدة التي ألمّت بوطننا لبنان، والتي تمثّلت بالانفجار في بلدة التليل
العكارية، حيث أودت بحياة العشرات من القتلى والجرحى، قرّرت لجنة "الموركس دور" إرجاء الحفل الذي كان مقرّراً مساء الأربعاء في الـ ١٨ من آب الجاري إلى موعد يُحدّد لاحقاً، تبعاً للظروف".
وتابع البيان: "علماً أن حفل "موركس دور" في دورته العشرين كان سيخصّص لبيروت "أيقونة الصمود" تحت شعار "الأمل رغم الألم" كلفتة تضامنية من عدد كبير من الفنانين اللبنانيين والعرب، وكان سيعود بعد غياب قسري لسنتين بهدف بلسمة جراح بيروت وأهلها بأغنية وكلمة وحب ووفاء".
قد يهمك ايضا
ميقاتي بعد لقائه عون بحثنا تشكيل الحكومة اللبنانية بـ"عمق"
لبنان يعلن الحداد بعد حادث حريق عكار الذي أودى بحياة 28 شخصاً على الأقل من بينهم عسكريون
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر