أقام المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر حفله السنوي لتوزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز في مجال حقوق الإنسان لعام 2023 بالمتحف القومي للحضارة بحضور نخبة من نجوم الفن المصريين والعرب وكبار الشخصيات العامة وكبار الكتاب والصحفيين.
وكرم المجلس خمسة مسلسلات متميزة في موسم رمضان 2023، وتكريم اسم المخرج الكبير نور الدمرداش، وتكريم الفنانة القديرة سميرة أحمد عن مشوارها الفني الكبير وأعمالها التي ترسخ لقيم حقوق الإنسان.
ويقيم المجلس القومي لحقوق الإنسان حفله السنوي لتكريم مبدعي الأعمال الدرامية الرمضانية المتميزة فنياً التي ناقشت قضايا لصيقة الصلة بحقوق الإنسان، للعام الثاني عشر على التوالي، حيث تقوم لجنة متخصصة باختيار أفضل الأعمال التي عُرضت خلال الشهر الكريم، والتي تحوي في سياقها الدرامي قيماً ومبادئ تُسْهِم في رفع الوعي بمبادئ حقوق الإنسان.
ألقى الدكتور محمود كارم نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان كلمة الافتتاح، كما ألقت الدكتورة نهى بكر رئيسة لجنة الحقوق الثقافية المسؤولة عن تنظيم الاحتفالية كلمة تناولت فيها توجه المجلس القومي لحقوق الإنسان في سبيل الاحتفاء بالدراما الهادفة التي تسهم في رفع الوعي بحقوق الإنسان.
وقدم طارق الشناوي الناقد الفني الكبير كلمة لجنة التحكيم، حيث تناول حيثيات اختيار الأعمال الدرامية الفائزة عن العام الحالي. وقد أطلقت لجنة التحكيم اسم المخرج الراحل الكبير نور الدمرداش على دورة جوائز الدراما الرمضانية لعام 2023 تكريماً لمشواره الفني، في تقليد أخذت به اللجنة العام الماضي لأول مرة منذ إنشائها قبل اثني عشر عاماً.
وقالت الدكتورة نيفين مسعد عضو اللجنة الثقافية في تقديم جائزة نور الدمرداش، التي تسلمها نجله الإعلامي الكبير معتز الدمرداش، إن الدمرداش: «مبدع حفر لنفسه بصمة في تاريخ الفن المصري سواء من خلال الإخراج أو التمثيل؛ فهو يُعد الأب الروحي للدراما المصرية، وواضع اللبنة الأولى لها. إنه علامة لا تُنسى في مسيرة الدراما المصرية».
وتناولت الكلمة الأعمال الخالدة لنور الدمرداش التي اهتمت بقضايا الوطن وحقوق المواطن ومنها مسلسل «الضحية» عام 1964 الذي فجر فيه قضية الزواج المبكر وأضرار ذلك على المجتمع، وكان لهذا العمل تأثير في بعض التشريعات الخاصة بذلك، ومسلسل «أنا وأنت وبابا في المشمش» عام 1989 الذي اهتم بمحاربة الفساد والفاسدين، وأيضاً فيلم «ثمن الحرية» عام 1967 حيث ناقش من خلال الفيلم قضية الانتماء للوطن من خلال الفداء.
وفي تكريم المسلسلات المتميزة للعام الحالي، فازت ثلاثة أعمال بإجماع آراء لجنة التحكيم، وهي: تحت الوصاية ورسالة الإمام وعملة نادرة، بينما حصل على جائزة اللجنة بتوافق الآراء مسلسل «الهرشة السابعة»، ونوهت اللجنة بمسلسل «جت سليمة».
وفي حيثيات تكريم مسلسل «تحت الوصاية»، قال السفير د. محمود كارم محمود إن «المسلسل قدم قضية الوصاية القانونية وحق المرأة في الوصاية على أولادها القصر، بمعالجة فنية راقية بخطاب مجتمعي راسخ، تم تعزيزه تاريخياً بتعدد صور الهيمنة الذكورية، وأيضاً أستعرض حق المرأة في حماية إرثهما؛ لكي لا يُبدد، حيث حرص صُناع العمل على التركيز على حق المرأة والطفل، وهو ما يُعتبر أهم حق من حقوق الإنسان، وعلى نحو جمالي مبهر استطاع اكتشاف فضاءات جديدة، وقام بتفكيك مجمل الوعي الشعبي الذي يتلاعب بحقوق المرأة سواء في حماية إرث أولادها أو حقها في العمل، وذلك عبر قصة تتوافر فيها عناصر المتعة والتشويق وإثارة اهتمام المشاهدين».
وأضاف: «المسلسل قد ساعد كذلك على فتح الباب للتفكير، وفي إحداث حراك مجتمعي نحو مراجعة التشريعات لصالح تعديل تشريعي يمنح المرأة الحق في الوصاية على أموال أولادها القصر». وقام الدكتور كارم والسفير فهمي فايد أمين العام المجلس بتكريم الشركة المنتجة والمؤلفين خالد دياب وشيرين دياب، والمخرج محمد شاكر خضير، ونجوم العمل: منى زكي، والفنان دياب، رشدي الشامي، خالد كمال، على صبحي، والممثل الناشئ عمر الشريف.
وقُدمت دروع التكريم لطاقم عمل مسلسل «عملة نادرة»، وقالت الأستاذة سميرة لوقا عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وعضو لجنة الحقوق الثقافية بالمجلس في حيثيات التكريم: «إن المسلسل أظهر العديد من الثغرات القائمة في قوانين الأحوال الشخصية التي تحول دون توريثها داعياً إلى تغييرها دون التورط في خطابات صاخبة ومباشرة؛ فقد راهن العمل على الجماليات الفنية بوصفها مدخلاً لمعالجة موضوعات تبدو شائكة». وقامت لوقا بتقديم التكريم للشركة المنتجة والكاتب مدحت العدل، والمخرج محمد جمال العدل، ونجمة العمل الفنانة نيللي كريم، والفنان جمال سليمان، وأحمد عيد، وندى موسى، ومريم الخشت.
كما فاز مسلسل «رسالة الإمام» بجائزة التميز الدرامي، وقال الأستاذ عزت إبراهيم، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وعضو لجنة الحقوق الثقافية في حيثيات التكريم إن المسلسل «لفت صناعه الأنظار لنموذج الفقيه المجدد في التاريخ الإسلامي، ولعل اختيار مصر مسرحاً لأغلب أحداث المسلسل لا يخلو من دلالة جاءت بهدف التأكيد على خصوصية النموذج المصري، والإلحاح عليها سواء في التعاطي مع حضور الدين في المجال العام، وصور التعايش والتسامح بين جميع الطوائف والأديان في فترة تاريخية حرجة، داعياً إلى إدانة خطابات التطرف والتشدد الديني بصورة درامية أظهرت معها الأثمان التي يدفعها الناس في ظل الصراع على السلطة». وقدم إبراهيم التكريم للشركة المنتجة، والكاتب محمد هشام عبية، والمخرج الليث حجو، والفنان خالد النبوي، والفنانة أروى جودة، والفنان حمزة العلي، والفنانة سلمى أبو ضيف، والفنانة فرح بسيسو.
كما تم تكريم مسلسل «الهرشة السابعة»، وقالت د. هدى عوض -عضو لجنة الحقوق الثقافية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان- في حيثيات اختيار لجنة التحكيم للمسلسل: «إنه تناول حقوق المرأة، وحقوق الطفل، وتأثير الخلافات الزوجية في الحقوق النفسية للأطفال، وأعلى من قيمة الحوار والاستماع، كما استعرض المسلسل الحق في اختيار شريك الحياة».
وكرمت عوض الشركة المنتجة، والسيناريست مريم نعوم، والمخرج كريم الشناوي، والفنانة أمينة خليل، والفنان محمد شاهين، والفنانة حنان سليمان، والفنان علي قاسم، والفنانة أسماء جلال.
وفاز مسلسل «جت سليمة» بجائزة التميز الدرامي، وقالت د. نهى بكر رئيسة لجنة الحقوق الثقافية إن المسلسل يمثل «مغامرة إنتاجية وجمالية مبهرة تعيد الحضور للدراما الاستعراضية، وتستعيد تقاليد الكوميديا الشعبية التي تقوم على تناول فانتازي للعالم، وتعصف بالكثير من التقاليد والنظم المحافظة عبر آليات التهكم والسخرية. وكشأن الأعمال الإبداعية في تراثنا الإنساني وأقربها ألف ليلة وليلة، دعا العمل لتبني القيم الإنسانية الكبرى التي تعزز من الخير والحق والجمال، وتعمل على صياغة عقد اجتماعي جديد يجمع الحاكم والمحكومين في إطار يقوم على أداء الحقوق والواجبات، دون التورط في المباشرة؛ حيث جاء الانحياز للفطرة والبديهة، وبدا أقرب ما يكون إلى أنشودة للبساطة تنشد البهجة وتنحاز لها دون تردد».
كما أعلنت د. نهى بكر عن تكريم الفنانة الكبيرة سميرة أحمد لدورها الكبير في إثراء تاريخنا الفني، ولما قدمته من أدوار متنوعة عبر تجربتها الفنية المتميزة. وقال السفير فهمي فايد في حيثيات التكريم إن سميرة أحمد تُعتبر مؤسسة فنية رصيدها السينمائي كبير يتعدى الـ82 فيلماً، وعدداً من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية مع عدد كبير من نجوم ورواد السينما المصرية، وبنظرة متعمقة لمشوارها الفني الممتد يمكن أن نطلق عليها: «امرأة الصعاب».
وأضاف أن «النجمة القديرة سميرة أحمد التي بدأت مشوارها المتميز بعلاماته الفنية المقترنة بالفكر الحقوقي والإنساني في دورها وهي فاقدة البصر في فيلم «أغلى من عينيا» عام 1955، و«جسر الخالدين» عام 1960، و«قنديل أم هاشم» عام 1968، و«الخرساء» عام 1961، وفيلم «الشيماء» ١٩٧٢ من إخراج حسام الدين مصطفى، وغيرها من الأفلام التي أصبحت علامات في السينما المصرية و«البحث عن سيد مرزوق»، و«امرأة مطلقة»، و«امرأتان ورجل»، وغيرها من الأعمال الرائعة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الفنانة شريهان تُشيد بمسلسل تحت الوصاية
مطالبات بالاعتذار لـ منى زكي بعد عرض مسلسل تحت الوصاية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر