كشفت "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة"، اليوم الثلاثاء، عن الترشيحات النهائية لحفل جوائز "الأوسكار" الـ91، الذي سيقام في شهر شباط/فبراير المقبل. وأعلن رسمياً عن ترشح المخرجة اللبنانية، نادين لبكي، وفيلمها "كفرناحوم"، لفئة أفضل فيلم أجنبي، إلى جانب الأفلام التالية، "Cold War" و"Shoplifters" و"Roma" و"Never Look Away".
أقرأ أيضا : نادين لبكي تحقق إنجازًا قياسيًا كأول عربية تنافس على جائزة "BAFTA"
ان فيلم "كفرناحوم"، اختير من قبل الأكاديمية في شهر كانون الأوّل/ديسمبر، ضمن القائمة المختصرة للأفلام المرشحة لجائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي.
وبذلك الترشيح في هذه الفئة، تحقق نادين لبكي سبقاً، بأن تصبح أول إمرأة عربية ترشح لـ"جائزة أوسكار"، بعد أن كانت الترشيحات السابقة مقتصرة على أفلام المخرجين العرب من الذكور.
يذكر أن فيلم "كفرناحوم" للبكي ترشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل "غولدن غلوب".
و"كفرناحوم " من إنتاج 2018، ومن إخراج نادين لبكي، وتم اختياره للتنافس على جائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان "كان" السينمائي في عام 2018، ولكنه فاز بجائزة لجنة التحكيم.
ويروي الفيلم قصة "زين"، وهو صبي لبناني يقاضي والديه على "جريمة" إهدائه الحياة، بسبب ظروفه القاسية، وإهمالهما له.
ويتتبع الفيلم حياة "زين" في الشوارع، منذ أن كان يبلغ من العمر 12 عاما، ثم يهرب من والديه المهملين، ويتمكن من العيش في الشوارع بدهائه، ويعتني باللاجئين الإثيوبيين "رحيل" وابنها الصغير "يونس"، حتى يتم القبض عليه في جريمة، ويسعى لتبرئة نفسه في المحكمة.
أما المغزى السياسي الذي ينطوي عليه الفيلم، فهو يجسّد نمطاً توافقياً سهلاً، كونه لا يدخل في مسائل سجالية، إلا أنّه، كلام حقّ يُقال: فلبكي خفّفت كثيراً من حدة الديماغوجية التي كان من الممكن أن تمسك الفيلم وتقضي عليه. فهي التي تعمل على مبدأ انتقاء موضوع والاشتغال عليه، اختارت هنا موضوعاً هو بمثابة فخّ لكلّ مخرج، إلا انها عرفت كيف تتجوّل في حقل الألغام.
أما البشر الذين يمسح الفيلم عذاباتهم، ورغم راديكاليتهم، هم أيضاً توافقيون. فلا ندخل في تفاصيل انتمائهم، لا شيء يؤكد انتماءهم اللبناني ولا شيء ينفيه. ربما لأنّ "كفرناحوم" فيلم يحاول أن يقفز إلى حالات جماعية لمعانقة بشر وقضايا أبعد من الواقع اللبناني.
وكانت نادين لبكي تحدثت عن قرار تنفيذ هذا الفيلم "الصعب" بالذات والذي قد يبدو للبعض مختلفًا جدًا عن فيلمها السابقين الأكثر خفة ربما "كراميل" (2007) و"هلأ لوين" (2011): "كنت أملك الكثير من الغضب بداخلي تجاه الظلم الذي يتعرض له الأطفال واللاجئين والمهمشين، فقررت تحويل هذا الغضب لإنتاج هذا المشروع،" فقالت: "كانت مغامرة صعبة، لم نعرف من أين سنبدأ وإلى أين سنصل، ولكننا كنا محظوظين بإيجاد شخصيات الفيلم، كانت عجيبة من العجائب."
وتضيف المخرجة المعروفة باختيارها لممثلين ناشئين: "من بين كل الأطفال كان زين أعجوبة بالنسبة لي، عندما كنت أعطي الفريق مواصفات الشخصيات، وتحديدًا زين، كنت أقول لهم يجب أن يكون شكله أصغر من عمره بسبب سوء التغذية والإهمال، يجب أن يملك عيونًا حزينة ولكنه جميل وعنده ذكاء الشارع، عنيف نوعاً ما، خلال إعطائي تلك المواصفات للفريق للبحث عن شخصية زين، كنت أقول لنفسي، ماذا أطلب منهم؟ أنا أطلب منهم أعجوبة أين سيجدون هذا الطفل؟ هذه مهمة مستحيلة."
واشارت نادين الى أنهم وجدوا زين على الطريق في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت، كان يلعب مع أصدقائه، ولم يكن يعرف كيف يقرأ أو يكتب فهو لم يذهب إلى المدرسة من قبل. وفي حين أن زين في حياته الواقعية محاط بعائلته التي تحبه والتي حاولت حمايته قدر المستطاع بعكس شخصية زين في "كفرناحوم،" إلا أن ذلك لا يعني بحسب لبكي أن زين الحقيقي لم يختبر ويلات الفقر وحياة الشارع في لبنان، فكل ما أداه في الفيلم نابع عن بعض تجاربه أو مشاهداته. تواجد أهل زين أحيانًا خلال فترات التصوير ووالدته كانت ترافقه في بعض الأوقات ولكن بعد فترة بات هناك نوع من الثقة بين فريق العمل والأهل: "أصبح زين بمثابة ابني الصغير،" تقول نادين: "بات جزءًا من العائلة مع كل فريق العمل، أستطيع القول أن العلاقة لم تعد علاقة بين فريق عمل وممثلين فقط."
يذكر أن هذه هي ثاني مرة يرشح فيها لبنان لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي للعام الثاني على التوالي، بعد فيلم "قضية رقم 23" في عام 2018، من بطولة عادل كرم، وكامل الباشا، ومن إخراج زياد دويري.
وقد يهمك أيضاً :
"كفرناحوم" لنادين لبكي يدشن الدورة الأولى لمهرجان السينمات العربية بباريس
إدارة مهرجان "كان" تتجنب النقد بـ3 مخرجات و5 نساء لجان التحكيم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر