الدار البيضاء - جميلة عمر
ينتظر هواة وعشاق الموسيقى في المغرب، مهرجان موازين، خلال شهر أيار/ مايو المقبل (2017) ويحضر أكثر من مليونين من الجمهور لكل دورة من دوراته الأخيرة، فإنه يعد ثاني أكبر التظاهرات الثقافية في العالم, ويقترح موازين الذي ينظم طيلة تسعة أيام من شهر مايو من كل سنة، برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحًا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين.
ويرسخ مهرجان موازين باستمرار التزامه في مجال النهوض بالموسيقى المغربية، حيث يكرس نصف برمجته لمواهب الساحة الوطنية الفنية. ويقترح مهرجان موازين الحامل لقيم السلم، والانفتاح، والتسامح والاحترام، ولوجًا مجانيًا لـ 90 في المائة من حفلاته، جاعلًا من ولوج الجماهير مهمة أساسية.
وسيفتتح مهرجان موازين في دورته 16 خلال هذه السنة بالأسطورة شارل أزنافور لإحياء حفل الافتتاح على المسرح الوطني محمد الخامس يوم الجمعة 12 أيار/ مايو 2017. وقد تم اختيار هذا الموسيقار لما يحتله من مكانة في العالم العربي وأفريقيا.
شارل أزنافور هو مطرب فرنسي ذو الأصل الأرميني، ولد بباريس في 22 أيار/ ماي 1924، في أسرة أرمينية هاجرت قسرا إلى فرنسا. ولا يزال هذا الفنان التسعيني يغني ويرقص، بنشاط وحيوية الشباب، في أكبر قاعات ومسارح العالم، فقد أنهى، قبل أسابيع، إنتاج ألبومه الغنائي الجديد، وهو الألبوم رقم 51 في سلسلة ألبومات تزدان بأجمل وأعذب الأغاني، ولم يكتف أزنافور بكتابة وتلحين الأغاني التي يبدعها بحنجرته، بل كتب ولحن للكثير من المطربين الفرنسيين والعالميين
واعتبر بيان صادر عن "مغرب الثقافات" أن شارل أزنافور من دون شك أحد أعظم كُتّاب الكلمات وملحني الأغاني الفرنسية، وهو، أيضًا، أحد أبرز أصوات الموسيقى العصرية.
وباستقباله لهذه الأيقونة بمناسبة إحياء السهرة الافتتاحية للمسرح الوطني محمد الخامس، يوم 12 أيار/مايو المقبل، يؤكد مهرجان موازين ليس فقط توجهه الدولي، ولكنه يكرس مرة أخرى التزامه المتواصل لفائدة وصول الجمهور المغربي للأسماء الكبرى على الساحة الدولية.
وخاض شارل أزنافور، مسارًا فريدًا يمتد على 70 سنة. وبلغت مبيعات هذا الفنان المبدع 100 مليون أسطوانة، وأصدر 1200 أغنية، و80 فيلما، و294 ألبوما غنائيا، وحاز المئات من الأسطوانات الذهبية، وأحيى الآلاف من الحفلات الموسيقية بـ 49 بلدا عبر العالم، كما أنه منحته قناة سي إن إن سنة 1988 لقب " فنان القرن".
وغنى شارل أزنافور، واسمه الحقيقي شهنورفاريناغ أزنفوريان، وسجل أغانيه بسبع لغات، كما تم اقتباس أغانيه من قبل العديد من الفنانين، مثل إلتون جون، وبوب ديلان، وستينغ، وبلاسيدو دومينغو، وسيلين دييون وخوليو إغليسياس، وإديت بياف، وليزا مينيلي، وسام ديفيس جي إر، وراي شارلز، وإلفيس كوستيلو، وآخرون.
وحقق شارل أزنافور نجاحًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم ، واحتلت أغانيه "قصة عشق بنوتينغ هيل"، و"بالطريقة القديمة"، و"أمس عندما كنت شابا"، و"لاماما"، و"لابوهيم"، وكذلك "وات ميكس أمان" وأغان أخرى صدارة الترتيب على البلاكباستر بالعديد من البلدان، وسيحتفل شارل أزنافور بعيد ميلاده 93 يوم 22 أيار/ ماي.
يُذكر أن شارل أزنافور هو الذي رشح السيدة أم كلثوم لتغني على ركح الأولمبيا في باريس، عندما سمعها للمرة الأولى تغني في القاهرة، وهو الذي وقف وراء دعوة الفنانة اللبنانية فيروز فيما بعد لتغني على ركح المسرح نفسه، وربما يجهل البعض أن صاحب رائعة "البوهيمية"، كتب ولحن للشاب مامي، أغنية جميلة – لم تنل حظها من الانتشار – حملت عنوان "تعال يا حبيبي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر