في ختام الدورة الثالثة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدّولي»، احتفلت صناعة السينما بأعمال فنية متميزة، حيث جمع المهرجان العديد من الأفلام والمخرجين والممثلين الموهوبين من مختلف أنحاء العالم، وشهد تكريم الأعمال المتميزة. وترأس باز لورمان، لجنة تحكيم العام الحالي في مسابقة «البحر الأحمر للأفلام الطويلة»، بجانب لجنة تحكيم مسابقة «البحر الأحمر للأفلام القصيرة» التي ترأستها هناء العمير، وحُدّدت 14 فئة للفائزين، وتضمنت المنافسة 17 فيلماً طويلاً، و23 قصيراً، تنافست فيما بينها على جوائز «اليُسر».
وفازت بجائزة الشرق لأفضل وثائقي في المنافسة، كوثر بن هنية عن فيلم «بنات ألفت» بجائزة قيمتها 10 آلاف دولار أميركي، وحصلت نور الخضراء على جائزة «شوبارد» لأفضل موهبة صاعدة في حفل توزيع الجوائز الختامي، وذهبت جائزة الجمهور من فيلم «العلا» لفيلم «فاقد الأمل»، إخراج كيم شانغ هوون من كوريا الجنوبية، وقيمتها 50 ألف دولار، في حين فاز فيلم «نورة» بجائزة أفضل فيلم سعودي وقيمتها 50 ألف دولار.
وفي مسابقة البحر الأحمر للفيلم القصير، فاز «حقيبة سفر» للمخرجين سامان حسينبيور وأكو كاريمي بجائزة «اليُسر» الفضية وقيمتها 12 ألف و500 دولار، فيما فاز فيلم «بتتذكري» للمخرجة داليا نملش بجائزة «اليُسر» الذهبية بقيمة 25 ألف دولار.
وفاز فيلم «نذير شؤم» من إخراج بالوجي بأفضل إنجاز سينمائي، وفاز صالح بكري بجائزة أفضل ممثل عن فيلم «الأستاذ»، في حين فازت منى حوا بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «إن شاء الله ولد».
وذهبت جائزة أفضل سيناريو لفيلم «ما فوق الضريح» من إخراج كريم بن صالح وجمال بلماهي وقيمتها 10 آلاف دولار؛ وفاز شوكير خوليكوف، عن فيلم «الأحد» بجائزة أفضل إخراج وقيمتها 10 آلاف دولار، وحصدت فرح النابلسي جائزة لجنة التحكيم عن فيلمها «الأستاذ» وقيمتها 10 آلاف دولار.
وذهبت جائزة «اليُسر» الفضّي للفيلم الطويل لـ«عزيزتي جاسي» للمخرج تارسم سينج داندوار، وقيمتها 30 ألف دولار، في حين مُنحت جائزة «اليُسر» الذهبي لأفضل فيلم طويل لفيلم «في ألسنة اللهب» للمخرج زارّار كان، وقيمتها 100 ألف دولار.
وتُعد جوائز «اليُسر» من أكبر الجوائز في المنطقة التي تُمنح للأصوات الصاعدة والراسخة في فروع الأفلام الروائية والوثائقية وأفلام التحريك. وتُقدم لأصحاب المواهب من السعودية والعالم العربي وآسيا وأفريقيا، على مرأى مجتمع السينما الدولي، الذي يضمّ أفضل المواهب العالمية في مجال الأفلام، مما يضعهم على خريطة السينما العالمية.
ترأست لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام القصيرة، الكاتبة والمخرجة السعودية هناء العمير، والممثل الفرنسي المغربي أسعد بو آب، والمخرج السينمائي وكاتب السيناريو والمنتج التركي الألماني فاتح أكين.
وقالت هناء العمير لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأفلام القصيرة التي شاركت في المهرجان بدورته الثالثة كانت قوية بمجملها، وجاءت الاختيارات عالمية ومحلية، وهذا الأمر كان متوقعاً خلال الدورة الحالية، وهذا ما حدث بالفعل».
وبينت العمير أن ما يميز هذه الأفلام كان اختيار مواضيعها القوية إلى جانب مستواها الفني وتنوعها، حيث شاركت أفلام من آسيا وأفريقيا ومن العالم العربي بالإضافة إلى الأفلام السعودية، مشيرة إلى أن نخبة السينما وجدت في هذه النسخة من المهرجان، وكان معيار التميُّز والدهشة من أهم المعايير التي وضعتها لجنة التحكيم لاختيار الأفلام المشاركة والأفلام الفائزة بالجوائز.
وعرض المهرجان في حفل الختام فيلم «فيراري» للمخرج مايكل مان، وهو أحد المشاريع السينمائية المدعومة من قِبل صندوق البحر الأحمر، كما مُنحت جائزة «اليُسر» الفخرية الذهبية لممثل هوليوود الأيقوني الحائز على جائزة الأوسكار نيكولاس كيدج، وذلك تقديراً لمواهبه الاستثنائية ومساهمته في صناعة السينما. وتسلّم الجائزة أيضاً في حفل افتتاح المهرجان كلٌ من الفنان الكبير عبد الله السدحان، والممثلة ديان كروجر، وممثل بوليوود رانفير سينغ. ومن المقرر أن يُعرض فيلم الرعب الكوميدي «دريم سيناريو» للمخرج كريستوفر بروغلي وبطولة نيكولاس كيدج في ختام المهرجان، يوم السبت 9 ديسمبر.
وبهذه المناسبة، قالت جُمانا الراشد رئيسة مؤسسة «البحر الأحمر السينمائي»: «على مدى الأيام الثمانية الماضية، رحّبنا بضيوفنا من جميع أنحاء العالم في جدة واحتفلنا معاً بمجتمع السينما العالمي النابض بالحياة. هدفنا من وراء ذلك مدّ الجسور بين الثقافات وتأسيسنا لعلاقات جديدة، عبر استضافتنا لأكثر من 125 فيلماً من السعودية، والأردن، ومصر، والمغرب، ورواندا، وأرمينيا، وماليزيا، وباكستان، ونيوزيلندا، وفرنسا، والهند، وتايلاند، وغيرها الكثير من الدول، إلى جانب برامج سوق البحر الأحمر التي ضمت 348 مشروعاً مقدماً، و44 عملاً قيد التنفيذ من أكثر من 26 دولة».
وأضافت: «في الحقيقة نحن نفخر بأننا أسّسنا مكاناً للقاء الأفكار والأعمال وتَشارُك الإلهام، لتكون بمثابة محفزٍ لنا للعام المقبل».
ومن جهته قال محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة «البحر الأحمر السينمائي»: «نحتفي اليوم معاً بالعديد من النجاحات في حفل اختتام دورة العام الحالي من المهرجان، ومنها احتضان العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط للفيلم المدعومة من قِبل صندوق البحر الأحمر -فيراري- للمخرج المبدع مايكل مان، إلى جانب تكريمنا لأحد ألمع النجوم في هوليوود؛ الممثل المبدع نيكولاس كيدج، بالإضافة لاحتفائنا سوياً بالمتنافسين في مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة والقصيرة، وتتويج الفائزين منهم بجوائز «اليُسر»، لنختتم هذه الدورة الفريدة من نوعها بمستوى رفيع لم يسبق له مثيل».
وقال الفنان ظافر عابدين «تميزت الدورة الثالثة من المهرجان بجودة الأفلام العالية، والتنظيم وورش العمل والجلسات الحوارية، وكل هذه الأمور طورت الدورة وميّزتها عن الدورتين السابقتين وهو ما يبرهن أن الآتي أجمل وأفضل».
وعن تجربته في فيلم «إلى ابني»، قال: «استمتعت بتجربة المشاركة مع نجوم سعوديين، تألقوا في الفيلم وتميزوا بأدائهم، وإن شاء الله ستكون هناك مشاركات سعودية متعددة في الأعمال المقبلة»، واصفاً مدينة أبها، حيث صُوّرت غالبية المشاهد، بأجمل المناطق التي زارها.
وتقول الفنانة إلهام شاهين لـ«الشرق الأوسط»، إن «المهرجانات السينمائية الدّولية تتيح لنا فرصة التعرف على ثقافات مختلفة، ومشاهدة أفلام متنوعة من جميع أنحاء العالم، التي من خلالها نستطيع فهم الشعوب والتعرف على مجتمعاتهم وثقافتهم واقتصادهم وسياستهم».
وربطت إلهام شاهين مقياس تحضر الدّول بقيمة الفنون وأهميتها لديها، ليس فقط في السينما، بل المسرح والتلفزيون والموسيقى والفنون التشكيلية والغناء والكتابة أيضاً.
ورأت الفنانة المصرية سوسن بدر أن المهرجان هو إضافة لمهرجانات السينما العالمية والعربية، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المهرجان يضيف كثيراً على المهرجانات الأخرى، ويهتم بتطوير الشكل العام للثقافات ولغة الحوار مع الآخر وتقبله، حتى وإن اختلفت أفكاره مع أفكارنا العربية، فالأهم هو كيف نفكر فيها ونستخدمها لصالحنا ونستبعد منها ما لا يتماشى مع مبادئنا وثقافتنا».
وأضافت بدر أن أي تعاون عربي هو إضافة للإقليم العربي بالكامل، فهي ترى أن اللغة المشتركة تُعدّ ميزة كبيرة لا بدّ من استخدامها فنياً وسيلةً من وسائل القوى الناعمة القادرة على التغيير بكل بساطة؛ مؤكّدة أن الأعمال الفنية قادرة على إيصال رسائل على نطاق واسع، وأن طرح القضايا في الأعمال العربية المشتركة هي أقوى وسيلة لإيصال صوت العرب لكل العالم بطريقة فنية ممتعة وهادفة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر