أبو ليلى يقدّم صورة لكوابيس استثنائية مٌستعارة من واقع الجزائر
آخر تحديث GMT 06:41:53
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

يعتمد على شخصيتين في رحلة بحث عن عدو في الصحراء

"أبو ليلى" يقدّم صورة لكوابيس استثنائية مٌستعارة من واقع الجزائر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

فيلم "أبو ليلى"
الجزائر - المغرب اليوم

شخصيتان مختلفتان في المزاج والسلوك والمعجم تقومان برحلة بحث سريالي عن عدو في فضاء صحراوي لا نهائي في فيلم "أبو ليلى" (2019) من إخراج أمين سيدي بومدين، وقد عُرض الفيلم في أسبوع المخرجين في مهرجان "كانْ" في مايو 2019. الفيلم من بطولة إلياس سالم وسليمان بن واري الذي عمل في المسرح، وهذا ما أتاح له قوة الحضور أمام الكاميرا بوجه معبّر وحوارات موجزة.

تتْبع الكاميرا شخصيتين في قفار لا نهائية: طيّب وقاس، حساس (أنثوي؟) ووحش مُسلح. يحاول الوحش أن يُساعد الحساس الذي تعطلت لديه حاسة التمييز بين الأزمنة. وبذلك يركز الفيلم على شخصية مهزوزة، على معاناة روح معذبة، شخصية مترددة بأحلام سوداء دموية.

يعرض الفيلم محاولة شخصية مجروحة تجاوز تجربتها المريرة والعيش من جديد. تعرض الكاميرا روح الشخصية لا وجهها فقط. يحفر الفيلم في شخصيته الرئيسية بأقل ما يمكن من السكيتشات الجانبية المُغرية كلما مرت الشخصيتان من مكان يوجد به كومبارس ظرفاء... نادرا ما تترك الكاميرا الشخصية الرئيسية لتتْبع شخصيات ثانوية كوميدية من فرط الغباء لا من فرط الظرف.

الفيلم إضاءة نفسية للمرحلة، شخصية رئيسية تعيش كوابيس استثنائية مستعارة من واقع الجزائر، من فرط اللحْم المنثور صارت الحيوانات العاشبة لاحمة.

يسرد الفيلم هلوسات حسية هي مزيج من الحكمة والجنون. يختلط الواقع بالكوابيس في رحلة علاجية على درب وعْر، يتجه اللابطل إلى المستقبل باسترجاع الماضي دون "فلاش باك"، لأن اللابطل مازال يعيش أوجاع المجازر التي عاشها.

كان الماضي الدموي هو غْرام الجنون الذي منح القصة عمقها في بلد يبدو كمستشفى كبير للمجانين. في هذا الخراب شخص لديه أولويات مرتبكة، يهتم بدفن ميت أكثر من انشغاله بإسعاف جريح يصدر عنه أنين. وهذا العبث نتيجةَ شراسة دولة وعنف مجتمع يعتبر أن رؤية طفل لدم الكبش في عيد الأضحى علامة على الشجاعة، ومن يخاف الدم يُشتم ويتهم بالأنوثة.

اللابطل شخصية مترددة، تحجم أن تقاتل إما لطيبوبتها أو لجُبنها. شخصية مأزومة يفترسها ماضيها وتتسكع في فضاء مطلق. تُعمّق طبوغرافية المكان هواجس الشخصيات المعزولة عن زحام الشعب.

"أبو ليلى" فيلم عن جزائر منتصف تسعينات القرن الماضي، في بلد بمساحة مهولة تُصعّب السيطرة الأمنية، كان هناك في كل منعطف إرهابيّ ومصيبة تتربص. عاش البلد أجواء الرعب. من لم يصبه الرصاص أنهكته الكوابيس.

بذكر العشرية السوداء (200 ألف قتيل بين 1991 و2002) يمكن تحميل قراءة الفيلم ما لا يُحتمل. ذلك أن الفيلم لا يصور تلك المرحلة الدموية بل يكثف نتائجها في حفنة صغيرة من الكوابيس المريرة، وحالة غثيان مزمنة تحرض على التساؤل:

كيف يمكن تحمل ماض بالغ الدموية والمرارة؟

من الصعب تجاهل آلام الماضي القريب جدا.

للتصالح مع الماضي يجب تصفية الحساب، فأين العدو؟

يجري البحث عنه في الصحراء، بينما أفعال ذلك العدو تهاجم خيالات الشخصية المأزومة. وبينما الصديق الوحش يمضي لهدفه مهما كان الثمن، يمضي في رحلة انتقام أو رحلة لتحقيق العدالة.

تتقدم الأحداث مصحوبة بموسيقى تصويرية مخدوشة أشبه برنين وضجيج يخرج من روح الشخصية. وقد كان لسفر البحث عن العدو في هذا الفضاء فوائد على وعي سينمائي حاد. تطارد الكاميرا شخصيتين في فضاء صحراوي شاسع، وبشكل عرضي تتشكل لوحات صفراوية تنكسر فيها أشعة الشمس على الصخور وتلال الرمل، يغير الظل الإضاءة.

اتخذ الإخراج منحى مينيماليا، وقد نجح الفيلم ببطء وبعناصر قليلة في وضع المشاهد في قلب جزائر التسعينات. فيلم على الطريق. رجلان يسافران صامتين تقريبا بسيارة في منطقة صحراوية لأكثر من خمسة وأربعين دقيقة قبل أول توقف. نادرا ما يتغير شيء. هذا يولد الملل.

هل يمكن لمتفرج جزائري تحمل هذا؟

لا. لكن المهرجانات التي يقدسها السينيفيليون تفضل أفلاما فيها شخصيات قليلة وإيقاع رتيب ليصل المعنى بطيئا إلى مُخيلات أعضاء لجان التحكيم.

هذه عينة أفلام مبنية على سيناريوهات تنحت وتحذف بغرض التركيز على شخصية واحدة لوقت طويل للحفر في ذاتها. ولهذا تأصيل فلسفي وبصري، فكثرة المعلومات ترهق الوعي. يتجلى ذلك في تقليل كمية الأجساد في الفضاء، وقد اشتهرت الكثير من الأفلام التي تتْبع شخصية واحدة طيلة ساعتين.

النصف الثاني من فيلم "أبو ليلى" أفضل لأنه يفسر ما سبقه. النصف الأول ممل والنصف الثاني مشوق، لكن النصف الأول رغم عيوبه كان تمهيدا ضروريا لإدخال المتفرج إلى جمجمة الشخصية الرئيسية.

كان للسفر بحثا عن العدو فوائدُ على نفسية الشخصيات، فالمسافة والعزلة علاج، على أمل استرجاع براءة صداقة منتهكة. لكن ما ضاع لا يسترجع، وكل الأمل ألا يتكرر ما جرى في الجزائر.

قد يهمك أيضَا :

يسرا توجه رسالة شكر إلى جراح القلب العالمي مجدي يعقوب وتطمئن عليه

عمرو دياب يُعلن أنه يحاول قراءة أذواق الجمهور ويواكبها في أعماله الفنية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو ليلى يقدّم صورة لكوابيس استثنائية مٌستعارة من واقع الجزائر أبو ليلى يقدّم صورة لكوابيس استثنائية مٌستعارة من واقع الجزائر



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib