القاهرة ـ سعيد البحيري
بعد غياب كبار السينمائيين المصريين عن المشهد في السنوات الأخيرة، بسبب ظروف الإنتاج والتقلبات الفنية، وتحكم بعض نجوم السينما والمنتجين في الأعمال الفنية، اتجه بعض الرواد أخيراً إلى تأسيس «جمعية الزمن الجميل» بهدف إعادة التنوع الذي كانت تتميز به السينما المصرية، عبر إنتاج أفلام اجتماعية وكوميدية ورومانسية تطرح قضايا المجتمع، وتفتح الباب أمام مشاريع المخرجين والكتاب التي ظلت حبيسة الأدراج لسنوات.
وإنشاء جمعيات سينمائية ليس أمراً جديداً في مصر، ففي ستينات القرن الماضي تم تأسيس «جمعية السينما الجديدة» على يد مجموعة من المخرجين والكتاب والنقاد بهدف تقديم سينما تعبّر عن الواقع المصري أسفرت عن ظهور مجموعة من الأفلام المهمة من بينها فيلم «أغنية على الممر» للمخرج علي عبد الخالق.
وفي الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يبدأ المخرج المصري مجدي أحمد علي، تصوير أول مشاهد فيلم «2 طلعت حرب» وهو باكورة إنتاج «جمعية الزمن الجميل»، ويشارك في بطولته «أحمد وفيق، ومحمود قابيل، وأحمد مجدي، وعبير صبري، ودلال عبد العزيز، وسمير صبري»، وتدور أحداث الفيلم داخل شقة بوسط القاهرة التي تشهد أحداثاً عديدة سياسية واجتماعية منذ الستينات حتى ثورة يناير (كانون الثاني) 2011.
المنتج محسن علم الدين، صاحب فكرة تأسيس «الزمن الجميل»، والمسؤول الإنتاجي عن أفلامها، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا مخرجون كبار قدّم كل منهم ما لا يقل عن ثلاثين فيلماً سُجِّلت في تاريخ السينما المصرية، لم يقدموا أفلاماً منذ سنوات مثل علي بدرخان، وعلي عبد الخالق، وسمير سيف، ومحمد عبد العزيز، وكذلك لدينا كتاب سيناريو آخرون أثروا السينما بإبداعاتهم وتوقفوا منذ سنوات بينما لا يزالون قادرين على العطاء مثل بشير الديك، ومصطفى محرم، وحلمي هلال، وعاطف بشاي، كما انضم إلى (جمعية الزمن الجميل) مديرو تصوير كبار على غرار محسن أحمد، الذي سيتولى تصوير فيلم (2 طلعت حرب)، وكذلك سمير فرج، وعصام فريد، ومحمود عبد السميع». ويوضح علم الدين: «الجمعية الجديدة ستعيد كل هؤلاء إلى المشهد السينمائي مرة أخرى بالوضع الذي يليق بهم كسينمائيين كبار رفضوا الانخراط في السينما التجارية التي أصدرت أفلاماً سطحية أساءت إلى المجتمع المصري وعمدت إلى تشويهه».
وتعد قضية تمويل الأفلام من أبرز المشكلات التي تواجه صناع السينما والممثلين في مصر، وللتغلب على هذه الإشكالية ستعمل الجماعة الجديدة على توفير النفقات عبر خفض أعداد المنفّذين والأمور غير الضرورية في العمل السينمائي، وفق علم الدين، الذي قال: «حتى وقت قريب كنا نصور أفلامنا بنحو 25 فرداً، وقد وجدنا ترحيباً من ممثلين كبار وشباب بتخفيض أجورهم، كما أننا سنتعاون مع أكثر من شركة إنتاجية، ولن نقدم أفلاماً منخفضة التكلفة بل أفلاماً حقيقية تستعيد مكانة السينما المصرية بتاريخها العريق، ونقدم نوعيات من الأفلام الاجتماعية والرومانسية تتضمن الفن والمتعة وتحقق إيرادات أيضاً».
ويشير محسن علم الدين إلى أن «الزمن الجميل» تضم بين أعضائها نقيب السينمائيين مسعد فودة، ورئيس اتحاد النقابات الفنية المخرج عمر عبد العزيز، ورئيس غرفة صناعة السينما المنتج والكاتب فاروق صبري، إلى جانب د.خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة للسينما.
وعن مدى التعاون المرتقب مع وزارة الثقافة يقول المنتج المصري: «نسعى للحصول على دعم لوجيستي من وزارة الثقافة بما تملكه من استديوهات تصوير بأسعار مخفضة وصالات مونتاج وميكساج وغيرها، لا سيما مع قرب إطلاق الشركة القابضة للسينما».
من جهته، يقول الفنان محمود قابيل، أحد أبطال فيلم «2 طلعت حرب» لـ«الشرق الأوسط»: «تحمست كثيراً لفكرة عودة كبار المخرجين والكتاب إلى الساحة الفنية، وهي فكرة وجدت تجاوباً من صناع السينما كافة، لأن غيابهم أحدث خللاً واضحاً في حجم ونوعية الإنتاج السينمائي، وجميعهم لديهم مشاريع جيدة وطاقات معطلة ولديهم القدرة والخبرة التي تجعلهم يُحدثون فارقاً حقيقياً ويُعيدون السينما المصرية إلى سابق عهدها». مشيراً إلى أنه لا «يفكر بشكل شخصي في أجره المادي، لكن يعتزم تقديم أفلام هادفة وجادة تعبّر بصدق عن قضايا المجتمع».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر