بيروت : غنوة دريان
أكد الكاتب وحيد حامد أنه يُرحّب بكل وجهة نظر سواء كانت مع أو ضد مسلسل الجماعة 2. المسلسل الذي يثير أكبر نسبة من ردود الفعل الموالية والمعارضة لرؤية الكاتب الذي أوضح أن ما ورد في المسلسل من معلومات لم تأت من بنات أفكاره بل بناء على مذكرات وكتب تحدث أصحابها بأنفسهم عن تجربتهم مع جماعة الإخوان المسلمين .
وأضاف الكاتب المصري أن أكثر ما أثير في المسلسل هو مسألة انضمام الرئيس جمال عبد الناصر الى الجماعة، وذلك قبل قيام ثورة 1952حيث يؤكد الوزير سامي شرف وهو سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات والشخصية الوحيدة المقربة منه والتي ما زالت على قيد الحياة, بأن ناصر لم يكن يومًا إخوانيًا وعندما طرحنا هذا السؤال على الكاتب وحيد حامد أجاب بأن سامي شرف عرف عبد الناصر عام 1952 وناصر كان عضوًا في الجماعة خلال فترة الأربعينات. وربما لم يكن سامي شرف يعرف جمال عبد الناصر . أما المخرج والبرلماني خالد يوسف فقد هاجم وحيد حامد بقوة بسبب ما أورده حول كون ناصر كان عضوًا في الجماعة, أما الكاتبة شريفة الشوباشي فقد هاجمت بدورها الكاتب وحيد حامد وقالت إن جملة المغالطات التي يحملها المسلسل يرى الكاتب بأنه أكبر دليل على نجاحه فهذا رأي غريب أسمعه للمرة الأولى, ولكن محبي الرئيس جمال عبد الناصر هم الغاضبون فقط من المسلسل والوفديون وجدوا أن المسلسل قزمهم الى حد بعيد.
وأوضح بعض أعضاء الوفد أن اختيار الممثل محمود الجندي ليقوم بدور مصطفى النحاس كان اختيارًا في غير محله بالاضافة الى المشهد الذي يقوم بتقبيل يد الملك. فكانت بمثابة إهانة للوفديين جميعًا. وحتى الآن عائلة الرئيس جمال عبد الناصر لم ترد على هذه الاشكالية التي تشغل الكتاب والمثقفين وربما اكتفت برد سامي شرف الذي قال إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان من جماعة الاخوان فشكل هذا الإعلان مفاجاة جديدة، فمن المعروف أن السادات كان عضوًا في الحرس الحديدي التابع للملك والذي قام بدوره الممثل محمد البياع وأتى مقنعا للغاية.
و بالرغم من خلافهم حول حقيقة ما يذكر في المسلسل من لأحداث , تتعلق بعلاقة جماعة الاخوان المسلسين بثورة 1952 إلا أن النقاد يجمعون أن وحيد حامد هو من أبرع من يقدم قماشة جديدة من المخرجين فبعد المخرج محمد علي ها هو يقدم شريف البندراي, الذي يعتبر هذا العمل ولادة مخرج جديد, أما الممثل الذي قام بدور الرئيس ناصر وهو ممثل أردني يدعى ياسر المصري فقد برع في تقديم الدور كما ذكر العديد من النقاد وقد أخرجنا المصري من الملامح التي عرفناها عن عبد الناصر من خلال المسلسلات و الأفلام الماضية مثل العصبية الدائمة. والشخصية التي لا تستطيع أن تنظر الى عينيها, ياسر أيضا اكتشاف وحيد حامد الأردني الثاني بعد إياد نصار, أما الممثلة صابرين التي قدمت دور زينب الغزالي فقد برعت الى حد بعيد في تجسيد تلك الشخصية والتي جعلتها قريبة من براعتها في تقديم شخصية أم كلثوم كما قال الناقد نادر عدلي, ولا بد من الإشارة الى نقطة مهمة جدًا أن الكثير من الممثلين ومعظمهم ليسوا نجوم صف أول, ولكنهم استطاعوا تجسيد أدوارهم بمنتهى البراعة مثل نضال الشافعي ومحمد فهيم أما الفنان عبد العزيز مخيون . فقد جسد شخصية الهضيبي ببراعة ليست غريبة عنه وعن تميزه .
الفرق الواضح بين الجزئين، هو الاهتمام بالتفاصيل الإنسانية والعلاقات الاجتماعية، التي شاهدناها في الجزء الأول، فوجدنا بناء للشخصيات، مثلما حدث مع شخصية "حسن البنا"، الذي لم نراه فجأة أمامنا يقرر، بل رأينا مراحل نموه، والتغيرات والتحولات التي مر بها.
وتابع وحيد حامد "أما الجزء الثاني، فالشخصيات ظهرت كاملة التفاصيل والهيئة، نراها تُلقي الحوار وردود فعلها متوقعة، الأمر الذي يصيب العمل بجفاف السرد، الوحيدة التي خرجت من هذا الإطار شخصية زينب الغزالي، ففي أفضل مشهد بالعمل رأينا بعض التفاصيل الإنسانية عنها، وكيف تعرضت لحريق شوه جسدها، وكذلك كيف انضمت للإخوان". وطالما ان هذا المسلسل قد أخذ كل هذا الأخذ والرد ولا زلنا في النصف الأول من حلقاته فنحن على موعد مع مسلسل أعاد لنا التاريخ بكل تفاصيله بكل حيادية وموضوعية والحلقات القادمة كفيلة بمعرفة الخلفية التي كان يتحرك على أساسها الإخوان المسلمين منذ حسن البنا وحتى محمد بديع".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر