موسيقيون يوضحون سبب عدم الإقبال على الأغنية السودانية
آخر تحديث GMT 19:27:21
المغرب اليوم -

اللهجة أم السلم الخماسي عائق أمام رواجها

موسيقيون يوضحون سبب عدم الإقبال على الأغنية "السودانية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موسيقيون يوضحون سبب عدم الإقبال على الأغنية

الموسيقار الفاتح حسين
الخرطوم - محمد إبراهيم

مازالت الأغنية السودانية محصورة في إطار المحلية وفشلت في التواجد في وجدان الجمهور العربي مثلها مثل الأغنيات "المغاربية" من تونس والجزائر والمغرب والتي وجدت مؤخرًا قبولاً من الجمهور في منطقة "الوسط" العربي في منطقة "الخليج" ومصر بالإضافة إلي لبنان وسورية وفلسطين، ونجد أن الأغنية العربية متدوالة بتنوع لهجاتها وإيقاعتها من "المحيط إلي الخليج" عدا الأغنية "السودانية" التي ظلت بعيدة عن المستمع في الوطن العربي رغم المحاولات المُستمرة من عدد من الفنانين والمُوسيقيين السودانيين إلي نقلها من المحلية إلى الإقليمية ومن ثم إلى العالمية.

واختلف الموسيقيين السودانيين والفنانيين والمختصين في هذا المجال في أسباب ركود الأغنية السودانية في قاع المحلية بعضهم إرجعها إلى إختلاف "السلم الخماسي" عن "السباعي" السائد في الوطن العربي، وبعضهم وضع اللهجة السودانية عائقًا أمام انتشار الأغنية فيما ذهب أخرون أن كل هذه الأسباب غير حقيقة وأن السبب الرئيسي يعود إلي كسل "الفنانيين والموسيقيين" السودانيين وعدم ترويجهم للأغنية السودانية رغم تفردها وتنوعها من حيث الكلمة واللحن والإيقاع المتنوع مستشهدين بنجاح أغنيات سودانية بحته تغني بها مطربون من الوطن العربي وجدت إقبالاً كبيرًا.

الموسيقار الفاتح حسين من أبرز الوجوه الموسيقية السودانية التي ظهرت مؤخرًا على الساحة المحلية والعربية والعالمية، مثل السودان في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، وهو الموسيقي السوداني الوحيد الذي سجل حضورًا منتظمًا في سهرات حفلات دار الأوبرا المصرية في القاهرة منذ عام 2002، يرى أن الموسيقى السودانية رغم إسهامات بعض الوجوه الفنية في تطويرها لكن صداها خارج السودان ما زال باهتًا خاصة في الدول العربية.

وأوضح أن مسؤولية إخفاق الأغنية السودانية في الانتشار خارج الحدود تقع على ثلاثة أطراف أولها هم المطربون والمغنون السودانيون أنفسهم، لغياب المبادرة والشجاعة لديهم في اقتحام المنابر الفنية خارج بلدهم رغم الإمكانيات الفنية الكبيرة لدى بعضهم، والطرف الثاني، أجهزة الثقافة والأعلام في السودان لعدم دعمها للفن والفنانين، وأستشهد أنه تأتيهم أحيانًا دعوات للمشاركة في مهرجانات عربية ودولية للموسيقى، فتتعذر الجهات المختصة عن تحمل نفقات سفر الفرقة.

وأضاف حتي وإن قبلت تشترط تخفيض عدد العازفين إلى أكثر من النصف، وبالتالي نضطر للإعتذار حتي لا نقدم أعمالاً مشوهة ومنقوصه، أما الطرف الثالث فيُرجعه حسين إلي القطاع الخاص في السودان العامل في قطاع الإنتاج الفني، وقال "إنه لا يتمتع بأي رؤية أو مبادرة لإنتاج أعمال فنية حقيقية، يمكن أن تساهم في نشر الأغنية السودانية خارج الحدود"، وأكد أن الأغنية السودانية، غنية بألحانها وكلماتها الجميلة، وهي فقط في حاجة لتقديمها بتقنيات حديثة مواكبة للأشكال الموسيقية التي تقدم حاليًا.

الموسيقار محمد الأمين الفنان السوداني ذائع الصيت المُصنف حالياً الفنان الأول في السودان الذي تغني في عدد من المهرجانات الدولية والعربية فضلاً عن مُشاركاته في "دار الأوبرا" المصرية، قال لـ " العرب اليوم" إن الجهات المسؤولة عن الفعاليات والمهرجانات في الوطن العربي تتحمل أيضاً دور في عزلة الاغنية السودانية وتهميشها وأشار إلي أنها مُقلة جداً في تقديم الدعوات للفنانيين السودانيين وأشار إلى أنه ظل يتردد على القاهرة منذ العام 1968، لإحياء حفلات وأشار إلى أن  "ركن إذاعة السودان من القاهرة" كانت تحضر إلى الخرطوم ولديها استوديو في السفارة المصرية في الخرطوم والفنانيين السودانيين يسجلون أعمالهم لديها، وأكد أنه علي الصعيد الشخصي تغني في أكثر من مكان في مصر مثل مسرح البالون، ومسرح الجمهورية ، وعدد كبير من الصالات الفندقية، و الكازينوهات وكثير من الأفراح، لكنه أشار إلى مشاركته الأوبرا جاءت متأخرة والفضل  يرجع للموسيقي السوداني د. الفاتح حسين بعد أن أخذ موافقة الأوبرا بأن يشارك كموسيقى بأعمال موسيقية في هذا المهرجان منذ سنوات سابقة  ومن ثم رأى أن يشارك معه مجموعة من الفنانين السودانيين واستطاع أن يقنع الأوبرا بهذه الخطوه وأضاف "شارك قبلي عدد من الزملاء مثل الفنان عبد القادر سالم، والفنان أبو عرقي البخيت، والفنان عصام محمد نور وأخريين".

فيما يري الفنان الشاب نجم الشباك طه سليمان صاحب المبادرات في هذا المجال وسبق له تجربه مع شركة "روتانا" التي أنتجت له أغنية "أنا عايز أعيش" التي إشتهرت في الوسطي المحلي والعربي، إن الأغنية السودانية ظلت منذ زمن بعيد حبيسة داخل قوقعة المحلية، و لم تجد حظها في الانتشار خارج حدود السودان إلا بعض المحاولات الفردية من فنانين مجتهدين سعوا لنشر المفردة و اللحن السوداني أمثال العمالقة من الرواد خاصة سيد خليفة وأحمد المصطفى وإبراهيم عوض و صلاح بن البادية و محمد وردي، وشدد علي أن كل هذه المحاولات كانت بمجهود فردي لذا كان انتشار هذه المحاولات محصور في نطاق ضيق.

وقال: "الحديث في هذا الموضوع يطول لأننا إذا أردنا معرفة سبب عدم الانتشار سنجد أن المشكلة فينا نحن و ليس في الكلام او اللحن  وأقصد بنحن المطربين والموسيقيين وحتى المستمعين، فنحن نتعامل مع فننا وثقافتنا باستحياء شديد و كأن بها عيب" واستشهد أن اللهجة السودانية ليست عائقاً وأشار إلى تجربة الفنان المصري "النوبي" محمد منير، وقال "إنه تغنى بعدد كبير من الأغنيات السودانية المشهورة في الفضا العربي باللهجة السودانية، مثل أغنية "قلبي فاتح على الشارع" و"إزيكم" و "يالاللي" وأغنية الهرم السوداني محمد وردي "وسط الدائرة" وأغنية الراحل أحمدالمصطفي "القربو يحنن والبعدو يجنن" والعديد من الأغنيات السودانية التي تغنى بها محمد منير.

وتحدث الفنان الشاب طه سليمان أيضاً عن تجربة فرقة ميامي الكويتية والتي كانت وما زالت تقدم الأغنيات السودانية في ألبوماتها و حفلاتها وقال "إنها لاقت نجاحًا كبيرًا ورواجًا من جمهورهم ، فقد قدموا الممبو السوداني، فضلاً عن تجربة الفنان راشد الماجد بتقديم أغنية سودانية خليجية وإدخال الموسيقى والإيقاعات السودانية في هذه الاغنية و هي أغنية "ما أحلاه".

وختم سليمان حديثه : "لدينا وجبة دسمة و كل ما علينا فعله ان نقدمها في إناء نضيف لكي تفتح شهية المستمع فالسودان قارة و ليس دولة بما يحويه من إرث ثقافي وتنوع إيقاعي وموسيقي، المجهودات الفردية يجب أن تتوحد طالما الهدف واحد و على الدولة أن تدعم الثقافة بتوفير كل المتطلبات و الاحتياجات اللازمة حتى نعرّف العالم بثقافتنا وفننا و لكي نكون مع الدول المتقدمة".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقيون يوضحون سبب عدم الإقبال على الأغنية السودانية موسيقيون يوضحون سبب عدم الإقبال على الأغنية السودانية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib