مراكش بطلة فيلم الرجل الذي عرف أكثر من اللازم لألفريد هتشكوك
آخر تحديث GMT 12:12:37
المغرب اليوم -
الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً وفاة شخصين وتسجيل أضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة
أخر الأخبار

مراكش بطلة فيلم "الرجل الذي عرف أكثر من اللازم" لألفريد هتشكوك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مراكش بطلة فيلم

السينما
الرباط - المغرب اليوم

قد يكون المكان قصيدة في شعر، أو حدثا في قصة، أو شخصية في فيلم، أو نغمة في أغنية. اختلاف وتعدد في الصفات والتسميات وتقارب في الدلالات والتأويلات. المكان في كل الأجناس الفنية والإبداعية قد يتخذ ذلك البعد الفانطاستيكي المتخيل والملهم كملمح بنيوي بارز يشد انتباه القارئ أو المُشاهد أو المستمع، قد يؤلمه أو يمتعه، قد يطربه أو يحزنه…المكان، إذن، هو نواة الإبداع ومحوره، هيكله وصلبه، بدونه قد تنهار أسسه وقواعده، ويفقد العمل رونقه وجماله. قد يكون المكان ـ كما قلناـ قاعدة لكل عمل فني أو إبداعي؛ لكنه يكتسب قيمة إضافية مختلفة إذا ما استعمل في السينما، ليصبح الفيلم بفضله أكثر فتنة وإغواء. أما إذا استغل من منطلق آخر بعيد عن الأجواء تخيلية، مُنطلق واقعي إنساني صرف يشي بعاطفة ما مختبئة بين زواياه فيكون أكثر استفزازا وتمردا..

المكان كشخصية فيلمية يهرب بك إلى عوالم إبداعية متناقضة حالمة ساحرة، يلتقي فيها الواقع باللاواقع. والمخرج الذكي المفتون بهذا المكان أو ذاك يعرف كيف يقتنصه ويوظفه في أعماله مستندا إلى عواطفه الشخصية، ورؤيته الفنية، وفلسفته السينمائية… غواية يمارسها المكان بكل تجلياته في الخفاء، فيدفع المتلقي إلى الرضوخ والاستسلام، ومحاولة الفهم وتفكيك الرموز عله يقف عند سر هذه العلاقة السرمدية، علاقة المكان بالمخرج وبالتالي بالسينما.

من الفضاءات المكانية التي شكلت صلب السينما وصقلتها المدينة بطبيعتها وتفاصيلها، تلك التي وشمت ملامح علاقة ثنائية متجانسة، قوية بزخمها الإبداعي والفني والثقافي… تجانس خُلق من رحم البيئة المشكلة لهذا الثنائي التاريخي؛ فالمدينة هي الحاضنة الطبيعية للسينما، فمنها انطلقت وانتشرت، وفيها ولدت وتطورت، وبها تقوّت واستمرت. وقد ارتبط الكثير من المخرجين وجدانيا بمدينة معينة، فأثَّثوا بمعالمها أعمالهم، وشكلوا من فضاءاتها مشاهدهم، ورسموا بشخصياتها أبطالهم. ونذكر، على سبيل المثال، مارتن سكورسيزي وودي آلان وعلاقتهما بمدينة نيويورك.

ليس من الضروري أن يرتبط المخرج بمدينته الأصل؛ فهناك مدن أخرى ألهمت صناع السينما العالمية على الرغم من بعدهم عنها، مدن عكست انبهارهم بها، وانفتاحهم على مكوناتها، وتشبعهم بثقافة قد تكون إلى حد ما قريبة منهم، كمدن مثل روما وباريس ولندن… وفي المقابل، هناك مدن أخرى شكلت استثناء بتركيبتها الاجتماعية المغايرة وطبيعتها الثقافية المختلفة، وعلى الرغم من ذلك وجدت نفسها حاضرة بقوة في العديد من الأعمال السينمائية العالمية، حضور فرضه اختلافها وتميزها. ومن هذه المدن مدينة مراكش، تلك المدينة التي راهن عليها العديد من المخرجين السينمائيين في أعمالهم، سواء كمحطة تصويرية عابرة يراد منها زمنا معينا/حقبة تاريخية ما أو مكانا مغايرا/مدينة أخرى ليس بالضرورة أن تكون مراكش نفسها أو كلاعب أساسي يؤدي دورا محوريا مؤثرا في صيرورة الأحداث ومجرياتها.

 وهنا، تنتقل مراكش من مجرد ديكور عابر أو كومبارس إلى شخصية رئيسية حاضرة باسمها وتاريخها وشِعابها المعمارية المتداخلة مع مكوناتها البشرية والثقافية. ونذكر، هنا، أفلاما مثل “رجلنا في مراكش” Our Man in Marrakesh 1966 و”مراكش إكسبريس” Marrakech Express 1989 و”الخروج من مراكش” Exit Marrakech 2013 و”باريس بأي ثمن” Paris à tout prix 2013 و”الرجل الذي عرف أكثر من اللازم ” The man who knew too much 1956 وغيرها.

بالرجوع إلى فيلم ”الرجل الذي عرف أكثر من اللازم” ( The man who knew too much ) للمخرج الكبير ألفريد هتشكوك، والذي أدى بطولته الثنائي دوريس داي وجيمس ستيوارت، نجده نموذجا مثاليا لما ذكرناه في البداية من تباين حضور المكان في عمل ما انطلاقا من قيمته المعنوية والفنية والإنسانية المرتبطة بمخرجه. ففي هذا العمل بالضبط، نجد مراكش حاضرة بقوة كفضاء رئيسي مفتوح مقارنة بلندن، المدينة التي ولد فيها المخرج ونشأ بها، حيث اتخذ من المدينة الحمراء طيلة تلاحق الأحداث – في شقها الأول – أداة رئيسية في فهم إستراتيجية الفيلم وتفكيك رموزه بما يتناسب ودلالة أحداثه المجزأة إلى جزأين رئيسيين مراكش/فضاء العقدة والانطلاق، ولندن/فضاء الحل والنهاية.

وهكذا، جعلنا هيتشكوك نرى بعينيه ما رآه هو وأدهشه في هذه المدينة، فوظف رؤيته الإبداعية في توثيق معالم مراكش بشكل تفصيلي، حيث خلق الحدث وسط المدينة بزحامها وضوضائها، فاختلط أسلوب المخرج التشويقي بمفاتن المدينة العريقة وغرائبيتها المميزة عن المجتمع الغربي، ليشكل في الأخير لوحة فسيفسائية خدمت الفيلم وأخرجته من ”الملل المكاني”؛ بل حتى الزمن فيها ظهر مخالفا ومتسارعا، مقارنة مع الجزء الثاني من الفيلم الذي صور في لندن المعروفة ببرودتها ورتابة أجوائها.

معروف أن ألفريد هيتشكوك كان يعشق مراكش ويزورها. وقد توجت زياراته تلك بهذا الفيلم الذي نتحدث عنه، حيث كان يتردد ما بين الأماكن الأكثر فخامة فيها كفندق المامونية، والأماكن الأكثر شعبية كمقهى زروال بحي المواسين، مرورا بمطاعمها وأحيائها ودروبها. وهذا ما لمسناه في فيلمه، حيث زاوج بين هذه الأماكن بطريقة ذكية ووظفها بأسلوب إبداعي درامي متمكن بعيد عن الترويج السياحي المجاني، فطاف بنا بين أزقتها ونواحيها.من داخل الحافلة القادمة إلى مراكش كانت الكاميرا شاهدة على الجبال والمناظر الخلابة المحيطة بها، ومن محطة الحافلات الشعبية إلى الفندق كانت المدة كافية لاستكشاف الطابع السكاني والمعماري للمدينة. فعلى الرغم من أنها مشاهد تدخل في السياق الدرامي للفيلم، فإنها تعتبر من الصور التوثيقية النادرة التي عكست تلك الفترة التاريخية؛ وهي فترة الخمسينيات.

ومباشرة بعد هذه الجولة، وجدنا أنفسنا داخل غرفة من غرف فندق المامونية الفخم؛ وهو الفندق الذي أقام فيه العديد من النجوم والشخصيات العالمية المعروفة، من فنانين وسياسيين ورياضيين… لتنقلنا الأحداث معها إلى مطعم من المطاعم الفخمة بالمدينة وهو مطعم دار السلام، وفيه بدأت تنسج خيوط الحبكة الدرامية وتتشابك، فكان الموقف كوميديا أكثر منه دراميا في كيفية تعامل البطل جيمس ستيوارت مع الأكلة المغربية الموضوعة أمامه.ومن المطعم كمشهد داخلي، حملتنا كاميرا هتشكوك مباشرة إلى مشهد خارجي مفتوح على ساحة جامع الفناء (من أشهر الساحات العالمية)، وهناك توقفت لفترة ليست بالقليلة متجولة بين حلقاتها الفرجوية وخيم حرفييها، في إطار بانورامي لم تفسد متعته سوى جريمة الاغتيال التي حصلت بقلب الساحة وأمام الملأ، ليبدأ معها أسلوب المغامرة والتشويق المتعارف عليه في أفلام هتشكوك.

مدينة مراكش في هذا الفيلم كانت متواطئة مع الكاميرا حد التناغم، حيث رصدت ملامح أخرى في رؤية المخرج وأضفت عليها سمة انبهارية يمكن القول إنها مختلفة عن الأماكن والمدن المتداولة في باقي أعماله. سمة نقلت إلينا بصدق شعور المخرج وأحاسيسه اتجاه هذه المدينة العريقة، التي فتن بها كبار المشاهير وشكلت لبعضهم منبعا إبداعيا وفنيا لا ينضب. وبالمقارنة مع الجزء الثاني من الفيلم الذي اكتملت خيوط أحداثه في لندن، نجد أن المخرج فضّل المشاهد الداخلية على حساب الخارجية، حيث اكتفت الكاميرا بالتنقل بين الفندق والسفارة والمسرح والكنيسة. أما المشاهد الخارجية، فلم تتعد بعض الأزقة الهامشية.

تبقى مدينة مراكش من الأماكن المفضلة لدى المخرجين الأجانب والمحليين على حد سواء، كونها تشكل فضاء طبيعيا للتصوير صالحا لأي زمان ومكان؛ فطبيعتها المختلفة، ومعمارها المتميز، وثقافتها المختلطة، وموقعها الجغرافي، وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ، كلها عناصر تجعلها كما أسلفنا تقتحم بسلاسة مخيلة المُشاهد. هذا دون أن ننسى مظاهرها الحداثية التي تبلور من جهة أخرى واقعه وتجعلها أكثر قربا منه، هو تلاقح وتناقض إيجابي يخدم الصورة بكل أجناسها ويجعلها أيقونة تشد إليها المتلقي شدا.

قد يهمك أيضَا :

يوسف الخال ينتقد خلو الأعمال الفنية في السباق الرمضاني من الرومانسية

رحلة فريدة من نوعها لعشاق الخط العربي في متحف الشارقة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراكش بطلة فيلم الرجل الذي عرف أكثر من اللازم لألفريد هتشكوك مراكش بطلة فيلم الرجل الذي عرف أكثر من اللازم لألفريد هتشكوك



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 01:41 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
المغرب اليوم - أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش

GMT 13:50 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مطعم مبني على طراز كنسي في اليابان

GMT 12:06 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

Rise Sheer عطر جديد يناسب المرأة العصرية

GMT 04:35 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

إدريس جطو يطالب الأحزاب برجاع المبالغ غير المستحقة

GMT 20:58 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

كو ساموي توفر رحلة سياحية ممتعة بين الأجواء الساحرة

GMT 16:11 2014 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

ذئب أسود يظهر في تركيا للمرة الأولى

GMT 00:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

غادة عادل تستضيف محمود الليثي في برنامج "تعشب شاي"

GMT 06:36 2016 الإثنين ,09 أيار / مايو

فوائد القهوة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib