مراكش بطلة فيلم الرجل الذي عرف أكثر من اللازم لألفريد هتشكوك
آخر تحديث GMT 15:34:37
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

مراكش بطلة فيلم "الرجل الذي عرف أكثر من اللازم" لألفريد هتشكوك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مراكش بطلة فيلم

السينما
الرباط - المغرب اليوم

قد يكون المكان قصيدة في شعر، أو حدثا في قصة، أو شخصية في فيلم، أو نغمة في أغنية. اختلاف وتعدد في الصفات والتسميات وتقارب في الدلالات والتأويلات. المكان في كل الأجناس الفنية والإبداعية قد يتخذ ذلك البعد الفانطاستيكي المتخيل والملهم كملمح بنيوي بارز يشد انتباه القارئ أو المُشاهد أو المستمع، قد يؤلمه أو يمتعه، قد يطربه أو يحزنه…المكان، إذن، هو نواة الإبداع ومحوره، هيكله وصلبه، بدونه قد تنهار أسسه وقواعده، ويفقد العمل رونقه وجماله. قد يكون المكان ـ كما قلناـ قاعدة لكل عمل فني أو إبداعي؛ لكنه يكتسب قيمة إضافية مختلفة إذا ما استعمل في السينما، ليصبح الفيلم بفضله أكثر فتنة وإغواء. أما إذا استغل من منطلق آخر بعيد عن الأجواء تخيلية، مُنطلق واقعي إنساني صرف يشي بعاطفة ما مختبئة بين زواياه فيكون أكثر استفزازا وتمردا..

المكان كشخصية فيلمية يهرب بك إلى عوالم إبداعية متناقضة حالمة ساحرة، يلتقي فيها الواقع باللاواقع. والمخرج الذكي المفتون بهذا المكان أو ذاك يعرف كيف يقتنصه ويوظفه في أعماله مستندا إلى عواطفه الشخصية، ورؤيته الفنية، وفلسفته السينمائية… غواية يمارسها المكان بكل تجلياته في الخفاء، فيدفع المتلقي إلى الرضوخ والاستسلام، ومحاولة الفهم وتفكيك الرموز عله يقف عند سر هذه العلاقة السرمدية، علاقة المكان بالمخرج وبالتالي بالسينما.

من الفضاءات المكانية التي شكلت صلب السينما وصقلتها المدينة بطبيعتها وتفاصيلها، تلك التي وشمت ملامح علاقة ثنائية متجانسة، قوية بزخمها الإبداعي والفني والثقافي… تجانس خُلق من رحم البيئة المشكلة لهذا الثنائي التاريخي؛ فالمدينة هي الحاضنة الطبيعية للسينما، فمنها انطلقت وانتشرت، وفيها ولدت وتطورت، وبها تقوّت واستمرت. وقد ارتبط الكثير من المخرجين وجدانيا بمدينة معينة، فأثَّثوا بمعالمها أعمالهم، وشكلوا من فضاءاتها مشاهدهم، ورسموا بشخصياتها أبطالهم. ونذكر، على سبيل المثال، مارتن سكورسيزي وودي آلان وعلاقتهما بمدينة نيويورك.

ليس من الضروري أن يرتبط المخرج بمدينته الأصل؛ فهناك مدن أخرى ألهمت صناع السينما العالمية على الرغم من بعدهم عنها، مدن عكست انبهارهم بها، وانفتاحهم على مكوناتها، وتشبعهم بثقافة قد تكون إلى حد ما قريبة منهم، كمدن مثل روما وباريس ولندن… وفي المقابل، هناك مدن أخرى شكلت استثناء بتركيبتها الاجتماعية المغايرة وطبيعتها الثقافية المختلفة، وعلى الرغم من ذلك وجدت نفسها حاضرة بقوة في العديد من الأعمال السينمائية العالمية، حضور فرضه اختلافها وتميزها. ومن هذه المدن مدينة مراكش، تلك المدينة التي راهن عليها العديد من المخرجين السينمائيين في أعمالهم، سواء كمحطة تصويرية عابرة يراد منها زمنا معينا/حقبة تاريخية ما أو مكانا مغايرا/مدينة أخرى ليس بالضرورة أن تكون مراكش نفسها أو كلاعب أساسي يؤدي دورا محوريا مؤثرا في صيرورة الأحداث ومجرياتها.

 وهنا، تنتقل مراكش من مجرد ديكور عابر أو كومبارس إلى شخصية رئيسية حاضرة باسمها وتاريخها وشِعابها المعمارية المتداخلة مع مكوناتها البشرية والثقافية. ونذكر، هنا، أفلاما مثل “رجلنا في مراكش” Our Man in Marrakesh 1966 و”مراكش إكسبريس” Marrakech Express 1989 و”الخروج من مراكش” Exit Marrakech 2013 و”باريس بأي ثمن” Paris à tout prix 2013 و”الرجل الذي عرف أكثر من اللازم ” The man who knew too much 1956 وغيرها.

بالرجوع إلى فيلم ”الرجل الذي عرف أكثر من اللازم” ( The man who knew too much ) للمخرج الكبير ألفريد هتشكوك، والذي أدى بطولته الثنائي دوريس داي وجيمس ستيوارت، نجده نموذجا مثاليا لما ذكرناه في البداية من تباين حضور المكان في عمل ما انطلاقا من قيمته المعنوية والفنية والإنسانية المرتبطة بمخرجه. ففي هذا العمل بالضبط، نجد مراكش حاضرة بقوة كفضاء رئيسي مفتوح مقارنة بلندن، المدينة التي ولد فيها المخرج ونشأ بها، حيث اتخذ من المدينة الحمراء طيلة تلاحق الأحداث – في شقها الأول – أداة رئيسية في فهم إستراتيجية الفيلم وتفكيك رموزه بما يتناسب ودلالة أحداثه المجزأة إلى جزأين رئيسيين مراكش/فضاء العقدة والانطلاق، ولندن/فضاء الحل والنهاية.

وهكذا، جعلنا هيتشكوك نرى بعينيه ما رآه هو وأدهشه في هذه المدينة، فوظف رؤيته الإبداعية في توثيق معالم مراكش بشكل تفصيلي، حيث خلق الحدث وسط المدينة بزحامها وضوضائها، فاختلط أسلوب المخرج التشويقي بمفاتن المدينة العريقة وغرائبيتها المميزة عن المجتمع الغربي، ليشكل في الأخير لوحة فسيفسائية خدمت الفيلم وأخرجته من ”الملل المكاني”؛ بل حتى الزمن فيها ظهر مخالفا ومتسارعا، مقارنة مع الجزء الثاني من الفيلم الذي صور في لندن المعروفة ببرودتها ورتابة أجوائها.

معروف أن ألفريد هيتشكوك كان يعشق مراكش ويزورها. وقد توجت زياراته تلك بهذا الفيلم الذي نتحدث عنه، حيث كان يتردد ما بين الأماكن الأكثر فخامة فيها كفندق المامونية، والأماكن الأكثر شعبية كمقهى زروال بحي المواسين، مرورا بمطاعمها وأحيائها ودروبها. وهذا ما لمسناه في فيلمه، حيث زاوج بين هذه الأماكن بطريقة ذكية ووظفها بأسلوب إبداعي درامي متمكن بعيد عن الترويج السياحي المجاني، فطاف بنا بين أزقتها ونواحيها.من داخل الحافلة القادمة إلى مراكش كانت الكاميرا شاهدة على الجبال والمناظر الخلابة المحيطة بها، ومن محطة الحافلات الشعبية إلى الفندق كانت المدة كافية لاستكشاف الطابع السكاني والمعماري للمدينة. فعلى الرغم من أنها مشاهد تدخل في السياق الدرامي للفيلم، فإنها تعتبر من الصور التوثيقية النادرة التي عكست تلك الفترة التاريخية؛ وهي فترة الخمسينيات.

ومباشرة بعد هذه الجولة، وجدنا أنفسنا داخل غرفة من غرف فندق المامونية الفخم؛ وهو الفندق الذي أقام فيه العديد من النجوم والشخصيات العالمية المعروفة، من فنانين وسياسيين ورياضيين… لتنقلنا الأحداث معها إلى مطعم من المطاعم الفخمة بالمدينة وهو مطعم دار السلام، وفيه بدأت تنسج خيوط الحبكة الدرامية وتتشابك، فكان الموقف كوميديا أكثر منه دراميا في كيفية تعامل البطل جيمس ستيوارت مع الأكلة المغربية الموضوعة أمامه.ومن المطعم كمشهد داخلي، حملتنا كاميرا هتشكوك مباشرة إلى مشهد خارجي مفتوح على ساحة جامع الفناء (من أشهر الساحات العالمية)، وهناك توقفت لفترة ليست بالقليلة متجولة بين حلقاتها الفرجوية وخيم حرفييها، في إطار بانورامي لم تفسد متعته سوى جريمة الاغتيال التي حصلت بقلب الساحة وأمام الملأ، ليبدأ معها أسلوب المغامرة والتشويق المتعارف عليه في أفلام هتشكوك.

مدينة مراكش في هذا الفيلم كانت متواطئة مع الكاميرا حد التناغم، حيث رصدت ملامح أخرى في رؤية المخرج وأضفت عليها سمة انبهارية يمكن القول إنها مختلفة عن الأماكن والمدن المتداولة في باقي أعماله. سمة نقلت إلينا بصدق شعور المخرج وأحاسيسه اتجاه هذه المدينة العريقة، التي فتن بها كبار المشاهير وشكلت لبعضهم منبعا إبداعيا وفنيا لا ينضب. وبالمقارنة مع الجزء الثاني من الفيلم الذي اكتملت خيوط أحداثه في لندن، نجد أن المخرج فضّل المشاهد الداخلية على حساب الخارجية، حيث اكتفت الكاميرا بالتنقل بين الفندق والسفارة والمسرح والكنيسة. أما المشاهد الخارجية، فلم تتعد بعض الأزقة الهامشية.

تبقى مدينة مراكش من الأماكن المفضلة لدى المخرجين الأجانب والمحليين على حد سواء، كونها تشكل فضاء طبيعيا للتصوير صالحا لأي زمان ومكان؛ فطبيعتها المختلفة، ومعمارها المتميز، وثقافتها المختلطة، وموقعها الجغرافي، وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ، كلها عناصر تجعلها كما أسلفنا تقتحم بسلاسة مخيلة المُشاهد. هذا دون أن ننسى مظاهرها الحداثية التي تبلور من جهة أخرى واقعه وتجعلها أكثر قربا منه، هو تلاقح وتناقض إيجابي يخدم الصورة بكل أجناسها ويجعلها أيقونة تشد إليها المتلقي شدا.

قد يهمك أيضَا :

يوسف الخال ينتقد خلو الأعمال الفنية في السباق الرمضاني من الرومانسية

رحلة فريدة من نوعها لعشاق الخط العربي في متحف الشارقة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراكش بطلة فيلم الرجل الذي عرف أكثر من اللازم لألفريد هتشكوك مراكش بطلة فيلم الرجل الذي عرف أكثر من اللازم لألفريد هتشكوك



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي

GMT 11:21 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

أوجه النشاط التسويقي

GMT 11:29 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

اختبار تنفس بسيط يكشف سرطان المعدة

GMT 23:44 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

"بليز" وجهة سياحية أميركية صيفية جذابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib