الرباط - المغرب اليوم
سفر سينمائي جديد عبر الزمن، يقوده المخرج السينمائي الشاب أحمد بايدو، في رحلة تاريخية لحقبة المقاومة المغربية بمنطقة سوس، في فيلمه السينمائي الناطق بالأمازيغية "كلام من رصاص". ويعيد الفيلم السينمائي، حسب مخرجه أحمد بايدو، سرد أحداث معركة ايت عبد الله، التي وقعت سنة 1934، والتي جمعت الجيوش الفرنسية بالمقاومين المغاربة المنحدرين من قبائل الجنوب المغربي، والتي دارت رحاها بين جبال الأطلس الصغير، وكبّدت جيوش الفرنسيين الكثير من الخسائر المادية والبشرية.
وأورد المخرج السينمائي أنّ "الدافع الأساسي وراء تصوير أحداث "كلام من رصاص" خوض غمار النبش في تاريخ المقاومة المغربية، واستحضار أمجاد المقاومين والشهداء ممن قضوا في المعارك ضد المستعمر الفرنسي والإسباني على حد السواء"، مشيرا إلى أن تصوير الأحداث تطلب بحثا أشرف عليه أساتذة التاريخ.
واختار بايدو تصوير أحداث فيلمه "وفق مقاربة تعتمد على إعادة كتابة الأمجاد بالجنوب وبالضبط قبيلة آيت عبد الله بالصوت والصورة، بغية رصد تاريخنا وتاريخ المنطقة من خلال بحث ميداني وشهادات حيّة تنبض بمعطيات عن المعركة، واستعراض أهم الأحداث بالتفاصيل الدقيقة والتواريخ المرتبطة بالمكان والشخصيات"، يوضح المخرج.
وأضاف أنّ "نسبة كبيرة من الأجيال لا تعرف الكثير عن هذه المنطقة ودورها في المقاومة الوطنية، وكيف ضحى رجالاتها الأفذاذ بدمائهم رفقة نسائها المقاومات اللواتي لم يكتب عنهن الشيء الكثير، فبقيت قصصهم حبيسة التداول الشفوي بين الأفراد، يتربص بها النسيان".
واسترسل بايدو حديثه: "فيلم "كلام من رصاص" هو تجربة سينمائية تعتمد الخيال المؤطر بحكايات التاريخ في قالب سينمائي يعتمد أحدث التقنيات البصرية صوتا وصورة، وسنعمل على تدقيق ومراجعة السيناريو حتى يتماشى ورؤيتنا لتاريخنا العريق، معتمدين على وجوه فنية بارزة قادرة على ترجمة تفاصيل التاريخ ولعب دور البطل كما وثقته الأحداث دون مبالغة مع حرصنا على جودة الأداء شكلا ومضمونا.
من جهته، يورد منتج الفيلم الأمازيغي يوسف بايدو: "التاريخ شكّل دوما نبراسا يستنير به المبدعون الفنانون ويستلهمون منه أعمالهم الفنية، وشكلت السينما واحدة من أكثر المجالات الإبداعية استلهاما لقصص أفلامها من التاريخ الإنساني العام ومن الموروث الحضاري والتاريخي الخاص بكل بلد من البلدان".
على الرغم من أن المغرب غنيّ بتاريخه المليء بالملاحم وصور البطولة، يسترسل المنتج المغربي، "فإن هذا التاريخ سائر في الاندثار في غياب فعل توثيقي حقيقي يقيه من رفوف النسيان والتناسي".
ويبرز بايدو: "إنتاج مشروع سينمائي يستمد موضوعه من المقاومة ومن قصص أجدادنا الذين ضحوا في سبيل هذه البلاد، هي دعوة إلى الوعي بالذات خدمة للوطن وذاكرته الحية في قالب إبداعي يساير تطورات العالم الذي بات لا يعترف إلا بالصورة والصوت كوسائل للتواصل وضمان الخلود".
قد يهمك أيضًا :
البرلمانية الاتحادية حنان رحاب تهاجم دنيا بطمة
تفاصيل جديدة بشأن التحقيق مع دنيا باطمة بسبب "حمزة مون بیبي"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر