مسرحية مغربية تنتفض ضد التلاعب بفضاءات العيش المشترك
آخر تحديث GMT 06:07:14
المغرب اليوم -

مسرحية مغربية تنتفض ضد التلاعب بفضاءات العيش المشترك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مسرحية مغربية تنتفض ضد التلاعب بفضاءات العيش المشترك

الرباط - المغرب اليوم

تعود الحياة إلى المسارح ومرتاديها، بعد إغلاق فاق السنة بالمغرب في ظل الجائحة الراهنة، مع عروض أولى جديدة؛ من بينها العرض الرسمي لمسرحية “المدينة لي” الذي استقبله، ليل الأربعاء، مسرح محمد الخامس بالرباط.

ويلتقي المسرح بالشعر في هذا العرض الذي يستعين بالأداء الجسدي والموسيقى أيضا، للترافع من أجل خلاص المدينة ضد ما يجعلها ومن يجعلونها غير قابلة للعيش.

وأخرجت هذه المسرحية أسماء هوري، وشارك فيها كل من الممثلين أمل عيوش وحسن الجاي وسليمة مومني، وألقى أشعارها الشاعر ياسين عدنان.

وينتفض سكان في هذا العمل ضد تغول المدينة وتوحشها، وضد التلاعب بحيوات الناس ومعيشهم ومدينتهم، موئلهم الذي أنهكه التغلب والاستفراد بتدبير مصائر الناس والانصياع المولد للتأحيد المنكر للتعدد وأنهكه التواطؤ وعدم الاهتمام أيضا.

في هذه المسرحية ترافع من أجل “مدننا” ووقوف عند واقعها، تشهد عليه ساكنتها المنتفضة ضد تواطؤات العيش اليومي، معبرة عن همومها الآنية. وفيها، أيضا، شهادة الشاعر الذي يركب مآسي الأفراد والأمكنة، وينفث فيها من روح التاريخ والحكمة وسعة النظر، ويطوع اللغة لتعبر عن مأساة الإنسان ومأزق التوافقات المتراكمة حول العيش وتدبيره والحياة.

وعن المسرحية التي كان شاعرها، يقول ياسين عدنان إن المسرح المعاصر “يعتمد المجاورة بين الفنون والتعبيرات، ويصنع من هذا الجوار نوعا من الألفة الفنية الجديدة، يأتلف داخلها المختلف؛ اللغة الفرنسية إلى جانب اللغة العربية، الشعر إلى جانب النثر والسرد، التعبير الجسدي إلى جانب الموسيقى”.

ويضيف الشاعر في تصريح لوسائل إعلامية  قائلا إن مقصد هذه المزاوجة هو: “إبلاغ الصوت، في نوع من المرافعة الفنية، حول المدينة، ونوع من الاحتجاج بمختلف هذه التعبيرات ضد مدينة تتعرض للترييف يوما بعد يوم، ضد مدينة تقهر، قهرتها “كورونا” ويقهرها التسيير وسوء التدبير، ويقهرها الارتجال، وتقهرها العشوائية، ثم تقهرها خطابات سياسية انتخابوية تريد أن تقدم نفسها كأنها تريد أن تنميها؛ ولكنها لا تقدم في النهاية إلا وعودا غير صادقة، أحيانا، وغير مفكر فيها”.

ويزيد ياسين عدنان: “للخطاب الأدبي والفني كلمة يقولها، ونحن هنا لقول هذه الكلمة. الانتخابات على الأبواب، ولنا أيضا خطابنا، وحاولنا أن تتضافر جهودنا جميعا، كفنانين وفرقة مسرحية وبالنسبة لي كشاعر وكاتب نصوص، لكي نترافع من أجل المدينة، ولكي نصرخ في وجه كل من يريدون قتل المدينة فيما هم يدعون الدفاع عنها”.

وبخصوص موضوع “المدينة لي”، تقول أسماء هوري، مخرجة المسرحية، إنها تحكي “قصة أشخاص حاولوا محاكمة مدينتهم، المدينة التي لا ترحم، التي تقلق، التي تجعل قاطنيها في حالة خوف وعدم أمان.. المدينة التي ليس فيها الحب والمؤازرة وعطف الناس على بعضهم البعض، والتي انعدم فيها، تقريبا، كل شيء، وصارت تافهة”.

وتزيد المخرجة في تصريحها لـ لوسائل إعلامية: “شخصيات المسرحية تسائل الكثير من الأشياء، ما نأكله يوميا، ما نستمع له، الضوضاء الكبيرة، لماذا صار الناس عنيفين كل هذا العنف بدون أسباب أحيانا؟ كما تشير إلى قيمة الشعر في الحياة، فعلينا استعادة الشعر كرؤية وطريقة تفكير وتعبير، واسترجاع استئناسنا القديم به، وتعبيرنا عن طريقه”.

وحول دور الشاعر في المسرحية، تقول هوري إنه “شاهد” حول ما يقع فيها؛ فالمسرحية “تؤدى، والشاعر يحكي تقريبا القصة كلها، ما يحدث في المسرحية، وما يقع بشكل أعم، باستعاراته”، في مزاوجة بين “البعد اليومي والبعد الشعري”، مع جمع بين الموسيقى والشعر والتعبير الجسدي، وغير المنطوق، وغير المعبر عنه، الذي يوجد في الركح، ويمكن أن يحس ويفهم، ولو لم يعبر عنه بالكلمات”.

وتوضح المخرجة أن المسرحية قد انطلقت من “خلفية الاختلاف حول المدينة، وفق رؤية كل منا لها، وتعدد ما نسميه “مدينتنا”، وتعدد الحيوات فيها”، ثم تضيف: “تطرقنا لهذا الموضوع بشاعرية الكلمات والحركة، وتركنا للجمهور طريقته في قراءة محتوى المسرحية، وكيفية مساءلتها، وكيفية تعبيره عما عرضناه، وحمولته الخاصة التي يمكن أن تصير جزءا لا يتجزأ من المسرحية”.

وتجمل أسماء هوري بالقول في ختام تصريحها: “هذه مسرحية منفتحة وليست منغلقة بمكوناتها وتفكيرها ورؤيتها، ولا نأتي فيها بحلول، بل بتحليل خاص جدا، والتتمة عند المتلقي”.

قد يهمك ايضاً :

الفنان المغربي زهير البهاوي يتألق في “سولو دموعي”

الفنانة المغربية فرح الفاسي تتوج بلقب أحسن ممثلة عن مسلسل “سلمات أبو البنات”

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرحية مغربية تنتفض ضد التلاعب بفضاءات العيش المشترك مسرحية مغربية تنتفض ضد التلاعب بفضاءات العيش المشترك



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بوخارست - المغرب اليوم

GMT 19:48 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

صور ماريا كاري بالحجاب وصدر مكشوف تشعل مواقع التواصل

GMT 10:07 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف علي الفجل الأسود لتطهير الكبد من السموم

GMT 07:38 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

أحدث موضة للتسريحات باستخدام دبابيس الشعر

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

صلاح محسن يتمنى عبور العالم خلا بوابة النادي الأهلي

GMT 18:55 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أهم الفنانات الغير ناشطات على وسائل "التواصل الاجتماعي"

GMT 02:48 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

تمتع بعطلة ساحرة في جزيرة ديزني الجديدة "أوقيانوسيا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib