كان - هدى زيدان
أعادت الممثلة والمنتجة السينمائية اللبنانية الأصل سلمى حايك، إحياء كتاب «النبي» للأديب والشاعر والفنان جبران خليل جبران عبر انتاج فيلم خاص مأخوذ عن هذا الكتاب ، الامر الذي دفع عامة الناس الى التهافت على شراء الكتاب والاطلاع على مضمونه وأفكاره فأعاد هذا المبدع اللبناني الكبير الى دائرة الضوء..
الطريقة التي تنتج بها سلمى حايك هذا النص تحفظ لكتاب "النبي" قدره من القيمة الأدبية والروحانية بحيث سيعود إليه كثيرون وسيقبل عليه جيل جديد بلا ريب، خصوصا أن الفيلم موجّه للصغار كما للكبار.
وفي حفل خاص على هامش " مهرجان كان السينمائي" الذي يقام حالياً، كشفت الممثلة المنتجة سلمى حايك عن مشاهد من الفيلم المأخوذ عن ذلك العمل الذي وضعه جبران سنة 1923 وباع من حينها ما يزيد على مئة مليون نسخة وعلى نحو مطرد إلى اليوم. المشاهد ليست متعاقبة والعمل لم ينجز بعد كليا، لكن سعادتها به طاغية. تقول لنا في حديث خاطف بعد العرض وقبل التوجّه إلى الحفلة الليلية التي أقيمت على شرف المناسبة: هذا هو أول عرض أقيمه للفيلم وفعلت ذلك هنا في "كان" لأنني أريد البدء بتقديمه إعلاميا على الأقل تمهيدا لعرضه المقبل على نحو كامل.
وردّا على سؤال حول ما يعنيه كتاب "النبي" لها، أجابت: يعني كل شيء. منذ ثلاث سنوات عندما بدأت العمل على هذا الفيلم وأنا لا أنام جيّدا. ساعاتي كلها مرهونة على هذا المشروع. مرتبطة بخطواته الحثيثة. أراقبه ينمو ويتألف لقطة بلقطة وسعيدة الآن أننا بتنا - أنا وفريق العمل - قادرين على عرض بعض ما أنجزناه منه هنا.
وعما اذا كانت قد قرأت لجبران وهي صغيرة؟ أجابت سلمى: لقد تعرفت على جبران من خلال جدي الذي توفي وأنا في السادسة من عمري. ذات مرّة أذكر جيّدا أنني دخلت إلى غرفته ووجدت الكتاب على طاولته بالقرب من سريره. سألته عنه فأمسك بالكتاب وفتح صفحاته وأخذ يقرأ. عدت للكتاب في فترات مختلفة من حياتي وفي كل مرّة كنت أتمنى لو أن أحدا ينتج فيلما عنه.. في النهاية سألت نفسي لم لا أقوم أنا بذلك.
وفي سؤالها عن جدها قالت: هو حبي الأول. تعلّمت منه الكثير وهو غاب وأنا صغيرة لكني ما زلت أحبه.
يذكر أن فيلم "النبي" هو فيلم رسوم متحركة يؤدي صوت بطله مصطفى (صوت الحكمة الذي يوزع أبياته وفلسفته من خلال 28 فصلا)، الممثل البريطاني ليام نيسون ويشترك في تحقيقه تسعة مخرجين من الإمارات (محمد سعيد حريب) والولايات المتحدة (نينا بالي، وجوان سفار، وبيل بلمتون، جوان غراتز) وفرنسا (جايتون وبول بريتزي وميشيل سوشا) وآيرلندا (توم مور)، كل يحمل طابعه وأسلوبه كما تقنيته في عمل الأنيمشن (سيليوَت، دمى متحركة، دجيتال الخ…) والحريّة الممنوحة له بدمج حكاية مع مقاطع من نصوص النبي. بذلك يسير الفيلم على سكتي حديد: هو عرض مصوّر لنصوص وأشعار «النبي» لجبران وحكاية تمهّد لما سيلي بين كل مقطع ومقطع.
تقول سلمى: لولا هؤلاء الفنانون الذين اجتمعوا على تذليل صعوبة تقديم فيلم مبني على تلك الأشعار من دون أن يكون وعظيا وجامدا لما كان عندي ما أعرضه هذا اليوم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر