الدار البيضاء - جميلة عمر
ترأّس الملك محمد السادس، الاثنين، حفل تقديم مشروع إحداث "مدينة محمد السادس طنجة- تيك" الجديدة، والتوقيع على بروتوكول الاتفاق المتعلق بها، في قصر مرشان في مدينة طنجة، وأشاد رئيس مجلس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، إلياس العماري بالعناية التي ما فتئ الملك يحيط بها الجهة، والرؤية الرامية إلى تحقيق تنميتها المستدامة، بفضل المشاريع المهيكلة من قبيل ميناء طنجة المتوسط، وشبكة الطريق السيار، وخط القطار فائق السرعة، والمناطق الصناعية واللوجستية الجديدة
وأشار العمري إلى أن إحداث "مدينة محمد السادس طنجة- تيك" تنسجم تمام الانسجام، مع هذه الإرادة الملكية وستمكن من إحداث آلاف مناصب الشغل، ونقل التكنولوجيات الدقيقة، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، مع جعل الجهة أرضية اقتصادية من مستوى قاري ودولي
وأكّد رئيس مجموعة "هيتي" الصينية ، السيد لي بياو ، أنه من بين الوجهات التي تنفتح أمام الفاعلين الصينيين، تحتل المملكة المغربية مكانة متقدمة، اعتبارا لمتانة إمكانياتها المتعددة، مضيفًا أنّ الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي ينعم به المغرب، باقتصاد منفتح على العالم ومندمج بكيفية جيدة في سلاسل القيم الدولية، مدعوما باستقرار رواد صناعيين عالميين في قطاعات تتطلب الجودة والتنافسية، هي معطيات تجعل من المغرب بيئة مثالية للاستثمار بالنسبة للمستثمرين الصينيين
واعتبر السيد بياو أن اختيار طنجة لاحتضان هذا المشروع ليس وليد الصدفة، موضحًا أن هذا الاختيار يعزى إلى الموقع الجغرافي المركزي لطنجة عند نقطة التقاء القارات، على بعد 15 كلم فقط عن أوروبا، مع بنية تحتية ذائعة الصيت، لاسيما ميناء طنجة المتوسط والتجهيزات المرتبطة به، ويهدف المشروع إلى إنشاء قطب اقتصادي بوسعه إحداث 100 ألف وظيفة، من بينها 90 ألف وظيفة على الأقل ستؤول إلى سكان منطقة طنجة، ويشمل هذا المشروع المدعوم بصناعة دقيقة وصناعة عصرية للخدمات، استقرار 200 شركة صينية تنشط في صناعة السيارات، وصناعة الطيران، وقطع غيار الطائرات، والإعلام الإلكتروني، والنسيج، وصناعة الآليات وصناعات أخرى، حيث سيصل الاستثمار الإجمالي للمقاولات بالمنطقة بعد عشر سنوات ما قيمته 10 ملايير دولار.
وبيّن رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، السيد عثمان بنجلون، أنّ "هذا المشروع سيسهم في النهوض بطريق الحرير، العزيز على شركائنا وأصدقائنا الصينيين، هذه الطريق ستمر من الآن فصاعدا عبر طنجة، ومن خلال هذه الأرض المباركة نحو بقية بلدان القارة الأفريقية وأوروبا وأميركا، نحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذه المبادرة العظيمة ، التي ستستقطب، على مشارف أوربا، وفي موقع مجاور لأكبر ميناء للشحن في أفريقيا-طنجة المتوسط، أكثر من مائتي مقاولة صينية، وبالتالي خلق عشرات الآلاف من فرص العمل".
وستقام مدينة محمد السادس طنجة- تيك على مساحة 2000 هكتار، وبناء على التصميم الأولي، سيمتد البناء على فترة 10 سنوات تنتهي بإحداث مدينة دولية ذكية جديدة، تدمج المعطى الإيكولوجي، والسكن، والصناعة، وحيوية الابتكار، باستثمار إجمالي قدره مليار دولار.
هذه المدينة، التي كانت موضوع مذكرة تفاهم من أجل إحداث مركب صناعي وسكني في المغرب، بين الممكلة المغربية ومجموعة "هيت" الصينية، تم التوقيع عليها خلال الزيارة الملكية الى الصين، ستشكل جسرًا اقتصاديًا من مستوى رفيع، نحو الدول الإفريقية ، وهو ما من شأنه دعم الرؤية الملكية بخصوص التعاون جنوب- جنوب تستفيد منه جميع الأطراف، وترأس العاهل المغربي حفل التوقيع على بروتوكول الاتفاق المتعلق بإحداث هذه المدينة الاقتصادية المندمجة الجديدة بطنجة. وقعه كل من السادة محمد حصاد وزير الداخلية، ومولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وبتفويض لوزارة الاقتصاد والمال، ومحمد اليعقوبي والي جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، وإلياس العمري، وعثمان بنجلون، الرئيس المدير العام لمؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية، ولي بياو
وحضر هذا الحفل الذي تميز بعرض شريط مؤسساتي حول مختلف مراحل إنجاز "مدينة محمد السادس طنجة- تيك"، إلى جانب تقديم مجسم لهذا المشروع الرائد، على الخصوص، رئيس الحكومة، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء الحكومة، وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب، ووفد صيني هام، وعدد من سامي الشخصيات، وستساهم هذه المدينة الجديدة، بكيفية متناغمة، في الإقلاع السريع للأنشطة الاقتصادية في طنجة، ومنطقة شمال المملكة برمتها. ويشكل إحداث هذه المدينة، ثمرة سياسة تنويع الشراكات الاقتصادية التي يقودها الملك مع العديد من الدول، كما عكست ذلك الزيارات العديدة التي قام بها إلى الصين وروسيا والهند وعدة بلدان أفريقية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر