الرباط - كمال العلمي
أعلن إلياس الفالي، المدير التنفيذي للإستراتيجية والاستدامة بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، عن تخصيص المجموعة المغربية لحوالي نصف مليون طن من الأسمدة للدول الإفريقية نسبة منها عبارة عن هبة وأخرى بسعر منخفض لمساعدتها على مواجهة ارتفاع الأسعار.وتشمل هذه المبادرة منح حوالي 180 ألف طن من الأسمدة على شكل هبة للدول الإفريقية، وحوالي 370 ألف طن ستباع بأثمنة تفضيلية
جاء ذلك خلال مشاركة الفالي في ندوة ضمن فعاليات الدورة الـ14 من قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية المنعقد اليوم بمراكش، حيث قال إن تحقيق التحول في الفلاحة الإفريقية يستدعي التركيز على صغار المزارعين وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لرفع الإنتاجية.وأشار المدير التنفيذي للإستراتيجية والاستدامة بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إلى أن هذه الأخيرة ملتزمة من أجل تطوير فلاحة إفريقية مستدامة بهدف تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
وذكر المتحدث أن المجموعة المغربية OCP تركز عملها على إفريقيا وتبني علاقات طويلة المدى مع المزارعين من أجل تطوير الفلاحة ودعم الثورة الخضراء، خصوصاً في ظل السياق الحالي الذي يتصدر فيه الأمن الغذائي قائمة التحديات العالمية.ولفت الفالي إلى أنه على الرغم من أهمية القطاع الفلاحي في القارة الإفريقية فإنها تستورد بشكل كبير المواد الغذائية من الخارج؛ وهو ما يطرح تحديات كبيرة على الدول في ظل السياق الحالي المتسم بارتفاع الأسعار.
ولمعالجة إشكالية الأمن الغذائي، قال المسؤول ذاته إنه من الضروري التعامل مع إشكالية تراجع الأراضي المزروعة وإعطاء أهمية قصوى لرفع الإنتاجية، وأضاف قائلاً: “إفريقيا ليست جزءاً من المشكلة، بل هي جزء من الحل”.المتحدث أشار أيضاً إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في هذا الصدد، مورداً أنها من بين الحلول المهمة، وأعطى مثال ما تقوم به مجموعة OCP في إثيوبيا من خلال العمل على الحكومة بمقاربة خاصة لوضع خريطة للأراضي وإنتاج أسمدة ملائمة وتوفير عدد من المنتجات المناسبة للتربة؛ وهو ما أسهم في رفع الإنتاجية في بعض المناطق بحوالي 40 في المائة.
وسجل الفالي أن “التحول في منظومات الغذاء في إفريقيا لن يتحقق دون مساهمة وإدماج صغار المزارعين الذين يمثلون حوالي 40 في المائة من سلسلة إنتاج الأغذية”، وقال إن تجربة المجموعة في القارة بينت أن المسألة لا تقتضي فقط تطبيق الممارسات الجيدة واستعمال الأسمدة وإنما اعتماد مقاربة شاملة ومندمجة تعالج كل الإشكاليات التي يواجهها المزارع.وشدد الفالي على أن المقاربة التي تعتمدها OCP يوجد المزارع في قلبها، وأكد أن بعض المنظومات تستدعي عقد شراكات مع مؤسسات بنكية من أجل توفير التمويلات والحلول المالية لفائدة الفلاحين والعمل على ضمان بيع محاصيلهم.
وذكر المسؤول المغربي أن تكييف المقاربات أمر بالغ الأهمية في قطاع الزراعة، وزاد قائلاً: “ليس هناك حل مثالي سحري يتماشى مع كل السياقات، وإنما يجب ضمان التأقلم والتكيف مع الخاصيات المرتبطة بكل سياقات وتوفير قدرات كبيرة في الابتكار والتجديد”.وأعطى المدير التنفيذي للإستراتيجية والاستدامة بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مثالاً بخصوص التربة، حيث قال إن التربة في إفريقيا تختلف عن تلك المتواجد في شمال الكرة الأرضية حيث توجد بيئة تتميز بتوازن درجات الحرارة تجعل منها تربة فتية؛ في حين في إفريقيا تتوفر على تربة استوائية وطقس يتميز بارتفاع درجة الحرارة.
جدير بالذكر أن الدورة الرابعة عشرة لقمة الأعمال الأمريكية الإفريقية تنظم بمبادرة من “مجلس الشركات المعني بإفريقيا”، بشراكة مع المملكة المغربية، تحت شعار “لنبن المستقبل معا”.وتهدف القمة إلى تعزيز التجارة والاستثمار بين الدول الإفريقية والولايات المتحدة الأمريكية، كما تشكل فرصة لتعزيز مكانة المغرب باعتباره البلد الإفريقي الوحيد الذي تربطه اتفاقية تبادل حر مع أمريكا.وتناقش القمة، من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة، جملة من أولويات القارة الإفريقية؛ مثل الأمن الغذائي والصحة والزراعة والانتقال الطاقي والتكنولوجيا الحديثة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المكتب الشريف للفوسفاط يلتزم بتخصيص 20 في المائة من إنتاجه للسوق الإفريقية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر