الرباط ـ المغرب اليوم
قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن مخطط “الجيل الأخضر 2020-2030” يطمح إلى إطلاق 200 مشروع تجميع فلاحي من الجيل الجديد في مختلف جهات المملكة، لتجميع حوالي 200 ألف فلاح.
وذكر صديقي، في لقاء نظم اليوم الثلاثاء في القنيطرة، لإطلاق قافلة وطنية للتعريف بالتجميع الفلاحي، أن “هذا النموذج هدفه معالجة إشكاليات سلاسل الإنتاج على مستوى المواكبة والتأطير، خصوصاً لدى الفلاحين الصغار، والسماح لهم بالولوج إلى الأسواق والاتصال بالشبكة الاقتصادية الوطنية”.والتجميع الفلاحي هو نموذج مبتكر لتنظيم الفلاحين حول فاعلين خواص أو تنظيمات مهنية. ويستند هذا النموذج إلى عقد مبرم بين المجمِّعين الذين يمتلكون وحدات التثمين والمنتجين بشكل فردي أو التعاونيات أو المجموعات ذات النفع الاقتصادي.
وأشار صديقي إلى أن “التجميع الفلاحي يعد إحدى الرافعات الأساسية لتنزيل مبدأ الفلاحة للجميع الذي تبناه مخططا المغرب الأخضر والجيل الأخضر”، معتبراً أنه من “المقاربات المهمة والأساسية التي سمحت بتجاوز الصورة النمطية والمبسطة حول قطاع الفلاحة، المبنية على ازدواجية متعارضة بين قطاع فلاحي عصري مرتبط بالسوق وقطاع معيشي تقليدي”.كما أكد وزير الفلاحة أن “القطيعة مع التصور الذي همش منذ عقود شريحة كبيرة من الفلاحين الصغار يمر عبر اعتبار القطاع الفلاحي قطاعاً شاملاً ومتنوعاً، تساهم فيه كل مناطق المملكة ومختلف فئات الفلاحين”، موردا أن “تشجيع التجميع الفلاحي يوجد ضمن المقاربات المتخذة من طرف الوزارة، بغية تحديث وتطوير الفلاحة الوطنية بإعطاء الأولوية للعنصر البشري واستدامة التنمية الفلاحية”.
وأوضح صديقي أن “التجميع الفلاحي يعتبر نموذجاً مبتكراً لتنظيم الفلاحين حول فاعلين خواص ذوي إمكانيات وطاقات أو تنظيمات مهنية، من أجل تفادي الإكراهات المرتبطة بالهيكلة العقارية، وتمكين الفلاحين من تقنيات الإنتاج الحديث والولوج إلى التمويل والأسواق الداخلية والخارجية”.ومنذ إطلاق مخطط “المغرب الأخضر” سنة 2010، بلغ عدد مشاريع التجميع الفلاحي حوالي 65 مشروعاً بمختلف جهات المملكة، منها 52 مشروعاً خاصاً بسلاسل الإنتاج النباتي، و13 مشروعاً للإنتاج الحيواني، منها مشاريع نموذجية يمكن تعميمها على الصعيد الوطني.
وحسب المعطيات التي قدمها وزير الفلاحة والصيد البحري خلال اللقاء فقد بلغ عدد المنخرطين في مشاريع التجميع الفلاحي حوالي 57 ألف فلاح، على مساحة تبلغ 185 هكتاراً، مع 127 ألف رأس من القطيع.وقال صديقي إنه “رغم الإنجازات التي تم تحقيقها في إطار التجميع الفلاحي إلا أنها تبقى دون الطموحات، لأن الفلاحة المغربية أصبحت تواجه تحديات جديدة مرتبطة بالتسويق والتثمين، لا يمكن مواجهتها بدون تسريع الاندماج بين مختلف حلقات سلاسل القيم، خاصة عبر التجميع الفلاحي كمقاربة أساسية للتكتل”.
وأعلن المسؤول الحكومي أن مخطط “الجيل الأخضر” يتضمن إطلاق جيل جديد من مشاريع التجميع الفلاحي، وفق مقتضيات القانون رقم 04.12 المتعلق بالتجميع الفلاحي، وبالخصوص شروط المصادقة ومنح التحفيز للمشاريع.من جهته قال محمد العموري، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، إن “التجميع الفلاحي يعتبر نموذجاً مبتكراً لتنظيم صغار الفلاحين مع الخواص، في إطار علاقة رابح رابح، لتجاوز الإشكاليات المتعلقة بالعقار الفلاحي، وصعوبات التمويل والتثمين والتسويق في الداخل والخارج”.
وأضاف العموري، خلال اللقاء الذي احتضنه المقر الجهوي لوزارة الفلاحة بالقنيطرة، أن “أهمية التجميع الفلاحي تكمن في تجميع الفلاحين ذوي الاستغلاليات الصغيرة حول مُجمع لديه حاجة إلى منتج معين بشكل سنوي ودقيق”وأوضح العموري أن “المجمع الخاص حين يضمن الحصول على إنتاج مستقر ومستمر من لدن الفلاحين في إطار التجميع يمكنه الاستثمار في وحدات التثمين أو التصنيع أو التلفيف، ناهيك عن توفير إعانات لكلا الطرفين”
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر