أطلق نشطاء في جهة شرق المغرب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك هشتاغ « خليه يخماج »، يطالبون من خلاله بالتخلي عن شراء البصل والطماطم في رمضان، بسبب ثمنه الخيالي الذي تجاوز 10و 12 درهما للكيلوغرام الواحد، في بعض الأقاليم في الجهة.
وعبر العديد من النشطاء والرواد ، عن غضبهم بسبب الارتفاع الصاروخي لثمن البصل والطماطم والمحروقات في جهة الشرق، خاصة مع الركود الاقتصادي الحاد الذي تعرفه المنطقة في السنوات الأخيرة بعد إغلاق الحدود البرية المغربية الجزائرية بشكل نهائي.
ودق التجار والمهنيون والمواطنون في هذه الجهة، ناقوس الخطر بخصوص الركود التجاري والغلاء الحاد في المواد الاستهلاكية والمحروقات شهر رمضان، في ظل غياب حلول آنية تخرج الجهة مما آلت إليه الأوضاع خلال السنوات الأخيرة، بعدما كانت تعرف ازدهارا لسنين مضت بفعل التبادل التجاري غير القانوني مع الجارة الجزائر.
وجعلت هذه الزيادة الصاروخية، المواطنون يشتكون ويعبرون عن استيائهم خصوصا ذوو الدخل المحدود، فأسعار الخضراوات والفواكه شهدت زيادة استقبلها المواطنون بنوع من الاستنكار والسخط حيث لم يعد يقدر على شرائها سوى القليل منهم في الوقت الذي صار فيه البعض الآخر يشتري نصف الكمية التي اعتاد عليها منذ سنوات مكتفيا بالقليل الذي يسد الاحتياجات الأساسية، نظرا للأوضاع الاقتصادية التي تعرفها المنطقة.
وفي هذا الصدد قال أحد المواطنين لموقع "المغرب اليوم": إن " الأسواق التجارية البعيدة عن مركز ووسط وجدة تغتنم الفرص لتقديم بعض التسهيلات والتخفيضات الطفيفة في أسعار بعض المواد كي تجذب المستهلكين الذين يعانون كثيراً من غلاء الأسعار في الأسواق الأخرى وتمثل ملاذاً لمحدودي الدخل الذين لم يعودوا قادرين على مواجهة غلاء الأسعار التي ارتفعت بشكل مقلق … ".
اقرا ايضا :
ارتفاع أسعار المواد الغذائية في المغرب خلال النصف الثاني من 2018
وطالب أحمد منصور، الجهات المعنية في مجال مراقبة الأسعار وجودة السلع أن تقوم بدورها للحد من الزيادات الاعتباطية والغش الذي يطال بعضها، مضيفا، "كانت الجهة الشرقية للمغرب تعرف لسنين خلت ازدهارا اقتصاديا كبيرا، حيث كان جل المغاربة يأتون إلى هذه المنطقة للتسوق بأثمان في متناول الجميع، كما كانت المحروقات تتواجد بكمية كبيرة وبأثمنة معقولة على أرصفة الطرق...، والآن وجدة والمناطق الحدودية تحتضر في ظل غياب البدائل الاقتصادية وإغلاق الحدود البرية بشكل نهائي مع الجارة الجزائر، فبعدما كانتا المنطقتين (أي جهة شرق المغرب والغرب الجزائري) يعيشان في ترف ورغد الآن أضحى يعيشان تحت وطأة الركود الحاد".
و صرح مواطن آخر لموقع "المغرب اليوم" قائلا : " أعاني كثيراً من زيادة الأسعار في الفترة الأخيرة ولذلك فإنني أتردد على الأسواق الشعبية لعلي أجد فيها أسعاراً مخفضة عن المحلات والدكاكين الأخرى التي طغت ولم تعد تعير اهتماما للقوانين في ظل غياب تفعيل دور الهيئات المعنية بحماية المستهلك والتدخل الايجابي لأجل وضع حد لهذا الارتفاع الغير مبرر .
وأشار إلى دور غياب المسؤولين في إيجاد حلول جدية لأزمة غلاء الأسعار التي اجتاحت الأسواق بشكل مخيف ومقلق في نفس الوقت حيث لم يعد في مقدور البسطاء مجابهة هذا الغلاء الشديد، إلا أن "الأغرب من كل ذلك هو أن الجهات الرسمية تنفي أية زيادة في المواد الأساسية مما يجعلنا نلمس كون ما يحدث من زيادات في أسعار بعض المواد لا تجد مبررا معروفا لها ، فأصحاب الدخل المحدود الذين لم يعودوا يقدرون على مواجهة موجات الغلاء التي أصبحت تتغير من سيء إلى أسوأ دون أن ترحم أحدا.
وفي ذات السياق؛ أرجع بائعو الخضر والفواكه في جهة الشرق، الزيادة الأخيرة التي عرفتها المواد الاستهلاكية إلى ارتفاع تكلفة النقل الراجع إلى ارتفاع أسعار المحروقات وتأخر التساقطات المطرية، وتراوحت هاته الزيادات ما بين ثلاثة وخمس دراهم للكيلوغرام الواحد، فيما أرجع المهنيون ارتفاع أسعار الخضر و الفواكه سبب تكاليف الإنتاج خاصة في ظل غياب الأمطار التي زادت محنتهم و فرضت عليهم تكاليف إضافية فيما يخص السقي والنقل.
قد يهمك ايضا :
الحصة السوقية للمنتجات الغذائية التركية في المغرب تسجّل تزايدًا ملحوظًا
شُعبة المواد الغذائية المصرية تُعلن أنّ المنافسة تمنع تفاوت الأسعار
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر