الرباط ـ المغرب اليوم
يكاد محمد البغدادي رجل أعمال مغربي مقيم في بريطانيا منذ أزيد من 53 سنة، يفقد صوابه وبرودة أعصابه، التي اكتسبها من مخالطته للبريطانيين في مدينة أوكسفورد لمدة تزيد عن خمسة عقود، بعد أن فقد كل استثماراته التي خص بها المملكة منذ بداية سنة 2002.الاستثمارات التي فقدها البغدادي، الذي وصل العقد السابع من عمره، تزيد قيمتها عن 13 مليار سنتيم، إضافة إلى الخسائر الإضافية الناجمة عن تأثر مشاريعه في بريطانيا، التي قال إنها تزيد عن 30 مليار سنتيم.يرجع محمد البغدادي بذاكرته إلى الوراء، وبالضبط بداية العقد الأول من القرن الحالي، حيث تلقى دعوة من سفيرة المغرب السابقة بالعاصمة لندن، جمالة العلوي، إلى جانب مستمرين مغاربة مقيمين في إنجلترا، من أجل التوجه إلى "البلاد" والاستثمار فيها.
خلال ذلك اللقاء، الذي نظم بمقر السفارة المغربية في لندن، تلقى البغدادي ضمانات أكيدة بوجود مناخ أعمال متطور وإمكانية تحقيق أرباح محترمة تنعكس إيجابا على المملكة المغربية وعلى المستثمرين أنفسهم، مع تأكيد السفيرة جمالة أن المغرب بحاجة إلى أبنائه من المستثمرين المغتربينالروح الوطنية وحب الوطن دفعا محمد البغدادي إلى اتخاذ قرار بالعودة إلى المغرب والاستثمار في مجموعة من القطاعات، من ضمنها القطاع العقاري والسياحي، لكن بعد مرور أقل من ثلاث سنوات بدأت تظهر مجموعة من المشاكل، همت في البداية جوانب إدارية وتحولت فيما بعد إلى مشاكل أمام القضاء.
اعتاد البغدادي، منذ بداية مقامه في بريطانيا، على التعامل بشكل راقٍ مع أصدقائه ومعارفه وحتى زبنائه، لكن أثناء متابعته لاستثماراته في المغرب وجد نفسه ضحية للثقة التي وضعها في مجموعة من الأشخاص الذين اشتغلوا معه في المغرب وتوسم منهم خيرا.خلال سنة 2015، وأثناء إنجازه لمساطر تحفيظ عقار بمدينة طنجة تبلغ مساحته 10 هكتارات وتزيد قيمته عن عشرة ملايير سنتيم، انتزعت منه ملكيته لهذا العقار بعد استعمال وثائق مزورة من طرف شبكة متخصصة في الاستيلاء على عقارات الغير.
يشعر المستثمر المغربي، الذي تأثرت استثماراته بالخارج نتيجة عدم متابعته لها بالشكل الكافي نظرا لانشغاله بمشاكله في مدينة طنجة، بالكثير من الأسف على ما آلت إليه الأمور في بلاده، خاصة فيما يتعلق بمناخ الاستثمار والعراقيل التي تعيق العديد من المشاريع، مع ما يتسبب فيه ذلك من فقدان ثقة المستثمرين الأجانب والمغاربة على حد سواء.لجأ المعني بالأمر إلى القضاء منذ سنة 2015، وقدم شكوى بشأن تزوير وكالة للسطو على عقاره، لكنه وجد نفسه داخل دوامة لا قرار لها، ليتعرض بعدها لتهديدات بالاعتداء عليه وعلى أبنائه، ويتأكد في نهاية المطاف أنه لن يخرج من دوامة المشاكل والتهديدات إلا "بمعجزة ملكية"."يقول البغدادي: "لم يعد أمامي سوى جلالة الملك لألجأ إليه لاسترجاع حقوقي المهضومة وممتلكاتي التي تم السطو عليها من طرف شبكة متخصصة في الاستيلاء على عقارات الغير".
وقد يهمك أيضا" :
تفاصيل-مقتل-رجل-أعمال-مغربي-بـ12-رصاصة-في-إسبانيا
رجل-أعمال-مغربي-يستغل-مياه-جوفية-وكهرباء-عمومية-لمشاريعه-الخاصة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر