بيروت ـ ميشال سماحة
استقبل رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون، بعد ظهر الثلاثاء في قصر بعبدا، وزير الطاقة السوري غسان الزامل بعيد وصوله الى لبنان، عشية توقيع عقد تزويد الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا. ورافق الوزير الزامل، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، والسفير السوري في لبنان السفير علي عبد الكريم علي.
وخلال اللقاء، نقل الزامل الى الرئيس عون تحيات الرئيس السوري بشار الأسد، وتوجيهاته "بتقديم كل العون والتسهيلات كافة لكي يتم تنفيذ هذا المشروع".
وشكر الرئيس عون، الوزير الزامل على "ما أنجزته سوريا لتسهيل توقيع العقد"، مشيدا "بالتعاون العربي القائم لدعم لبنان من قبل اشقائه، لا سيما في هذا الظرف الصعب الذي يجتازه".
بعد اللقاء، ادلى الوزير فياض بتصريح قال فيه: "عقدنا لقاء بعد ظهر اليوم مع فخامة الرئيس اتى ضمن اطار الزيارة التي يقوم بها معالي وزير الطاقة السوري الأخ غسان الزامل، بحضور سعادة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وكان لنا شرف استقبال معاليه على الحدود مع سوريا. ومن المتوقع ان نقوم غدا بتوقيع عقد تزويد الطاقة من الأردن. ولهذه الغاية سنستقبل بعد قليل معالي الوزير الأردني صالح الخرابشي. كما سنوقع اتفاقية عبور الطاقة من الأردن الى لبنان عبر سوريا، وبالتعاون مع الاشقاء العرب".
أضاف: "انني ارحب بمعالي الوزير في لبنان. ونحن وضعنا فخامة الرئيس في جو هذا التعاون الاستراتيجي الحاصل، وهو خطوة هامة جدا في إعادة بناء الشراكات التاريخية بين البلدين ومع الاشقاء العرب عموما، من مصر والأردن والعراق الذين يقفون جميعا الى جانب لبنان. ونأمل ان يكون هذا التعاون بنَّاء لمصلحة كل الاشقاء العرب. وفي الوقت عينه، فإن الأهمية الحياتية لهذا الملف تكمن في التمكن خلال الفترة القريبة، خلال شهرين او اقل، من تأمين كهرباء إضافية لشبكة كهرباء لبنان بكلفة أرخص وأقل تلوثا من الكهرباء التي تؤمنها المولدات الخاصة، فنحصل على ساعتين اضافيتين من التغذية او 200 ميغاوات".
بعدها تحدث الزامل، فقال: " أجرينا لقاء قصيرا مع السيد رئيس الجمهورية وأبلغناه تحيات السيد الرئيس بشار الأسد. وإن توجيهات سيادة الرئيس تقضي بتقديم كل العون وكل التسهيلات لكي يتم تنفيذ هذا المشروع. ونحن في سوريا لسنا بحاجة الى أضواء من احد ولا أي اشارات من أحد. لقد عملنا ما في وسعنا منذ اول اجتماع، حيث تكلمنا انه في نهاية العام سيكون خط الربط جاهزا. وفي 29 من الشهر الماضي، أبلغنا الجانبين الأردني واللبناني عن جهوزية الخط. وتوجيهات الحكومة السورية تقضي بتقديم كافة التسهيلات لاتمام هذا الاتفاق. ونحن جاهزون الآن للتوقيع، واتينا للشهادة على التوقيع من قبل الطرفين اللبناني والأردني".
وردا على سؤال عما تحمله هذه الزيارة الى بيروت بعد انقطاع دام قرابة 11 سنة، أجاب الوزير الزامل: "هي زيارة لأشقائنا في لبنان، وكنا سابقا نعتبر انفسنا شعبا واحدا في بلدين شقيقين. وهي زيارة لا استطيع ان أقول انها بداية للتعاون العربي - العربي، لأن هذا التعاون مدعوم من سيادة الرئيس بشار الأسد ومن قبل الحكومة لتسهيل وإعادة تفعيل التعاون العربي بشكل عام".
وردا على سؤال آخر، أوضح الوزير فياض "ان موضوع الغاز تطرق اليه البنك الدولي بشكل أسرع مما تطرق اليه بالنسبة الى الكهرباء، والبنك الدولي خصص مبلغ 300 مليون دولار لبرنامج الغاز، بينما ما يبحث عنه البنك الدولي اليوم هو إضافة التمويل لأجترار الكهرباء من الأردن الى لبنان عبر سوريا".
وسئل عما اذا كانت هناك إشارات إيجابية من البنك الدولي في هذا الاتجاه، أجاب الوزير فياض: "نعم هناك إشارات إيجابية، ونحن سنلتقي مع المسؤولين في البنك الدولي في هذا الاطار ومن بينهم المدير العام لمنطقتنا".
وكان فياض قد استقبل وزير الكهرباء السوري عند معبر المصنع - جديدة يابوس على الحدود اللبنانية السورية،
وقال فياض خلال استقباله نظيره السوري :" نحن هنا في استقبال الزميل والصديق معالي الوزير غسان الزامل، ونحن نستقبله في بيته. نحن مسرورون لاننا سنوقع غدا اتفاقية تمرير الطاقة من الأردن الى لبنان عبر سوريا، ولو كانت التغذية ستزيد ساعتين ونصف ولكن في هذه الظروف هذه الزيادة هي موضع تقدير وتؤثر ايجابا، وسنعمل على زيادة ساعات التغذية لكي نستطيع ان نؤمن للشعب اللبناني حقوقه لانها من ابسط الحقوق، من ناحية اخرى هناك موضوع علاقة استراتيجية للاخوان العرب، بحيث العلاقة مع الاردن وسوريا، ولولا هذه اللحمة العربية ما كنا سنقدر على بناء مؤسساتنا، واقتصادنا ومجتمعنا. وفي شق الكهرباء لقد اتممنا المشروع من الناحية الفنية، لكن يبقى الشق التمويلي، والامور القانونية سوف ننهيها، وسيوقع المدراء العامون عقدي الكهرباء والتزويد والعبور غدا الاربعاء".
وتابع: "اما في ما يخص الغاز، المواضيع التجارية انهيناها، تبقى بعض التفاصيل على العقد بالنسبة لموضوع وصول الغاز وعبوره، هناك مبادلة او مشاركة sharing وهي مسؤولية اخواننا في مصر لايصال الغاز الى لبنان، وهذا التفصيل نعالجه ولن يأخذ الكثير من الوقت، ولكن يبقى موضوع الموافقة النهائية بالنسبة للتمويل من البنك الدولي التي سيطرحها على مجلس إدارته، وطبعا الا يكون هناك تداعيات سلبية من القوانين المرعية الاجراء التي تهمهم في مصر. والمفروض ان نكون استطعنا تأمين زيادة ال 450 ميغاوات من الغاز المصري عبر الاردن وسوريا".
واشار الى ان "هذه العقود التي نمضي فيها، حسب ما فهمنا من الإدارة الاميركية، ليست معنية وليس هناك تداعيات من قانون قيصر عليها".
و اكد الوزير الزامل ان "هذه الخطوة تجسد التضامن العربي، فالاردن ولبنان هما دولتان شقيقتان تجاوران سوريا، ونحن نثمن هذا الاتفاق مع اشقائنا في لبنان والأردن، وهذا يدل على التضامن العربي والاخوة العربية. ونحن عملنا كل ما في وسعنا لإنجاز هذا الاتفاق مع اشقائنا في لبنان والاردن. في 29 /12 انهت ورشات وزارة الكهرباء كافة الاعمال التي وعدنا ان تكون جاهزة قبل نهاية العام الماضي ولقد ابرقنا الى زملائنا في الاردن ان ورشتنا انتهت من كافة اعمال اعادة تأهيل هذا الخط الذي دمره الارهاب في سوريا الذي كان تدمير كبير وممنهج، حاليا نحن جاهزون وطبقنا الاختبار على اجهزة نقل الإشارة، مع تواجد الاخوة الاردنيين الذين اطلعوا على جزء جيد من الاعمال".
اضاف: "نحن جاهزون للربط ونحن اليوم طلبوا من الذهاب الى لبنان. طبعا نحن اشقاء وليس لدينا مشكلة في الذهاب الى لبنان او التوقيع في سوريا او في الاردن وهذ امر متفق عليه في تأكيدات حكومية وفي تكليف من سيادة الرئيس بشار الاسد بمساعدة الاخوة اللبنانيين في تجاوز هذه المحنة في الكهرباء او النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية، نحن سهلنا وعملنا ما في وسعنا وسنتابع هذا العمل".
وختم: "اليوم نستطيع البدء بالنقل منذ 29 /12 ولكن هذا الموضوع يتبع للاتفاقات بين الحانبين الأردني واللبناني".
بعدها عبر الوزيران الى الداخل اللبناني. ومن المتوقع ان يصل وزير الطاقة الاردني عند الساعة 6.20 على متن الطائرة الملكية الاردنية الهاشمية وسيكون الوزير فياض في استقباله ايضا في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي.
ومساء، وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة يرافقه مدير عام شركة الكهرباء الوطنية المهندس أمجد الرواشدي لتوقيع اتفاقيتين مع لبنان واستقبله في المطار وزير الطاقة اللبناني وليد فياض وسفير الأردن لدى لبنان وليد الحديد .
وكانت كلمة للوزير فياض لدى استقباله الوزير الاردني في صالون الشرف في المطار جاء فيها: "استقبال وزير البترول والثروة المعدنية الاردني والمدير العام أمجد الرواشدي مناسبة استراتيجية لنا على مستوى استكمال بناء العلاقات الثنائية التي تدعم اقتصادنا واللحمة الإجتماعية التي تجمعنا نحن والأردن وسوريا وباقي الأشقاء العرب والحقيقة ان هذا هو مجرى التاريخ الطبيعي ان نكمل به وبنفس الوقت هذه الزيارة جاءت بوقت شعبنا بلبنان بحاجة ماسة لبعض الأمور الحياتية ومن ضمنها تأمين تغذية إضافية لكهرباء لبنان".
اضاف: "اليوم الاردن مستعدة لتقديم مساعدة في هذا الموضوع بما يصلح لمصلحة مشتركة للجميع ونحن سعداء جدا، وان شاء الله غدا سيكون توقيع عقود وعقد تزويد الطاقة من الاردن وأيضا اتفاقية عبور الطاقة من الأردن الى سوريا والى لبنان حيث نستقبلها على محطة كسارة على كهرباء لبنان".
وشكر فياض الوفد الاردني على "الجهود التي قاموا بها بالتعاون مع الاخوة في سوريا لتخطي المشاكل الفنية من ضمنها إعادة إصلاح الخط مع الاخوة السوريين وأيضا مواءمة الشبكتين والتي من الضرورة حصولها من أجل عبور الكهرباء من الأردن الى سوريا وهذا كان ضروريا وكان أيضا عملا جبارا وتم بفترة قياسية من الزمن".
وقال الخرابشة: "نحن في الحقيقة سعداء جدا لوجودنا في بيروت لإستكمال الجهود المبذولة خلال الفترة السابقة لتزويد أشقائنا في لبنان بجزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من خلال النظام الكهربائي الأردني مرورا بالشبكة السورية وفي الحقيقة هذا جهد قامت به الفرق الفنية في البلدان الثلاثة".
اضاف: "نحن فخورون للوقوف الى جانب أهلنا في هذه الفترة ودائما كانت هناك توجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين للوقوف دائما مع أشقائنا وتقديم ما يمكن تقديمه وهذا جزء من مجالات التعاون الكبيرة التي من الممكن ان نتعاون بها لمصلحة البلدين ونأمل من خلال الاتفاق الذي سيتم توقيعه غدا ان يكون بداية تعاون ما بين الأردن وسوريا ولبنان وباقي الدول العربية" آملا ان "يكون هذا الإتفاق فاتحة خير في كافة المجالات".
وقال الرواشدة: "ان الزيارة إلى لبنان اليوم هي لتتويج ما تم التوصل اليه من إتفاق وعمل خلال الفترة الماضية لاستعداد النظام الكهربائي الأردني لتزويد لبنان بالكهرباء مرورا بالشبكة السورية".
وقال: "على أرض الواقع فإن الشبكة السورية جاهزة كما علمنا من الجانب السوري ونحن في الأردن استكملنا الدراسات لغايات الربط التزامني بما يؤمن تصدير الكهرباء الى لبنان وان شاء الله بعد التوقيع سيكون هناك مرحلة تجريبية لمدة قصيرة وبالتالي نستمر بتزويد الجانب اللبناني بالكهرباء".
وكان الوزير فياض أعلن إثر مغادرته جلسة مجلس الوزراء المخصصة لدرس الموازنة في السراي الحكومي: يتم في الجلسة عرض البنود بطريقة تسلسلية، وكانت لي اليوم مداخلة تتعلق بمعالجة طريقة العمل التي يجب أن تُبنى على أهداف، ومن ثم على الخطة، ومن بعدها يأتي درس الموازنة التي يجب أن تكون انعكاساً لخطة ولأهداف. لقد طرحت هذا الرأي وطمأنني الرئيس نجيب ميقاتي ووزير المال يوسف الخليل إلى أن هذا الأمر موجود وسيأتي تباعاً.
أضاف: كما تمنيت النظر إلى الموازنة برؤية شاملة تتضمّن كل الإيرادات والنفقات والبدء بالمعالجة من الكبيرة إلى الصغيرة، وبحث الأمور المهمة وعدم التلهّي بالتفاصيل.
وعن الرؤية الاقتصادية قال: لقد تناولها وزير المال أمس وعرض الضرورات والأهداف التي تحكمنا والتي بُنيت على أساسها الموازنة.
وأوضح أنه غادر الجلسة لاستقبال وزير الطاقة السوري على المصنع من أجل توقيع اتفاقية عبور الطاقة، أما عقد تزويد الطاقة فسيوقعه مع وزير الطاقة الأردني الذي سيصل الى بيروت بعد الظهر
وعن تزويد مصر لبنان بالغاز بسعر مخفض أقل من السعر الذي تدفعه أوروبا، قال: يأخد الاوروبيون الغاز المسيل، بينما نحن نحصل على الغاز بواسطة الأنابيب وعن طريق اتفاقية طويلة الأمد، وحصلنا على سعر جيد جداً.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر