أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان
آخر تحديث GMT 19:35:27
المغرب اليوم -

لسبب نقص الوقود الوارد عبر "الأنفاق" جراء تشديدات الجيش المصري

أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان

انقطاع الكهرباء في غزة يؤرق السكان
غزة ـ محمد حبيب

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية خلال شهر رمضان المبارك، حيث تضطر العديد من العائلات في القطاع إلى الإفطار في الأماكن العامة، كنتيجة حتمية لِتحول منازلهم إلى مقابر مظلمة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، لسبب أزمته الحادة نتيجة نقص الوقود الوارد إلى قطاع غزة عبر الأنفاق التي تشهد تشديدات من الجيش المصري، والذي يلزم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع.
ويعاني قطاع غزة منذ سنوات عدة من معضلة انقطاع التيار الكهربائي، والتي أثرت بالسلب على كل تفاصيل الحياة، حيث أن هزاتها طالت الحالة الاجتماعية لبعض الأسر، والتي نتج عنها مشاكل اجتماعيه عدة، إضافة إلى تعطل حركة الإنتاج، ووفاة عدد من المواطنين، وتعرض آخرين للإصابة بالحرق.
وأكد الغزي أبو علاء العشي (45 عامًا) برفقة زوجته، أنه يعكف منذ ساعات ما بعد العصر في يوم انقطاع للتيار الكهربائي في منطقته، على تجميع "زوادة الإفطار"، والتحضير لمعركة الإفطار في أحد الأماكن العامة مثل منتزه الكتيبة، بجوار جامعة الأزهر في غزة، والتي غالبًا ما تختاره زوجته، موضحًا أنه وعائلته يجدون "راحة نفسية" عند الهرب من البيوت تجاه منتزه الكتيبة، وأنه عندما تقطع الكهرباء في منطقتهم، يتحول البيت وبيوت الجيران إلى جحيم، لا سيما أن درجات الحرارة مرتفعة وأعلى من معدلاتها، فأجد أن وعائلتي راحة في قضاء وجبة الإفطار بعيدًا عن المنزل.
وأشار أبو علاء "ممتعضًا" إلى أنه على الرغم من قضاء وجبة الإفطار خارج المنزل وفي أماكن عامة جميلة، إلا أن بهجة رمضان تنتقص تلقائيًا بمجرد الخروج من المنزل، حيث يجد فيه "أجواء رمضانية وراحة أكبر"، لافتًا أن أعداد ضخمة من المواطنين في قطاع غزة باتت تهرب من بيوتها جراء أزمة الكهرباء، تجاه الأماكن العامة ومعظمها يتمزكر على "شاطئ بحر غزة".
ومن المنغصات التي تعانيها عائلة أبو علاء هي التكلفة الزائدة من ناحية النفقات على وجبة الإفطار، والحرية المكبلة نتيجة المكوث في الأماكن العامة المفتوحة ومحافظة العائلة، علاوة على نقص في الحاجات اللوجستية التي لا تتوافر في تلك الأماكن، لكن تلك الإشكاليات تظل صغيرة عابرة أمام الإفطار في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما وصفته العائلات بـ"الموت الأحمر".
وأعلنت شركة الكهرباء أخيرًا عن خطة تحسينية لإدارة أزمة انقطاع الكهرباء، لكن المواطن الغزي لم يلمس تحسنًا في إدارة الأزمة، والبعض أوضح أن انقطاع التيار في منطقتهم زاد سوءًا مع حلول شهر رمضان.
ولا يختلف حال عائلة المواطن أدهم العكة (35 عامًا)، وهو أب لأربعة أبناء، عن باقي عائلات القطاع، إن لم تكن أكثر امتعاضًا من غيرها، نظرًا إلى التكلفة العالية التي تتكبدها العائلة في ظل الدخل المحدود لأدهم، حيث يتسبب انقطاع التيار الكهربائي للعائلة في انعدام الأجواء الرمضانية، وحدوث بعض الإشكاليات التي وصفها بالخارجة عن الإرادة، فيقول "للأسف تحصل بين عائلتنا مشادات كلامية، لسبب الأجواء الكئيبة التي يضفيها انقطاع التيار الكهربائي على البيت، وما يزيد الطين بلة حالة الصراخ في البيت نتيجة الانقطاع وحرارة الجو التي لا يطيقها أطفالي الصغار، وهو ما يدفعنا إلى الهرب إلى شاطئ البحر، حيث يجد الأطفال متعة في تناول طعام الإفطار في هذا المكان".
ويجد العكة ثقل في تكبد "مصاريف" الإفطار في الخارج على الرغم من تحضيره بالبيت، حيث أن أجرة المواصلات وقلتها ترهق كاهله، ويوضح أن "معضلة الكهرباء أضرت بعموم المواطنين في غزة من جميع النواحي الاقتصادية والصحية والنفسية، وبجميع الشرائح (العامل، والطالب، والمهندس، والصحافي)، وكثيرًا ما تعتذر العائلة "لزائريها"، نظرًا إلى انقطاع التيار الكهربائي، وغالبًا ما تجد العائلة السبب نفسه لتأجيل زيارتهم لصلة أرحامهم، وتتبلور المعضلة عند العائلات الغزية عند قطع الكهرباء مع ساعات السحور، "فتلك مصيبة لا يعرفها إلا من وطأ غزة".
وكرر العكة مناشدته الحكومات والمسؤولين، بضرورة حل لمعضلة انقطاع التيار الكهربائي، وإن لم يكن كليًا فعلى الأقل وضع خطة تحسينية لإدارة الأزمة بشكل معقول.
وقال خبراء علم الاجتماع، إن الغزيين يجدون طعم وبهجة شهر رمضان بقضاء إفطاره في بيوتهم وسط "جَمْعة العائلة"، لكن تلك البهجة باتت مهددة في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، والذي أثر بشكل سلبي على الروابط الاجتماعية والنفسية للمواطن في غزة بشكل أو بآخر.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib