الرباط - المغرب اليوم
محنة حقيقية جدا، تلك التي يعيش على وقعها نحو 3000 عامل بشركة عالمية (ف.ن) متخصصة في قطاع النسيج بالصخيرات، بعد أن قررت الشركة المذكورة منحهم عطلة مطولة تصل إلى حوالي 40 يوما (21 عطلة سنوية+ 15 عطلة تقنية) بداية من 29 يوليوز الجاري، مع العلم أنه سبق لهم أن دخلوا في عطالة مطولة منذ بداية الجائحة (من 15 مارس إلى بداية يونيو الماضي).
الصادم في الموضوع بحسب مصادر مطلعة جدا، أن إدارة الشركة تركت عمالها في مواجهة حقيقية مع مصاريف المعيش اليومي الصعبة، بعد إحالتهم على صندوق الضمان الاجتماعي(2000 درهم شهريا)، مع العلم أنها شركة عملاقة، تجني أرباحا خيالية، وقادرة على سداد أجورهم الشهرية بشكل منتظم، دونما حاجة إلى اللجوء إلى خيار الـ CNSS الذي حول حياة العديد منهم إلى جحيم لا يطاق، والوضع زاد تأزما بعد أن امتنعت الشركة عن صرف منح استثنائية من أجل اقتناء أضاحي العيد، أو حتى منحهم قروضا قد تحل هذا المشكل الصعب.
ذات المصادر أكدت أن هذا المسلسل الصادم سيزداد تفاقما، مباشرة بعد استئناف العمل بداية شهر يوليوز، بطاقة استيعابية أقل من نصف عدد العمال الذين كانوا يشتغلون في الوضع الطبيعي، حيث توصل العمال بعد أسبوعين من العمل، برواتب شهرية صادمة جدا، تراوحت بين 1400 درهم و 3600 درهم، قامت أبناك باقتطاع نسبة مهمة منها (2000 درهم) على بعد أيام قليلة من عيد الأضحى، وهنا يمكن تخيل حجم المعاناة الحسرة التي انتابت كل العمال والعاملات، سيما بعد أن وجدوا أنفسهم في مواجهة حقيقية مع مصاريف الكراء والماء والكهرباء ومصاريف المعيش اليومي وهلم جرا.. في مقابل ذلك توصل أطر وإداريو الشركة برواتبهم الشهرية كاملة، الأمر الذي خلف حالة هيجان شديد بين "سواعد الشركة" التي كان لها كل الفضل فيما وصلت إليه من أرباح مالية ضخمة، راكمتها طوال السنوات الماضية.
الخطير في الأمر بحسب ما أكدته مصادرنا، أن عددا من العمال أضحوا اليوم مهددين بالتشرد، بعدما عجزوا عن سداد واجبات كراء مساكنهم لأزيد من 4 أشهر، ومنهم من دخل في مشاكل أخرى اجتماعية واقتصادية بلغت حد الطلاق، بسبب عدم قدرتهم على توفير قوتهم اليومي، بسبب أزمة كورونا، الشيء الذي دفعهم إلى خوض مسلسل نضالي خلال الأيام القليلة المقبلة، يتم التنسيق له بين عدد كبير من العمال، في أفق مراسلة كل الجهات المختصة، بما فيها السلطات المحلية والإقليمية، وكذا وزارة الشغل، من أجل التدخل قصد حل هذه الأزمة الصعبة.
قد يهمك ايضا
لقاء في طنجة حول آفاق تطوير قطاع النسيج والملابس
قطاع النسيج المغربي يشارك في معرضين متخصصين في باريس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر