القاهرة ـ سليم إمام
شيع المصريون رجل الأعمال المصري الكبير محمود العربي مؤسسة مجموعة العربي، الجمعة، حيث احتشد الآلاف من محبيه والعاملين في مصانعه وشركاته وأهالي قريته لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.
وتوفي العربي مساء الخميس عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض دام لأربعة أشهر بعد أن استطاع تحقيق ثروة هائلة تقدر بـ 22 مليون دولار.
وبحسب شهود عيان، فإن تقديرات عدد من حضروا الجنازة تصل لأكثر من 20 ألف من أهالي قريته في مركز أشمون بالمنوفية، ومن العاملين في شركاته وكذلك من رجال الأعمال والتجار الذين يعتبرون الراحل الأب الروحي لهم.
وقد أوصى الراحل بأن يتم دفنه في مقابر قريته "أبو رقبة" التي ينتمي لأسرة فقيرة بها، وظل على تواصل دائم مع أهل تلك القرية رغم أنه حقق أموالا طائلة وناطحت تجارته وصناعته كبرى الشركات العالمية.
وكان للعربي دور مؤثر في تطوير أداء اتحاد الغرف التجارية المصري، كما ساهم في تطوير وتوطين الصناعة الوطنية، ومن كلماته “مفيش حاجه اسمها حد بيشتغل عندنا، لأ هم بيشتغلوا معنا، الناس دول ربنا سخرنا ليهم وسخرهم لينا”، كانت هذه فلسفة رجل الأعمال الراحل محمود العربي الذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 89 عاما، و حزن ملايين المصريين على رحيله ونعاه عدد كبير من الشخصيات العامة وشيخ الأزهر.
كان رجل الأعمال الراحل انسان بمعنى الكلمه عاشق لأعمال البر والخير وعطوف على الفقراء، ويقدم المساعدات للمحتاجين سرا دون اعلام، او ظهور اعلامي، وحزن ملايين المصريين، وحزن الجميع على رحيله.
كان أبرز رجال الأعمال العصاميين، واحد اعمدة معروف برأس مال الوطنية، حيث كانت حياته مثالا للكفاح، وجمع ثروته التي تجاوزت مليار و500 مليون، وتجارته كانت لا يتجاوز 40 قرش، وهو أقل من نصف جنيه.
السيرة الذاتية لرجل الاعمال تضمنها كتاب له بعنوان سر حياتي روى في مراحل النمو المهني، و نشأته الريفية وكيفية البداية حتى وصوله أن يكون صاحب شركات تضم 40,000عامل وكان يطمح ان يصل عدد العاملين الى الى 200,000 عامل.
ولد العربي عام 1932 في أسرة ريفية فقيرة قريه ابو رقبه بمركز أشمون في محافظة المنوفية شمال مصر، وهو في سن صغير انتقل بعدها إلى القاهرة، ليعمل بائعا في محل صغير لبيع الادوات المكتبية، وبدأ العمل في التجاره في سن صغير بالتعاون مع شقيقه الأكبر وادخر مبلغ بسيطا 40 قرش، واعطاها لشفيقه ليأتي بضاعه من القاهرة قبل عيد الفطر، وكانت هذه البضاعة عبارة عن ألعاب نارية وبالونات، وقام عربي بيها تحقق منها 15 قرش ثم جمع الربح ورأس المال والتوسع في بضاعته حتى بلغ العاشرة من عمره.
انتقل العربي للعمل في القاهره وبراتب كبير بمصنع روائح وعطور وكان ذلك في العام 1942، لكنه تركه بعد شهر واحد لعدم قناعته بالعمل لدى اخرين او العمل الروتيني.
وافتتح محل للادوات المكتبيه ضمه 10 عمال بجانب عمله في تجارة التجزئة، ثم تجارة الجملة، وظل يتوسع حتى زاد تجارته ورأس المال، لينتقل بعدها الخطوة الأهم في مسار حياته.
قرر العربي أن يحصل على توكيل لاحدى الشركات اليابانية الكبرى في صناعة الأدوات المنزلية توشيبا، وفي عام 1974 سافر لليابان للحصول على التوكيل، وحين اطلع وتفقد مصنع هناك، طلب منهم انشاء مصنع في مصر على قطعة أرض يملكها في طريق مصر اسكندريه الزراعي، ووافق اليابانيون و تم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر تحت رئاسته.
أصبح مصنع العربي مجموعة من الشركات والمصانع وتوسعت في إنتاج كافة الاجهزة المنزليه، و تضم بين جنباتها اكثر من 40 ألف عامل ومهندس وإداري، يقدمون منتجاتهم يتم تصديره لاكثر من 60 دولة حول العالم، و تحمل شعار صنع في مصر.
وعلى الرغم من ذلك كان رجل الأعمال اروح محل حب وتقدير من عمال وموظفين للمساعدة ومواقفه الإنسانية معهم، فهم لا ينسون له قيامه بتوزيع مكافآت وهدايا في خلال المناسبات الدينيه والاجتماعيه و دخول المدارس، كما لم ينسوا له قيامه باستمرار بصرف رواتبهم كاملة خلال فترة سريان قرار الحكومة ببقاء العامل في منازلهم أثناء تفشي فيروس كورونا، كما ساهم في العديد من الأعمال الخيرية الكبرى في كافة أنحاء مصر.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر