كشفت آخر الأرقام المتعلقة بالصادرات المغربية من الفواكه والخضر نحو إسبانيا خلال النصف الأول من السنة الجارية تراجعا نسبته 8 في المائة.ومن خلال المعطيات التي كشفتها الجمارك الإسبانية، وقام بتجميعها الاتحاد الإسباني لـ”رابطات منتجي ومصدري الفواكه والخضروات والزهور والنباتات الحية” (Fepex)، فإنه “رغم تراجع صادرات الفواكه إلا أن المملكة المغربية مازالت من كبار موردي إسبانيا الخارجيين”. غير أن هذا التراجع كان لافتا مقارنة بالسنوات الماضية التي عرفت “ارتفاعا متواصلا”.
ويتزامن هذا الأمر مع وجود تخوف لدى الأوساط الفلاحية بإسبانيا من البطيخ المغربي، الذي سبق أن اكتشف من خلال إحدى الشحنات “وجود مواد كيماوية” به، وهو ما تصدى له المغرب من خلال المكتب الوطني للسلامة الصحية (أونسا)، الذي قام بمعاقبة مصدري الشحنة المرصودة.
في هذا الصدد يرى إدريس العيساوي، محلل اقتصادي، أنه “من الصعب إيجاد تفسيرات واضحة لتراجع الصادرات المغربية من الخضر والفواكه إلى إسبانيا خلال النصف من السنة الجارية، لكن الجفاف يبقى مبررا قويا”.
وأضاف العيساوي أن “الصادرات المغربية من الخضر والفواكه تواصل وتيرتها دون أي تراجع، غير أن عوامل أخرى كحركة الجمارك أو بعض الأمراض والمبيدات التي تضر ببعض المنتجات قد تؤثر على هاته الوتيرة”.
وأشار المحلل الاقتصادي عينه إلى أن “الأسباب على العموم يمكن أن تكون هيكلية، تهم بالأساس الجفاف الذي سبق أن أعلنت عنه الحكومة، وكذا تضرر بعض الفواكه من المواد الكيماوية التي يمكن أن تشكل ضررا على صحة المستهلك، ما يدفع بعض الموردين الإسبان إلى تفضيل منتجات أخرى”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “هاته التفسيرات تبقى مجرد احتمالات في ظل غياب أرقام ومعطيات رسمية تشير إلى أسباب هذا التراجع”.
وخلص العيساوي إلى أن “إسبانيا تعتبر المغرب موردها الأول في مجال الفواكه والخضر، والمبادلات في هذا المجال لها مستقبل قوي، في ظل العلاقات الجيدة التي بدأت تجمع مدريد بالرباط على جميع الأصعدة”.
من جانبه سجل عبد الخالق التهامي، باحث في المجال الاقتصادي، أن “التراجع مرتبط بالأساس بالإنتاج والجودة، نظرا لموجات الجفاف التي تعرفها بلادنا، ومختلف المتغيرات المناخية”.
وأضاف التهامي لهسبريس أن “هاته المتغيرات الطبيعية تؤثر بشكل نسبي على جودة الفواكه والخضر التي تنتجها المملكة المغربية، وهو ما يؤثر على حجم الإقبال عليها من قبل الموردين الإسبان”.
وأشار الباحث في المجال الاقتصادي إلى أن “الجفاف أيضا يؤثر على حجم الإنتاج، الأمر الذي يعود على حصة المغرب التصديرية من الفواكه والخضر إلى الجارة الشمالية إسبانيا بشكل سلبي”، وزاد: “تفسير جودة المنتج الذي نقوم بتصديره له أبعاد عديدة، منها المتعلق بحجم الاستخدامات الكيماوية، ومنها المرتبط بالحجم والنوعية، ما يعد لدى العديد من المستوردين الإسبان معيارا أوليا”.
وخلص التهامي إلى أن “السلطات المغربية كانت قد شددت على موضوع تصدير المواد الفلاحية إلى الخارج وإعطاء الأولوية للسوق الداخلية، وهو أمر يمكن وفق منطق الاحتمال أن يكون ضمن مبررات هذا التراجع”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الصادرات المغربية نحو تركيا ترتفع بـ 56 % بعد تعديل اتفاقية التبادل الحر
تأقلم الصادرات المغربية مع "الآلية الأوروبية الحدودية للكربون"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر