بيروت ـ أحمد الحاج
أعلنت السلطات اللبنانية، الجمعة، عن زيادة سعر صفيحة البنزين ورفع الدعم بشكل رسمي عن مادة المازوت، ضمن إطار رفع الدعم بشكل تدريجي عن الوقود،وتم رفع سعر مادة البنزين بنسبة 38%، كذلك تم الإعلان عن رفع الدعم بشكل رسمي عن مادة المازوت، فيما وصلت إلى لبنان بحرا الشحنة الاولى من الفيول العراقي، وتحديدا من مادة الغاز اويل المطابقة للمواصفات، وحمولتها 31 ألف طن.
ووفقا للموقع الرسمي لوزارة الطاقة والمياه اللبنانية، فإن سعر صفيحة البنزين من نوع "أوكتان 95" بلغ الجمعة 174300 ليرة، فيما تم تسعير صفيحة البنزين "أوكتان 98" عند 180000 ليرة.
وللمقارنة فإن أسعار البنزين كانت قبل نحو عام عند 24600 ليرة (أوكتان 95) وعند 25400 ليرة (أوكتان 98)، ما يعني أن أسعار البنزين صعدت بنحو 608%.
وأقفلت معظم محطات المحروقات أبوابها ورفعت خراطيمها مع نفاد مخزونها، فبعضها تخوّف من الحوادث الأمنية المتنقلة على المحطات، والبعض الآخر بسبب نفاد المخزون، لتأتي هذه التطورات على وقْع قرار المديرية العامة للنفط الطلب من الشركات المستوردة للمحروقات عدم تسليم السوق المحلية والموزعين اي كمية من المشتقات النفطية بحجة إحصاء كمية المخزون المتبقي المدعوم وفق آلية الدعم على اساس 8000 ليرة للدولار الواحد، والتي ما زالت في خزانات الشركات المستوردة والموزعة.
خطوة المديرية العامة للنفط تهدف إلى تحويل الكمية التي ما زالت موجودة في الخزانات والتي تم شراؤها على اساس الآلية المدعومة إلى غير مدعومة كليا، ما يعني حتما رفع الدعم الكامل عن المحروقات. وكان لافتا ايضا بدء منشآت النفط في طرابلس والزهراني تسليم المازوت غير المدعوم للشركات الموزعة، ما يعني حكماً رفع الدعم نهائيا عن المازوت، على ان يتم تسديد ثمنه بالدولار الاميركي.
وأبلغت المديرية العامة للنفط الشركات المستوردة للمحروقات، مساء الخميس، السماح لها بإستئناف توزيع مادة البنزين استنادا إلى جدول أسعار سيتم الاعلان عنه صباح اليوم ضمن ألية مدعومة جديدة.
القرار الأول اعتُبر مفاجئًا، إذ رأت فيه مصادر في القطاع النفطي انه يساهم في تفرّد "حزب الله" بإدخال المحروقات إلى لبنان بحيث لن تكون هناك صهاريج على الاراضي اللبنانية سوى الصهاريج السورية المحملة بالمحروقات الايرانية، والهدف الثاني هو رفع الدعم عن مادة المازوت تحديدا حيث ان القرار اتّخذ بالتنسيق ما بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي والتنفيذ بدأ فعلا.
العديد من العقبات تقف في وجه حل أزمة المحروقات، على رأسها موعد الاعلان النهائي عن رفع الدعم، تحديدا عن البنزين، بعد رفعه عن المازوت، اضافة إلى مشكلة تكمن في أن الشركات الاجنبية المورّدة للمحروقات ترفض إفراغ بعض البواخر قبل الحصول على مستحقاتها السابقة وتصل قيمتها الاجمالية إلى أكثر من 320 مليون دولار، وهي تطالب مصرف لبنان بتسديدها قبل إفراغ الحمولات الجديدة. ويضاف إلى هذه الازمة اشتراط مصرف لبنان توقيع تعهّد من قِبل المصارف والشركات المستوردة للمحروقات بأن المحروقات التي يتم دعم إستيرادها لن تدخل السوق السوداء، وهو ما تصفه المصارف والشركات بالأمر المستحيل.
مطلع الاسبوع، وافق مصرف لبنان على إعطاء أذونات مسبقة لفتح اعتمادات لـ 7 بواخر، وبالفعل، أفرغت إحدى البواخر حمولتها من المازوت، في حين أفرغت باخرة اخرى حمولة من البنزين، ولكن فجأة توقف فتح الاعتمادات وتوقفت البواخر عن الافراغ.
وصلت الشركات إلى الخط الأحمر في ما يتعلق بالمازوت غير المدعوم، فيما التركيز هو على آلية بيع البنزين على المحطات بعد رفع الدعم. فمع بدء تسديد ثمن المازوت بالدولار، توجهت الانظار إلى البنزين. وتشير المعلومات إلى ان آلية جديدة قد يتم العمل بها لناحية شراء البنزين على المحطات مع استبعاد البيع بالدولار لمخالفته القوانين. وبحسب المعلومات يمكن إنشاء نوع من المنصة تحدد للمحطات يوميا سعر دولار السوق ليصدر جدول الاسعار عن وزارة الطاقة بالدولار ولتقوم المحطات بدورها ببيع البنزين بالليرة اللبنانية على سعر دولار السوق المحدد على المنصة. كما تؤكد المعلومات ان وقف تسليم المحروقات من قِبل الشركات المستوردة ينذر بقرب رفع الدعم كليا عن البنزين، خصوصا ان هذا القرار يأتي متزامنا مع تراجع سعر صرف دولار السوق الذي وصل إلى 14 ألف ليرة، ما يعني انه مع رفع الدعم قد يصل سعر صفيحة البنزين إلى 200 ألف ليرة، وهو سعر يقل بكثير عن سعر الصفيحة في السوق السوداء حاليا ويصل إلى 600 ألف ليرة.
وبحسب بعض المعلومات فإن الرئيس ميقاتي طلب من حاكم مصرف لبنان محاولة السيطرة على سعر صرف الدولار وتأجيل رفع الدعم عن البنزين اقله لفترة اسبوعين اي حتى نهاية ايلول، ما دفع مصرف لبنان إلى تأجيل تسديد مستحقات الشركات المستوردة للمحروقات والاكتفاء بإعلان نيته باستمرار الدعم.
وفي خطوة تعطي بعض الأمل بالنسبة إلى رفع ساعات التغذية الكهربائية وخفض الطلب على المازوت في السوق السوداء، وصلت إلى لبنان بحرا الشحنة الاولى من الفيول العراقي، وتحديدا من مادة الغاز اويل المطابقة للمواصفات، وحمولتها 31 ألف طن، وقد أُجري اختبار لمطابقة مواصفات الفيول وأتت النتيجة إيجابية. وبدأت عملية تفريغ الحمولة أمس في خزانات مؤسسة كهرباء لبنان على ان تصل الشحنة الثانية من الفيول grade B الاسبوع المقبل كما كان مقرراً سابقا. ووفقا للاتفاق والعقد الذي وقعه وزير الطاقة والمياه السابق ريمون غجر مع وزير المال العراقي وبمواكبة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، ستحصل كل شهر مناقصة لاستبدال الفيول العراقي بفيول لزوم معامل كهرباء لبنان، على ان يتم تنظيم المناقصة الثانية في الاسبوع الاول من تشرين الأول المقبل.
ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، حيث أن العملة اللبنانية فقدت نحو 90% من قيمتها، حيث يتم تداول الدولار الآن في السوق السوداء عند مستوى 15000 ليرة، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي للدولار 1507 ليرات.
بالإضافة للأزمة الاقتصادية يواجه لبنان أزمة نقص الوقود، حيث يعاني من صعوبات في تأمين العملات الأجنبية اللازمة لتأمين الوقود ودعم واردات سلع رئيسية وأدوية.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر