الرباط - المغرب اليوم
تعيش القوات البحرية الملكية المغربية هذه الأيام حالة تأهب بسبب التطورات التي يعرفها مضيق جبل طارق، بعد توقيف ناقلة النفط الإيرانية “گريس 1″ من طرف سلطات جبل طارق بدعم من البحرية الملكية البريطانية منذ فجر الخميس الماضي.
الوضع المتأزم الذي يوجد على مرمى حجر من المياه الإقليمية المغربية، وضع البحرية الملكية المغربية في تنسيق مستمر مع المتدخلين الدوليين في المضيق. وأكدت مصادر مطلعة لـ”أخبار اليوم” من جبل طارق، بأن هناك مراقبة على أعلى مستوى للمياه الإقليمية لكل الدول المتواجدة في المضيق، أي المغرب وبريطانيا وإسبانيا. كما أن في أعماق المضيق غواصة بريطانية إلى جانب اثنتين أمريكيتين تابعتين لمنظمة حلف شمال الأطلسي.
أقرأ أيضا :
تراجع أسعار النفط الجمعة بنسبة 0.1% إلى 63.25 دولار
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس في الرباط تاج الدين الحسيني، إنه يعتقد بأن تحركات القوات البحرية الملكية المغربية في مياه المغرب الإقليمية، لا تعني بالضرورة بأن له دخل بما يجري في العلاقات البريطانية الإيرانية، فالمغرب يبقى ملتزما حسبه بالحياد التام في الموضوع، ويرى الأكاديمي أنه بالرغم من وجود تنسيق عسكري عالي للمغرب مع كل من إسبانيا وبريطانيا، فإن الرباط لن تسخر قواتها العسكرية بما فيها البحرية، للقيام بعمليات ما ضد طهران، خاصة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعيدة عن المضيق، ولن تفكر أبدا في خوض معركة في البحر الأبيض المتوسط، لأن قوتها العسكرية تتركز أساسا في المنطقة التي تنتمي إليها، كما هو الحال في مضيق هرمز وما جاوره.
ويستبعد الحسيني وقوع أي مناوشات عسكرية في مضيق جبل طارق، وحتى إذا تصورنا هذا الاحتمال المستبعد، يستحيل أن نتصور المغرب فيه، مشيرا في السياق نفسه إلى أن المغرب يفعل اليوم ما يتوجب عليه فعله، لأن الوضع اليوم استثنائي في المنطقة وعلى مقربة من مياه البلاد الإقليمية، تجنبا لأي طارئ ممكن حدوثه.
وأكد الباحث الجامعي عبد الصمد بلكبير، في تصريح خاص، بأن ما تقوم به القوات المغربية في المنطقة أمر طبيعي، لأن مضيق جبل طارق يهم المغرب، ويبقى في نهاية المطاف جزءا منه، مشددا على أن كل ما يحدث هناك نتج عما اعتبره خطأ بريطانيا، وهو ما ورطها في اصطدام مع إسبانيا، إذ قالت مدريد إن التنفيذ البريطاني للطلب الأمريكي تم على ما يبدو في المياه الإسبانية، وبالتالي فإن التصادم بين المملكتين الأوروبيتين حدث بسبب ضيق المضيق، حسب بلكبير، والذي تبقى الحدود فيه ملتبسة.
ويرى محدثنا بأن هناك مشكلا في موقع يوجد فيه المغرب، وبغض النظر عن دوافعه وأسبابه، يجب على المغرب أن يراقب الوضع، لأنه بلد له حدوده وله سيادته، وبالتالي يبقى رغما عنه مطالبا بالقيام بتحركات في مياهه الإقليمية وبشكل فيه انتباه شديد، لمعرفة ما الذي يجري على مقربة من حدوده.
وشدد بلكبير على أن احتمال حدوث اعتداء ما في المضيق يبقى أمرا مستبعدا، ولن تشهد المياه هناك أي مواجهات قوية، باستثناء إذا أراد طرف ما القيام بأعمال استعراضية أو تحركات لا يعلم أحد شكلها وأسلوبها. أما ما تقوم به تحركات المغرب، فيبقى أمرا عاديا ولا جديد فيه، خاصة إذا ذكرنا بأن المغرب حليف استراتيجي لمنظمة حلف شمال الأطلسي.
وقد يهمك أيضاً :
غياب النموذج التنموي يعيق الإصلاح الضريبي في المغرب
الاحتياطي النقدي في الصين يرتفع إلى 3.119 تريليون دولار
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر