الرباط - كمال العلمي
في ظل موجة تضخم غير مسبوقة ما فتئت تتصاعد شهرا تلو آخر، أكدتها أحدث إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، من خلال تسجيلها ارتفاعا في معدل التضخم بالمغرب بـ7.7 في المائة على أساس سنوي عند متم يوليوز 2022، نتَج أساسا عن “تزايد أثمان المواد الغذائية بـ12 في المائة”؛ لم يَسلم قطاع تربية الدواجن وتسويقها من “نقاش ارتفاع الأسعار ولهيبها”.وقفزت أسعار الدواجن، خلال الأيام القليلة الماضية بمدن مغربية مختلفة، إلى مستويات قياسية، بعدما أصبح ثمن الكيلوغرام الواحد من الدجاج يتراوح ما بين 20 و24 درهما؛ فيما أوضح مصدر مهني من سوق الجملة للدواجن بعمالة الرباط، تحدث مع هسبريس، أن الأسعار كانت، اليوم الجمعة 19 غشت الجاري، تبدأ من 17 درهما، لكن الثمن المتداول في أغلب محلات البيع بالتقسيط بالعاصمة ينطلق من 20 درهما على الأقل.
وسبق لـ”الجمعية الوطنية لمُربي دجاج اللحم” أن وصفت، في بيان عقب اجتماع مجلسها الوطني، شهر يوليوز الماضي، وضعية قطاع تربية الدواجن بـ”المزرية”؛ قبل أن تُعدّد الصعوبات والمشاكل التي يواجهها المستثمرون في القطاع خلال السنوات الأخيرة، منظمة وقفة مطلع غشت الجاري أمام مقر وزارة الفلاحة بالرباط.وربط التنظيم المهني ذاته احتجاجه، خصوصا، بـ”غلاء أسعار الأعلاف”، رغم تراجع أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية، و”الخروقات والتجاوزات غير القانونية المتعلقة بفائض إنتاج الكتاكيت، وكذا بطريقة تسويقه عن طريق السوق السوداء في غياب المراقبة الضرورية”.
الأسباب نفسُها ساقها أمين سوق الجملة ورئيس جمعية دكاكين بيع الدواجن بالجملة والتقسيط بالرباط، مورداً تبعات اقتصادية واجتماعية للجائحة عانت منها فئة عريضة من المهنيين؛ قبل أن يشدد، في هذا السياق، على غلاء فاحش طال سومة كراء المحلات التجارية للبيع، التي وصل أرخصها، حسبه، إلى 5000 درهم.كما اشتكى المهني ذاته مما اعتبرها “نيّة السلطات المحلية المسؤولة عن تدبير وإدارة سوق الجملة الرفع من قيمة الرسم الجبائي اليومي (régie) المؤدى عن كل طيْر من 0.20 درهما حاليا إلى 0.30 درهما”؛ هذا علاوة على “ارتفاع ثمن النقل والتوصيل”، ما يرفع السعر النهائي الذي يؤديه المستهلك في مختلف جهات المملكة.
خفض الإنتاج مقابل ارتفاع الطلب
بدوره، أوضح يوسف العلوي، رئيس الفيدرالية البَيْمهنية لقطاع الدواجن “FISA”، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أغلب المربين عانَوا من تداعيات أزمة كوفيد، “ما تسبب حينها في فائض كبير في الإنتاج، ليصل ثمن الكيلوغرام في الضيعة من 12 إلى 13 درهما؛ قبل أن تأتي أزمة الصراع الأوكراني-الروسي التي أفضت إلى ارتفاع الثمن إلى ما بين 15 و16.5 دراهم”، مشيرا إلى “تضاعُف أثمان الذرة والصوجا، اللتين تعدان من أهم مكونات أعلاف الدواجن، ما تسبب في معاناة كبيرة للمنتجين”.
وعن أسباب ارتفاع أسعار الدجاج بمحلات البيع بالتقسيط، أقرّ المتحدث ذاته بحدوث ذلك خلال الأيام العشر الماضية على الأقل، لافتا إلى أن “الوسطاء وتكاليف النقل عاملان لهما دور حاسم أيضا في تحديد الثمن النهائي”، ومضيفا أن عددا من المنتجين في مختلف المناطق “اضطروا إلى خفض الإنتاج بالتزامن مع فترة عيد الأضحى، ما أعقبَه ارتفاع كبير في الطلب الداخلي، مع توالي حفلات الأعراس وانتعاش السياحة المتمثل في رواج الاستهلاك بالمطاعم والفنادق ومحلات الوجبات السريعة؛ هذا فضلا عن فئة اتجهت إلى الإفلاس وإيقاف الإنتاج لتضرُّرها من الأزمة قبل عاميْن”.
الفاعل المهني في فدرالية قطاع الدواجن بالمغرب، التي تضم 9000 ضيعة عبر المغرب و70 في المائة من مُربّي الدجاج، لم يُغفل الحديث عن “دور الوسطاء في السوق”، مشيرا إلى أن “أثمان الدواجن ترتفع من الضعيات إلى نقاط البيع بالتقسيط”، وقائلا إن “تجار الجملة والموزعين والبائعين الصغار كلها فئات تُشكل سلسلة التسويق، وتضيف هامشا من الربح إلى ثمن البيع بالضيعة، ليصل الثمن النهائي مرتفعا لدى المستهلك”.
وتوقّع العلوي، في ختام حديثه مع هسبريس، أن يشهد شهر شتنبر “انخفاضا في ثمن البيع للعموم مع عودة الإنتاج في ضيعات تربية الدجاج إلى مستواه الطبيعي”، متمنيا أن تنخفض كلفته إلى 12 درهما لكل كيلوغرام، ومشددا على أن “ارتفاع الحرارة صيفاً عامل مؤثر، لكن بدرجات متفاوتة في مناطق المغرب، وفي ظل إعانة قدّمها قطاع الفلاحة في هذا الصدد تشمل تقديم آلات تبريد ومكيّفات متطورة خففت من تأثير الأمر”.
يشار إلى أن معطيات منشورة في موقع وزارة الفلاحة المغربية أفادت بأنه تم استثمار حوالي 13 مليار درهم في إنعاش “سلسلة الدواجن”، التي تحظى بدور هام في خلق فرص الشغل، كما تساهم في ضمان الأمن الغذائي عبر توفير البروتينات من أصل حيواني، مشيرة إلى أن القطاع يتسم بـ”ديناميته القوية في مجال التصدير وولوج الأسواق الخارجية، خاصة السوق الإفريقية”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مندوبية التخطيطِ تكشفُ " أكثرَ منْ ربعِ الشبابِ المغربيِ بدونِ عملٍ ولا يتابعونَ أيُ تكوينِ "
المندوبية السامية للتخطيط تُصرح حجم العاطلين في المغرب انخفض بـ 218 ألف شخص
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر