لندن - بيان الأعور
قالت غيتا غوبيناث، النائبة الأولى للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي، إن مسار المغرب في السنوات الأخيرة يمثل قصة رائعة حول المُرونة والتحول يمكن استلهامها في وقت تسعى اقتصاديات العالم إلى تعزيز قدرتها على الصمود، وسط صدمة دراماتيكية قوية.وأشارت غوبيناث، في كلمة مسجلة بثت الخميس في منتدى منظم بين بنك المغرب وصندوق النقد الدولي بالرباط، إلى أن تصاعد الحرب في أوكرانيا والعقوبات ضد روسيا كان لها تأثير أكبر في أوكرانيا ونتج عنها نمو ضعيف عالمياً.
وذكرت المسؤولة في المؤسسة المالية الدولية أن معدل التضخم ظل مرتفعاً بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الغذائية في العديد من الاقتصاديات، وهو ما دفع الصندوق إلى خفض توقعات النمو العالمي إلى 3.6 في المائة لسنتي 2022 و2023.وبالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا، قالت غوبيناث إن إجراءات الإغلاق الصارمة المتخذة في الصين أثقلت كاهل النمو، وزادت من المخاطر التي تسببت في المزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية.
وكنتيجة لهذه العوامل، أشارت المتحدثة إلى أن النمو العالمي سيكون أقل من المتوقع، فيما سيرتفع التضخم، إضافة إلى تزايد معدلات الفقر وعدم المساواة في عدد من دول العالم.وحذرت غوبيناث من أن يؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الاضطرابات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وينتج عدداً من التحديات التي تواجه الفقراء.
وقالت النائبة الأولى للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي: “نحن نرى الآن كيف يؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية والقيود المفروضة على الإمدادات الغذائية إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي، لاسيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يمثل الغذاء 40 في المائة من إنفاق المستهلكين”.وفي نظر غوبيناث فإن “تفاقم الوضع في أوكرانيا من شأنه أن يرفع التكاليف الاقتصادية ويزيد التشتت العالمي، كما من شأن التضخم أن يزيد من أزمة تكاليف المعيشة، وبالتالي تأجيج التوترات الاجتماعية”، كما أوردت أن الظروف المالية العالمية الأكثر صرامة ستزيد من التحديات المرتبطة بمستويات الديون المرتفعة.
وأكدت مسؤولة النقد الدولي أن كل هذه التحديات لها عواقب فورية ويمكن أن تترك ندوباً طويلة المدى تؤدي إلى تراجع النمو لسنوات قادمة، خاصة بالنسبة للاقتصاديات الناشئة والنامية ذات السياسات المحدودة ومعدلات التلقيح المنخفضة.يشار إلى أن الندوة المنظمة بين بنك المغرب وصندوق النقد الدولي والمجلة الاقتصادية التابع للصندوق، يومي 23 و24 يونيو الجاري، تناقش موضوع “الانتعاش التحولي: اغتنام الفرص التي تتيحها الأزمة”، ويشارك فيها مسؤولون وخبراء وجامعيون.
ويأتي هذا اللقاء في إطار التحضير للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المزمع عقدها في مدينة مراكش شهر أكتوبر من سنة 2023.ويناقش المشاركون في الندوة التحديات التي تواجه الاقتصاديات الصاعدة والنامية على المدى القصير والمتوسط، خلال فترة ما بعد كوفيد-19، والتي تفاقمت بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا. كما ستتم مدارسة رهانات التغيير الهيكلي الذي يشهده الاقتصاد العالمي.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الجواهري يُؤكد أن المحادثات مستمرة مع صندوق النقد الدولي للحصول على خط الائتمان
صندوق النقد الدولي يعتزم خفض توقعات النمو العالمي لعام 2022
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر