صنعاء - جمال الأرياني
ينتظر أن تبدأ مطلع الأسبوع المقبل عملية نقل نحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام من الناقلة المتهالكة «صافر» الراسية قبالة سواحل الحديدة على البحر الأحمر، إلى السفينة البديلة «نوتيكا»، وفقاً للأمم المتحدة.
وكشف ديفيد غريسلي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، عن أن الناقلة الجديدة (نوتيكا) تستعد للإبحار من جيبوتي، في طريقها إلى السواحل اليمنية، مبيناً أنها «سترسو إلى جانب (صافر) وتبدأ بنقل النفط بحلول أوائل الأسبوع المقبل».
وتقدر الأمم المتحدة التكلفة الإجمالية للعملية، المكونة من مرحلتين، بنحو 142 مليون دولار لتأمين نقل النفط من «صافر» إلى السفينة البديلة «نوتيكا».
وأوضح غريسلي، الذي كان يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي، البارحة الأولى، أن عملية نقل النفط سوف تستغرق نحو أسبوعين، لافتاً إلى أن «العالم سيتنفس الصعداء»، على حد تعبيره.
وكان الدكتور أحمد بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، قد أكد أواخر مايو (أيار) الماضي، انطلاق سفينة الدعم «إنديفير» برفقة طاقم العمل المحمل بالمعدات والإمدادات التقنية، ومصادقة الحكومة اليمنية على اعتماد مساهمتها في خطة الأمم المتحدة، لمعالجة خطر الخزان النفطي «صافر»، معبراً عن أمله الكبير في «الخلاص من هذه الكارثة في القريب العاجل».
الأمم المتحدة أكدت أنه وحتى بعد عملية نقل النفط، ستبقى الناقلة «صافر» تشكل تهديداً بيئياً، مشيرة إلى أن لإنهاء العمل الذي بدأ، هناك حاجة ماسة إلى 28 مليون دولار إضافية تتضمن سحب الناقلة «صافر» إلى باحة إنقاذ لإعادة تدويرها وربط الناقلة البديلة بأمان إلى عوامة مرساة لضمان التخزين الآمن للنفط.
ولم تخضع الناقلة «صافر» التي صُنعت قبل 47 عاماً، وتُستخدم منصّة تخزين عائمة، لأي صيانة منذ 2015 بعد سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية على محافظة الحديدة، ما أدّى إلى تآكل هيكل الناقلة وتردّي حالتها.
وبحسب مسؤولين في الحكومة اليمنية، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» في وقت سابق، فإنه نتيجة وقوع الناقلة في محافظة الحديدة، التي يسيطر عليها الحوثيون، فإنهم يتحكمون بالوضع على الأرض وبحركة الفرق الفنية وخبراء الأمم المتحدة، بينما يحصل الجانب الحكومي على المعلومات من الجانب الأممي.
ومن المنتظر أن يتم ضخ النفط من الناقلة القديمة «صافر» إلى السفينة الجديدة «نوتيكا» التي قامت الأمم المتحدة بشرائها لهذا الغرض.
وبحسب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، فإن شركة (سميت سالفدج) أكدت لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إمكانية نقل النفط مع مستوى خطر من النطاق المقبول. وأفاد بأن الناقلة «صافر» مثبتة تماماً لأجل نقل النفط من سفينة لأخرى، مع وجود «خطر متبقٍّ» لا يزال قائماً، وأنه تم وضع خطة «في حال وقوع حادث».
وبحسب مسؤولين يمنيين، فإن الجانب الأممي قام بتدريب أكثر من 2500 شخص في الجزء الخاضع لسلطة الحكومة من محافظتي الحديدة وتعز على كيفية التعامل مع أي تسرب نفطي عند إفراغ الناقلة، وكيفية الرصد والإبلاغ، وأن الجزء الآخر من المناطق الساحلية يتحكم به الحوثيون.
وتفيد الأمم المتحدة بأنه في حال حدوث تسرب نفطي من الناقلة المتهالكة «صافر» سيؤدي ذلك لأكبر كارثة بيئية في المنطقة والعالم؛ حيث إن البقعة النفطية يمكن أن تطول، إضافة إلى الساحل اليمني، سواحل السعودية وإريتريا وجيبوتي والصومال، وستبلغ تكلفة تنظيف المياه نحو 20 مليار دولار.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
عمر هلال يؤكد أن حركة "عدم الانحياز" قوة اقتراحية وازنة
عمر هلال يؤكد أن الملك محمد السادس جعل من القضية الفلسطينية أولوية وطنية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر