الجزائر – المغرب اليوم
كشفت وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الدفاع الجزائرية بتاريخ 11 حزيران/يونيو الجاري باللغتين العربية و الفرنسية، تحصلت "المغرب اليوم" على النسختين، معلومات جد خطيرة تمس بالأمن القومي بسبب تسجيلها لتجاوزات و مخالفات في الألبان التي زود بها مجمع "جيبلي" الجزائري للحليب الوحدات العسكرية والثكنات بإقليم الناحية العسكرية الثانية خلال شهر رمضان الماضي، وعبرت وزارة الدفاع الجزائرية من خلال هذه الوثيقة عن قلقها الشديد إزاء هذه المنتجات الغذائية الرديئة التي ينتجها المجمع الصناعي المذكور آنفًا و التي تشكل خطرًا على المستهلك الجزائري و خاصة أفراد الجيش الجزائري و تسبب الشذوذ الجنسي له ،ناهيك عن تهديدها بشكل جلي للصحة العامة و هو الأمر الذي يستوجب إلتزام مجمع "جيبلي" للحليب بإستدراك الأمر قبل فوات الآوان.
في هذه الوثيقة الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع الجزائرية و التي تحصلت عليها " العرب اليوم" بشكل حصري ،راسلت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية بتاريخ 11 حزيران/يونيو الماضي المدير العام لمجمع الصناعة في انتاج الألبان "جيبلي" و أبلغته عن قلقلها الشديد جراء تسجيلها عدة تجاوزات اكتشفها المخبر الجهوي بإقليم الناحية العسكرية الثانية بوهران غرب الجزائر و الذي سارع إلى فتح تحقيقات دقيقة و معمقة اسفرت نتائجه عن عدة ملاحظات سلبية تجاه الالبان التي تم تسويقها من طرف المجمع الصناعي لإنتاج الألبان "جيبلي" إلى جميع الوحدات العسكرية في شهر رمضان الفضيل المنقضي أين اثبتت التحاليل المخبرية و الطبية أن المنتجات رديئة و تسبب الشذوذ الجنسي وتهدد الصحة العامة لأفراد الجيش الجزائري .
وحسب الوثيقة المعنية فان وزارة الدفاع الوطني الجزائرية خصّت بالذكر فروع مجمع " جيبلي " بغرب الجزائر لكل من ولايات معسكر -" تيزي "- تيارت -" الرستمية "- سيدي بلعباس -" تسالة " -ولاية تلمسان- " المنصورية "- ، ووفقًا للوثيقة التي بحوزة "العرب اليوم" سجلت وحدات تحكم وزارة الدفاع الوطني الجزائرية الغياب التام للنظافة في البيئة المحيطة والداخلية من هذه الألبان.
و اكتشفت نوعية رديئة و غير مستقرة من منتجات الألبان بما في ذلك الفواكه واللبن الزبادي. وهذا ما يعني ـ حسب الوثيقة المذكورة ـ أن كيس من الحليب يتم تسويقه في غرب الجزائر دون استيفاء معايير التعبئة والتغليف ، بالإضافة إلى ذلك أن درجات حرارة التخزين التي من المفروض أن تكون باردة غير مستقرة ولا تفي بالمعايير الصحية وهو ما أثار قلق القيادة العسكرية الجزائرية .
ويضيف ـ نص الوثيقة ـ أن هذه الاختلالات و التجاوزات تشكل خطرًا كبيرًا على صحة المستهلك وطالبت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية من المدير العام لمجمع " جيبلي " بتحسين الوضع والالتزام بتوفير منتجات في المستوى وصحية للمستهلك الجزائري.
و قال مصدر عسكري جزائري رفيع المستوى لـــ"العرب اليوم" أن وزارة الدفاع الجزائرية تنتتظر ظهور النتائج النهائية للتحقيق الذي بدأت فيه مصالحها بمنطقة الغرب الجزائري و أنه و في حال جاءت النتائج على هذا النحو فإن الوزارة ستتخذ الإجراءات المناسبة و التي يسمح بها القانون الجزائري.
"المغرب اليوم" حاولت الإتصال بالمدير العام للمجمع الصناعي للحليب ومشتقاته (جيبلي)، مولود حريم،لإستفساره حول هذه القضية الخطيرة لكن مصدر مسؤول بالمجمع أوضح أن مدير المجمع غائب و هو في مهمة عمل خارج الجزائر،و رفض الرد عن قضية المجمع مع وزارة الدفاع الوطني الجزائرية بلباقة.
الجدير بالذكر أن مجمع "جيبلي" للألبان هو مجمع جزائري حكومي و قد تم تغيير اسم ونشاط مجمع "جيبلي" المتخصص في تحويل وتسويق الحليب إلى مجمع "حليب وجيبلي" ليتخصص ـ بالإضافة إلى إنتاج الحليب في نشاط تربية الأبقار الحلوب. ويتكون المجمع الجديد من عشر وحدات إنتاج كانت تابعة لــــ"جيبلي"، فضلاً عن أكثر من 19 مزرعة نموذجية لتربية الأبقار الحلوب، وهو ما يسمح للمجمع بالتحكم في عملية إنتاج وجمع الحليب الطازج وتوزيعه على الملبنات التابعة للمجمع.
و كان نائب وزير الدفاع الوطني الجزائري و قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح قد حذر ، بحر الأسبوع الجاري، من تهديدات بأساليب جديدة تتعرض لها الجزائر،عندما دعا أفراد الجيش الجزائري، رفقة كافة الأسلاك الأمنية الجزائرية الأخرى، إلى التحلي أكثر فأكثر بكل موجبات اليقظة وبكل دواعي الفطنة وبكل مستلزمات الحرص على الإبقاء على درجات الجاهزية العملياتية والقتالية في حدودها القصوى، قائلاً إن مواجهة وكسب التحديات على الحدود تتجدد بأساليب عديدة ونوايا لها خلفيات غير بريئة.
و أكد الفريق أحمد قايد صالح استعداد المؤسسة العسكرية الجزائرية لتمتين دعائم قدرتها العسكرية واستنهاض أداتها الرادعة، لتكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الغادرة التفكير في المساس بسيادة الجزائر وبأمنها الوطني . وشدد الفريق في كلمته بعد اللقاء التوجيهي الذي جمعه بإطارات وأفراد الناحية العسكرية السادسة على الأهمية الحيوية التي تكتسيها هذه الناحية العسكرية، والدور الفعال الذي تقوم به وحداتها المنتشرة على طول الشريط الحدودي في تأمين البلاد من كل الآفات، وفي مقدمتها الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب بمختلف أشكاله، قائلا إن حفظ هيبة الجزائر إقليميًا ودوليًا هي مهمة نبيلة موضوعة بين أيدي أبنائها المخلصين، الذين يقع على عاتقهم دور وواجب ومسؤولية إتمام هذه المهمة البالغة الحيوية، لاسيما ونحن نعيش اليوم في عالم غير مستقر وغير آمن وغير مأمون الجانب بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، والأمثلة على ذلك كثيرة وكثيرة جدا، أثبتها الماضي القريب والبعيد ويثبتها الحاضر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر