الهيدروجين الأخضر أهم البدائل النظيفة التي يراهن عليها المغرب أمام تقلبات أسواق الطاقة
آخر تحديث GMT 11:49:09
المغرب اليوم -

الهيدروجين الأخضر أهم البدائل النظيفة التي يراهن عليها المغرب أمام تقلبات أسواق الطاقة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الهيدروجين الأخضر أهم البدائل النظيفة التي يراهن عليها المغرب أمام تقلبات أسواق الطاقة

الطاقة الشمسية
الرباط - المغرب اليوم

يسعى المغرب جاهدا إلى إيجاد بدائل للطاقات الأحفورية، عن طريق تسريع انتقاله الطاقي نحو مصادر نظيفة تضمن له الاكتفاء في مجال الطاقة على المديين المتوسط والبعيد، وتمكنه من الاستجابة لحاجياته من الطاقة من جهة والحد من الانبعاثات السامة من جهة أخرى.ويعد الهيدروجين الأخضر أحد أهم البدائل النظيفة التي يراهن عليها المغرب، إلى جانب الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لسد حاجياته بل وتصدير الفائض الذي قد يحققه مستقبلا، في وقت تعرف فيه أسواق الطاقة تقلبات مصحوبة بمشاكل في الإمداد.

 خطوات كبيرة

قطع المغرب أشواطا كبيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الدولية ظهور مراكز نفوذ جيوسياسي جديدة على أساس إنتاج الهيدروجين واستخدامه بالتوازي مع إعادة النظر في استعمالات الطاقات "الملوِّثة" التي أضحت تقض مضجع حماة البيئة أكثر من أي وقت مضى، لا سيما مع ارتفاع حرارة الأرض الذي بلغ مستويات غير مسبوقة.وتتألف خارطة طريق المغرب لتطوير الهيدروجين الأخضر من ثلاثة محاور أساسية تشمل تملك التكنولوجيات الضرورية، وتطوير السوق والطلب، ثم جانب الاستثمار والتموين.

في هذا الصدد، أطلقت المملكة أول تجمع للهيدروجين الأخضر بإفريقيا Cluster Green H2، يضم فاعلين وطنيين ودوليين، من القطاعين العام والخاص، وذلك بهدف العمل على جميع التطورات التكنولوجية في هذا القطاع الاقتصادي والصناعي الواعد للغاية، مع التطلع لأن تصبح فاعلا رئيسيا في تصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا بتكاليف جد تنافسية.

كما تمكن المغرب من جلب استثمارات ضخمة في المجال، أبرزها مشروع شركة "توتال إرين" Total Eren التابعة لمجموعة "توتال إنرجيز" Total Energies التي خصصت غلافا مالياً ضخما يُقدر بـ10.69 مليار دولار، أي ما يعادل 100 مليار درهم لإنجاز مشروع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء في جهة كلميم-واد نون في الصحراء المغربية.

 طاقة "نظيفة" لكن "مكلفة"

يُبرز الخبير في الطاقات المتجددة محمد بوحاميدي، أن "توجه المغرب نحو اعتماد الهيدروجين الأخضر، هو اختيار صائب، لأنه أحد مكونات الماء إلى جانب الأوكسجين؛ ويتم استخلاصه عن طريق تحلل جزيئات الماء بدون أضرار على البيئة. كما أن المغرب بحكم موقعه الجغرافي، يتوفر على هذه المادة الحيوية، نظرا لأنه يطل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط."

وشدد الخبير في تصريح على أن الهيدروجين لا يشكل أي خطر على البيئة، عكس الغاز أو النفط وباقي المواد الطاقية الأحفورية. مبرزا أن اعتماده سيشكل طفرة في الانتقال الطاقي الذي تنشده الرباط منذ سنوات.من الجانب التقني، أكد المتحدث أن الإشكاليات التي يشتغل عليها الخبراء حاليا هي تخفيض كُلفة إنتاج الهيدروجين التي لا تزال مرتفعة، وذلك عن طريق التوجه لاعتماد الطاقة الشمسية في توليده، بدل الطاقات الأخرى المكلفة.

ولفت بوحاميدي إلى إشكالية التخزين التي لا تزال تمثل تحديا بالنسبة لخبراء الطاقة، حيث تتنافس مجموعة من الدول من أجل إيجاد حلول مبتكرة لتخزين غاز الهيدروجين عديم اللون والرائحة، سريع الاشتعال، وغير السام، إذ لا يمكن تخزينه في بطاريات كما هو الشأن بالنسبة للطاقات الناتجة عن الرياح على سبيل المثال.

 المغرب "فاعل محوري"

في خضم السباق نحو نماذج جديدة لاقتصادات تنبني على الطاقات المتجددة، بزغ المغرب كمنصة قوية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ستتحول في المستقبل قريب إلى مصدر إقليمي للطاقة النظيفة، بحيث سيشرع في تصدير جزء من إنتاجه إلى الدول المجاورة لا سيما بالقارة الأوروبية.ويعزى هذا التفوق وفق محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة والهندسة المناخية، إلى المؤهلات الهامة التي تزخر بها البلاد، سواء تعلق الأمر ببنياته التحتية أو نسيجه الصناعي، أو موقعه الجغرافي المثالي والربط الكهربائي.

 وأكد الخبير في حديث على أن المغرب أصبح مستعداً لأن يصير فاعلا محورياً ضمن سلسلة تطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على ساحل كبير يمتد على حوالي 3500 كيلومتر، وهي ميزة تجعله يلعب دورا هاما على مستوى إفريقيا والدول العربية. وهو اليوم يحتل المرتبة الرابعة عالمياً في الدول المرشحة لتصبح منتجة رئيسة للهيدروجين، بعد أستراليا وتشيلي والسعودية.

وفي سياق متصل، كشف المتحدث أن المغرب يتوفر على خارطة طريق واضحة لتطوير الهيدروجين الأخضر، مكنته من تحقيق عدة إنجازات على مدى السنوات العشر الماضية، وجعلته ينسج شراكات قوية في المجال مع عدة دول كتشيلي، التي تعتبر رائدة في المجال على صعيد القارة الأميركية.وأخيراً، ذكّر محمد بنعبو بالإمكانيات العلمية والمختبرات المتطورة التي يتوفر عليها المغرب، والتي تعمل على تطوير تقنيات حديثة في مجالات الطاقات المتجددة، إذ تم تنزيل أزيد من 100 مشروع لطاقة الرياح والطاقة الشمسية على أرض الواقع، وسيتم تسخير هذه المعارف في تطوير مشاريع الهدروجين الأخضر ووضعه كأولوية.

يُذكر أن تقريراً حديثاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، كشف أن المغرب يستعد لأن يصبح رائداً عالمياً في تصدير الهيدروجين الأخضر، إلى جانب ناميبيا وتشيلي، إذ قدرت الوكالة أن الهيدروجين سيغطي ما يصل إلى 12% من استخدام الطاقة العالمي بحلول عام 2050.

قد يهمك ايضاً

موقع متخصص يصرح أن المغرب يتصدر بلدان إفريقيا في مجال محطات الطاقة النظيفة

المغرب يتصدر بلدان إفريقيا في مجال محطات الطاقة النظيفة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهيدروجين الأخضر أهم البدائل النظيفة التي يراهن عليها المغرب أمام تقلبات أسواق الطاقة الهيدروجين الأخضر أهم البدائل النظيفة التي يراهن عليها المغرب أمام تقلبات أسواق الطاقة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib