رفض واسع لاقتطاع 3 أيام من الطبقة العاملة في القطاع العام
آخر تحديث GMT 11:05:35
المغرب اليوم -

النقابات العمالية الخمس أمام موقف محرج

رفض واسع لاقتطاع 3 أيام من الطبقة العاملة في القطاع العام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رفض واسع لاقتطاع 3 أيام من الطبقة العاملة في القطاع العام

الاتحاد المغربي للشغل
الرباط - المغرب اليوم

وجدت النقابات العمالية الخمس الأكثر تمثيلية، التي دعت إلى اقتطاع أجرة ثلاثة أيام من الطبقة العاملة في القطاع العام، كمساهمة في تمويل صندوق تدبير وباء "كورونا" أمام موقف محرج، بعد الرفض الواسع الذي عبّرت عنه الطبقة المعنية بهذا الإجراء، معتبرة إياه قرارا أحاديا "غير مقبول".وكانت النقابات العمالية الخمس قد اقترحت على الحكومة، في بلاغ مشترك صادر عنها، اقتطاع أجرة ثلاثة أيام من الأجر الشهري الصافي، تقتطع من المنبع على مدى ثلاثة أشهر، من أجور الطبقة العاملة المغربية في القطاع العام والجماعات الترابية والوظيفة العمومية والمؤسسات والمقاولات العمومية وشركات الدولة.

وقوبل اقتراح النقابات العمالية الخمس، وهي الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بسيْل عارم من الانتقادات الصادرة عن الموظفين، خاصة أن القرار اتُّخذ بدون التشاور معهم.

وذهب عدد من الموظفين الذين سيشملهم الاقتطاع، في حال فعّلت الحكومة اقتراح النقابات العمالية المطالبة به، إلى اتهام هذه الأخيرة بـ"الإجهاز على ما تبقى من القدرة الشرائية للطبقة العاملة"؛ في حين دعا آخرون زعماءَ هذه النقابات بالتبرع لصندوق تدبير جائحة "كورونا" بالدعم الذي تقدمه الدولة للمركزيات النقابية.

ووُوجه قرار النقابات العمالية الخمس بانتقادات أكثر حدة من طرف مهنيي الصحة العاملين في القطاع العام، الذين اعتبروا أن اقتراح الاقتطاع من أجورهم يأتي "خارج السياق"؛ لأنهم يشتغلون أصلا في ظروف صعبة، زادتها تعقيدا الظروف الاستثنائية الحالية، في ظل الاستنفار الذي تشهده مختلف مستشفيات المملكة لمواجهة جائحة كورونا".

في هذا الإطار، وجّه مصطفى الشناوي، النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار، سؤالا كتابيا إلى رئيس الحكومة، بخصوص "تضحيات موظفي وزارة الصحة وقيامهم بواجبهم في التصدي لجائحة كوفيد 19"، دعاه فيه إلى دعم ومساندة وتحفيز مهنيي الصحة وتوفير كل الوسائل والإمكانات لكي يتيسر لهم القيام بمهامهم على أحسن وجه.

الشناوي ردّ، بشكل مبطن، في سؤاله الموجه إلى رئيس الحكومة، على مطلب النقابات العمالية الخمس بالاقتطاع من أجور الطبقة العاملة في القطاع العام، ومنهم مهنيو الصحة، حيث قال إن هؤلاء "هم الذين يحتاجون إلى التفاتة من حكومتكم (...)، ويكفيهم ما هم فيه، ولا يمكن إثقال كاهلهم بالمزيد من التضحيات، ويجب بالضرورة إعفاؤهم من أي مجهود تضامني إجباري إضافي".

ردود الأفعال الغاضبة التي قُوبل بها البلاغ المشترك للنقابات العمالية الخمس وضع هذه الأخيرة في موقف محرج وأربكها، حيث ذهبت بعض مكوناتها إلى اعتبار أن البلاغ الصادر عنها أمس لم يكن نهائيا؛ في حين اعتبر الرافضون لمضمون هذا البلاغ أن النقابات تحاول الهروب إلى الأمام، بحثا عن سبيل للخروج من ورطتها بأقل الخسائر.

وينبع تخوّف النقابات العمالية الخمس من الرفض، الذي عبرت عنه الطبقة العمالية المَعنية باقتراح اقتطاع أجرة ثلاثة أيام من راتبها الشهري طيلة ثلاثة شهور، من أن يؤدّي موقفها إلى فقدان قاعدتها الضعيفة أصلا، خاصة بعد ارتفاع أصوات تَعتبر أن تفعيل مطلب الاقتطاع "سيكون اندحارا للنقابات".

الممرضون العاملون في المستشفيات العمومية، خاصة المشتغلون منهم في الأجنحة الخاصة باستقبال المصابين بفيروس "كورونا"، كانوا من أشدّ معارضي الاقتطاع من أجورهم، حيث اعتبروا أن العمل الذي يقومون به والمخاطر التي يواجهونها يوميا، علاوة على الضغط الكبير الذي يشتغلون في ظله، هو في حد ذاته مساهمة كبيرة من طرفهم في محاربة انتشار الوباء العالمي الجديد.

"أكبر تضحية ممكن يْعطيها الإنسان هي الروح ديالو، والسلامة الصحية ديالو وديال وليداتو"، تقول فاطمة الزهراء بلين، ممرضة في إحدى المصالح المعنية بعلاج المصابين بفيروس "كورونا" في الرباط، مضيفة: "نحن نعمل، ومهددون بأن نحمل معنا فيروس "كورونا" إلى بيوتنا ونصيب أبناءنا بالعدوى".

فاطمة الزهراء بلين هي أم لثلاثة أطفال، تقول إن أكبرهم لا يتعدى عمره عشر سنوات، وحين تذهب إلى عملها تغلق عليهم في البيت، وهي مستعدة "للتضحية بروحي، وأتبرّع براتب شهر كامل، وليس فقط "ربعا د ريال"، التي اقترحتها النقابات"؛ لكن ما آلمها، كما قالت لهسبريس، هو أن النقابات بقرارها هذا "سفّهت كل التضحيات التي نبذلها في سبيل الوطن والمواطنين".

وأضافت بحسرة: "أنا ممرضة أشتغل في المركب الجراحي. وحين ظهر فيروس "كورونا" بالمغرب، اتصلت بالمسؤولين عن المستشفى الذي أعمل فيه، وقلت لهم أنا مستعدة للتطوع، وأنا رهن الإشارة بمجرد أن تصل الحالة الأولى إلى المستشفى.. وفعلا تخليت عن عملي الأصلي وذهبت للتطوع لمساعدة مرضى "كورونا"؛ لأننا، نحن الممرضين، تربّينا على روح التطوع والتضحية، وماشي النقابات هي اللي غتقرّينا هادشي".

وبغضب، أضافت هذه الممرضة أن الذي يحز في نفوس الممرضين ليس هو دعوة النقابات إلى اقتطاع ثلاثة أيام عمل من أجورهم؛ "ولكن منطق الوصاية الذي تعاملت به معنا، فهي ليست لها تمثيلية أصلا لكي تتحدث باسمنا كممرضين أو كشغّيلة صحية"، مضيفة: "إذا كان هناك اقتطاع فعليهم أن يستثنوا الشغيلة الصحية، لأنها تضحي بما هو أكبر من المال، وإذا كان الاقتطاع مفروضا على الجميع فـ"على الراس والعين"".

قد يهمك ايضا

سعد الدين العثماني يُدافع عن العرض الاجتماعي للحكومة

عودة احتجاجات النقابات العمالية إلى الشوارع عقب تعليق الحوار في الغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفض واسع لاقتطاع 3 أيام من الطبقة العاملة في القطاع العام رفض واسع لاقتطاع 3 أيام من الطبقة العاملة في القطاع العام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib