كورونا يُصيب مغاربةَ بـسُعار التبضع أمام الاحتكار والمضاربة
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

بهدف مواجهة الحجر المنزلي المحتمل في أية لحظة

"كورونا" يُصيب مغاربةَ بـ"سُعار التبضع" أمام الاحتكار والمضاربة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الاحتياجات الغذائيّة الكافية
الرباط -المغرب اليوم

تحسّبًا لأيّة مُستجدات قد تُجبِر من خلالها السّلطاتُ الأفرادَ بملازمة المنازل على غرار ما وقع بمدينة مليلية المحتلّة المجاورة في إطار الإجراءات الاحترازيّة للحدّ من خطر انتشار فيروس "كوفيد-19" عند الجارة الشّمالية، سارعَ عددٌ من المواطنين بمدينة الناظور إلى ملء الأسواق لشراء الاحتياجات الغذائيّة الكافية لمواجهة "الحجر المنزلي" المحتمل في أية لحظة.

مباشرة بعد إعلان وزارة التربية الوطنيّة تعليق الدراسة في البلاد إلى إشعار آخر، إضافةً إلى شائعة "رشّ المبيدات الكيماوية"، أخذ المواطنون الأمور بجديّة فخرجوا إلى التسوّق لاعتقادهم أن القضيّة قد أخذت أبعادَها الجادّة ولم تَعد مجرد "مزحة" يتندّر بها نشطاء مواقع التّواصل الاجتماعي.

وعلى الطّرف المقابل، لم يبالِ الكثيرون بـ"سباقِ التسلّح بالمؤونة"، واكتفوا بمتابعة الوضع عن كثب في انتظار تطوّرات الأزمة التي طالت دول العالم.

وعلى الرغم من أن وزارة الصّناعة والتّجارة والاقتصاد الأخضر والرّقمي طمأنت، في وقتٍ سابق، المغاربةَ بوفرة المواد الغذائيّة، وأعلنت حرصها على تتبّع حالة التّموين بالمواد الغذائية الأكثر استهلاكًا، فإن الرّعب مما سيأتي به "المستقبلُ المجهولُ" في ظلّ الانتشار السّريع للفيروس وما يصاحبه، في كلّ مرّة، من إجراءات وأوامر، دفعَ الكثيرين إلى أخذ كافّة الاحتياطاتِ اللازمة لتوفير المؤونة الغذائية الكافيّة.

واكتظّت الأسواق بالمدينة، خلال اليومين الأخيرين، على غير العادة، بالمتسوّقين حتّى نفدت بعض المواد الغذائيّة في وقتٍ وجيز؛ فيما كانت المناسبة فُرصةً لنشاط تجاريّ جعلت الأسواق الوِجهةَ الأولى على حساب عادة قضاء العطلة الأسبوعية.

الاحتياط والجشع

الاحتياط الواجبُ لمواجهة "نكبة الجوع" استحوذ على عقول المتسوّقين، خاصّة العائلات الغنيّة التي لم تكتفِ بشراء ما يلزمها لمدّة شهر أو شهرين؛ بل ضاعفت حصّتها بشكل مبالغ فيه حتّى سُجّلت مشاهدُ كثيرة لأشخاصِ اقتنوا ما يكفيهم لأزيد من عام، تحوّلوا، في غفلةٍ من شَجعهم، إلى صورٍ كاريكاتوريّة في منشورات "فيسبوك".

وعلّق زهير كطار، فاعل جمعوي، على الحدث قائلًا: "إن الأمر أصبح مضحكا جدا، وأكثر من ذلك كشف عن الطّبيعة الأنانية عند هؤلاء الذين أعمتهم غريزةُ البقاء حتّى لم يعد المرء يفكر في الآخر". وأضاف المتحدّث: "أعتقد أن المواد، كما صرّحت بذلك الجهات المسؤولة متوفّرة ولا داعي لكلّ هذا اللهف المضحك".

يقول مصطفى أبركان، بائع خضر في السّوق الأسبوعي بمدينة العروي: "لا نشهد مثل هذا الإقبال الكبير للمتسوّقين إلّا في المناسبات والأعياد، شعرنا وكأنّنا نعيش أجواء رمضان قبل أوانه".

"اضطررتُ إلى الاستعانة بابنيَّ لمساعدتي في العمل خلال هذا الرّواج المفاجئ، يردف أبركان، والشيء نفسه لباقي الزّملاء هنا في السّوق. واستنكرّ أبركان ما اعتبره "لجوء الكثيرين إلى الزّيادة في أثمنة بعض الخضر التي قال إنّها متوفّرة بكثرة".

ومن جهته، أبرز "الحسين. ف"، بائع موادّ غذائية في السّوق الأسبوعي "جمعة ثقذينت"، أن بعض الموادّ شهدت إقبالا كبيرًا حتّى نفدت في وقتٍ وجيز في السّوق مثل مواد التّنظيف والسكّر والزّيت والقطاني والأطعمة المعلّبة.الاحتكار والمضاربة

وفق مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، انتهز الكثيرُ من التّجار الفرصةَ لاحتكار بعض السّلع والزّيادة في ثمنها؛ فقد وصلت أثمنة بعض القطاني، على سبيل المثال، إلى حوالي الضّعف؛ فالحمص الذي كان لا يتجاوز ثمنه 14 درهمًا أصبح بـ25 درهمًا، والعدس أصبح ثمنه يتجاوز 20 درهمًا، والفاصوليا 22 درهما، وقفز ثمن البصل إلى أزيد من 10 دراهم بعدما كان ثمنه لا يتجاوز 6 دراهم..

وعلى الرغم من إعلان السّلطات المغربيّة عن إجراءات صارمة ضدّ المضاربين في الأسعار، فإنّ بعض التّجار لم يحُلْ ضميرهم المهنيُّ ولا الإنسانيّ دونَ استغلال "اللحظة" في سبيل الكسبِ السّريع؛ وهو ما سبّب في الكثير من الاصطدامات والتشنّجات بين التّجار والمتسوّقين.

يقول زكريّاء رزقي، أحدُ المتسوّقين في سوق العروي الأسبوعي: "بالأمس، كانت الأسعار مستقرّة، وإذا بنا اليوم نتفاجأ بارتفاعها. حاولتُ عدّة مرّات ربط الاتّصال بالجهات المسؤولة عن الأمر للإبلاغ عن حالات كثيرة صادفتها؛ غير أنّ الخطّ لا يشتغل".

وطالب المتحدّث بضرورة "تشكيل لجنة خاصّة تتبّع الأسعار عن بعد والإعلان عن نشاطها لصدّ "ظاهرة ارتفاع الأسعار" التي اجتاحت الأسواق، مشيرًا إلى أنّ "غياب المراقبةَ واستغلالَ الإقبال الكبير للمتسوّقين يفتحان الباب على مصراعيه أمام خبثِ هؤلاء الانتهازيّين".

وحين استفسرت هسبريس أحدَ التجّار عن سبب رفعه ثمن البصل إلى 10 دراهم، قال إنّه يُساير، مكرهًا، السّعر العامّ عند جميع التجّار الذي أعلن عنه السّوقُ في الصّباح. وأبى المتحدّث أن يكشف عن ثمن شرائه بالجُملة، قائلًا إن سعر البصل ارتفع اليوم فقط حينما سألناه عن ثمنه في الأيام السّابقة!

وصرّح سعيد تيسير، تاجر للمواد الغذائية، بأن "ارتفاع الأسعار شمل بعض المواد التي تشهد تفاوتا في ثمنها فقط مثل القطاني؛ أما باقي المواد الأخرى فبقي سعرها مستقرّا، مستنكرًا الاستغلال والزيادات التي يقف وراءها بعضُ عديمي الضّمير".

ومن جهته، أبرز نجيب أدرغال، بائع خضر وعضو في جمعية النهضة لتجار السوق المركزي، أن "الجمعية تمارس نوعا من الرقابة على الخضّارين لمحاربة رفع الأسعار"، نافيًا أن تكون هناك أيّة زيادات في السوق المركزي.

وفرة الخضر

قال ميمون بوشيخ، رئيس سوق الجملة للخضر والفواكه بالنّاظور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ "كل شيء متوفّر في النّاظور : البطاطس والطماطم والجزر والبازلاء والفلفل... والكثير من الخضر التي نجلبها من بوعرك وبركان؛ وهو ما يجعل المخزون في المنطقة كافيا جدّا، باستثناء البصل الذي نجلبه من مناطق بعيدة، لذلك شهد احتكارا كبيرا في السّوق وارتفع ثمنه، اليوم، إلى 9 دراهم بالجملة".

وأبرز بوشيخ أن المخزون من البصل قليل جدّا وقد يرتفع ثمنه أكثر إذا لم يتزوّد السوق بكمّيات وافرة منه، وإذا لم تتدخّل السلطات، أيضًا، لمراقبة الأسعار والضّرب بيد من حديد على بعض التّجار الذين احتكروا البصل ورفعوا في ثمنه.

أما فيما يخصّ الخضر الأخرى، يقول بوشيخ، "فإننّي من جهتي أطمئن كافّة ساكنة المنطقة بوفرتها ولا داعي للقلق بشأن ذلك"، مؤكّدًا أن "أسعارها ستبقى مستقرّة، ولن ينفع الاحتكارُ في رفعها ما دامت متوفّرة جدًا عند جميع الخضّارين".

قد يهمك ايضا

"بلومبرج" تبرز أن "كورونا" يهدد عملات الأسواق الناشئة بخسارة 30 في المائة

"فيس بوك" تكشف عن طرح مركز موارد الأنشطة التجارية الصغيرة


 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يُصيب مغاربةَ بـسُعار التبضع أمام الاحتكار والمضاربة كورونا يُصيب مغاربةَ بـسُعار التبضع أمام الاحتكار والمضاربة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib