الدار البيضاء ـ جميلة عمر
دعا رئيس مؤتمر مراكش 2016 حول التغيرات المناخية ( كوب22)، صلاح الدين مزوار، في كلمة خلال افتتاح المنتدى الخامس للجنة الأممية الدائمة المعنية بالتمويل 2017 بشأن تعبئة التمويل للبنيات التحتية المقاومة للتغيرات المناخية، في الرباط، إلى إعادة توجيه الجهد المالي نحو الأبعاد المناخية.
و أضاف مزوار،"لا يوجد نقص في الأموال بل هناك حاجة لإعادة توجيه هذه الأموال إلى حيث يجب أن توجه"، داعيا إلى إعادة توجيه الجهد المالي بحيث يتم أخذ البعد المناخي، بعين الاعتبار، في قوانين الدولة والسياسات العمومية وإدماج البعد البيئي في كل الاستثمارات الخاصة، وتابع أن الفاعلين المعنيين لم يتوصلوا لحد الآن إلى إجماع حول تعريف "المالية المناخية"، داعيا كافة الدول إلى تحمل مسؤولياتها من أجل تنفيذ الالتزامات المناخية وضمان استمرارية الدينامية العالمية التي انطلقت في مؤتمر مراكش.
وأكد أيضا أن أفريقيا قارة "تتجدد"، مشددا على ضرورة احترام المعايير البيئية خلال هذا التحول، من خلال أخذ الأبعاد البيئية بعين الاعتبار في كل الاستثمارات المنجزة، موضحًا في الوقت ذاته أن المغرب، الذي تم تكليفه لتحقيق تقدم في القضايا المتعلقة بالمالية-المناخ وكذا بتعزيز القدرات في هذا المجال، يظل معبأ لمواكبة البلدان الإفريقية في هذه الدينامية ولإشراك مزيد من الفاعلين ضمن منهجية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لإنجاز استثمارات تحترم البيئة.
ودعا مزوار، بهذه المناسبة أيضا، إلى استحضار جماعي لمعاناة السكان الذين يواجهون اليوم ظواهر طبيعية تنتج عن التغيرات المناخية وخصوصا سكان جزر الكارايبي، مذكرا بأن الدول الجزرية هي الأكثر تعرضا لمخاطر التغيرات المناخية.
من جهتها، أوضحت رئيسة اللجنة الدائمة للمالية بالاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، بيرنارديتاس مولر، أن هذا المنتدى يهدف إلى إشعار المشاركين بأهمية تعبئة التمويلات من أجل إنشاء بنيات تحتية مقاومة للتغيرات المناخية وتسريع وتيرة تعبئة التمويل، كما أكدت أن المنتدى يشكل فرصة لتسهيل الحوار بين مختلف الفاعلين والمؤسسات المعنية من أجل إدماج البعد المناخي والبيئي في الاستثمارات المشتركة بين القطاعين العام والخاص وتبادل التجارب والدروس المستخلصة والنقاش حول الثغرات والنواقص.
ويشهد المنتدى الخامس، الذي تنظمه على مدى يومين، سكرتارية الاتفاقية الإطار حول التغيرات المناخية بشراكة مع كتابة الدولة لدى وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلفة بالتنمية المستدامة، تنظيم العديد من الجلسات العامة وموائد مستديرة وجلسات عمل على شكل مجموعات، ويهدف المنتدى، الذي يعرف مشاركة ممثلي القطاعات الحكومية والهيئات الدولية ومؤسسات التمويل الإنمائي وبنوك الاستثمار الأخضر، وصناديق المناخ، والصناديق المنضوية تحت الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والمنظمات غير الحكومية وأيضا معاهد البحث العلمي، إلى إطلاع المشاركين والأطراف المعنية على الكيفية التي تعمل بها السلطات العمومية والقطاع الخاص والمؤسسات المالية حاليا، من أجل تعبئة التمويل للبنيات التحتية المتأقلمة مع تغير المناخ، وتزويدها بالأدوات والمنهجيات العملية التي يمكن استخدامها للتعجيل بجلب الاستثمارات لفائدة البنيات التحتية المقاومة لتغير المناخ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر