شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ اتفاق البريكست
آخر تحديث GMT 10:29:44
المغرب اليوم -

شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ "اتفاق البريكست"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ

العلم المغربي
الرباط - كمال العلمي

منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، شهدت علاقات بريطانيا مع المملكة المغربية تطورا كبيرا على كافة المستويات، خاصة على المستوى الاقتصادي والتجاري؛ فقد حققت المبادلات التجارية بين البلدين أرقاما قياسية مدعومة برغبة كلا البلدين في تطوير شراكاتهما لتشمل مختلف القطاعات والمجالات الحيوية على غرار قطاع الطاقة.

في هذا الصدد، عينت الحكومة البريطانية، مؤخرا، مبعوثا تجاريا لها في المغرب، تزامنا مع بلوغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من أربعة مليارات دولار عند متم النصف الأول من السنة الجارية.

ونقلت وسائل إعلام بريطانية أن لندن تتطلع إلى توقيع اتفاق تجاري جديد من المملكة المغربية، على غرار اتفاقية الشراكة الشاملة التي دخلت حيز التنفيذ في شهر يناير من العام 2021؛ فيما سجل متتبعون للشأن الاقتصادي أن التحولات التي عرفها الاقتصاد البريطاني بعد البريكست، إضافة إلى الرهانات الاقتصادية الجديدة للحكومة البريطانية، كلها مؤشرات تدفع في اتجاه تعزيز العلاقات بين البلدين وتدفعا أيضا في اتجاه تموقع المغرب كشريك استراتيجي مهم بالنسبة لبريطانيا على المديين القريب والبعيد.

زخم كبير وارتباط طويل الأمد
ياسين اعليا، خبير اقتصادي، قال إن “العلاقات الاقتصادية بين المغرب وبريطانيا عرفت زخما كبيرا بعد اتفاق البريكست؛ فقد حاولت المملكة المتحدة، منذ ذلك الوقت، البحث عن شركاء جدد لتعويض خروجها من التكتل الأوروبي بعد تصويت البريطانيين على هذا الخروج في استفتاء 2016”.

وأضاف الخبير الاقتصادي: “اتجهت لندن، بعدها، إلى تعميق شراكاتها مع عدد من الدول؛ من ضمنهم المغرب، الذي وقعت معه اتفاقية للشراكة الشاملة في وقت لاحق من هذا التاريخ”، مسجلا أن “هذه الشراكة الجديدة مكنت من رفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين بنحو 50 في المائة”.

وأفاد اعليا، في تصريح لهسبريس، بأن “بريطانيا سعت، من خلال شراكتها مع الرباط، إلى تعويض وارداتها من المنتجات الفلاحية التي كانت تستقدمها من دول جنوب أوروبا بالمنتجات المغربية، خاصة الحوامض منها والتي تعد المغرب بالمناسبة بين أهم مورديها على المستوى العالمي”، مشيرا إلى “مشروع الربط الكهربائي عن طريق الطاقات النظيفة الذي سيربط البلدين، خاصة أن بريطانيا في الوقت الراهن لديها مجموعة من الالتزامات المتعلقة من مستويات الانبعاثات الكربونية”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “المملكة المغربية ستستفيد على المدى القريب الاستفادة من الإنتاج البريطاني على مستوى بحر الشمال والذي يتعلق فيه الأمر أساسا بالنفط والغاز المسال؛ ذلك أن بريطانيا أكثر قربا من المغرب من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا”، معتبرا أن “التحولات التي يعرفها الاقتصاد العالمي تؤكد على الحاجة المستقبلية لتكثيف التعاون بين بريطانيا والرباط من أجل تجاوز الصعوبات التي يمر منها الاقتصاد البريطاني بعد محطة البريكسيت؛ وهو ما يسير في اتجاه كلا البلدان”.

تكامل اقتصادي وتوقعات إيجابية
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال زكرياء فيرانو، محلل اقتصادي وأستاذ جامعي، إن “العلاقات بين البلدين عرفت، ملحوظة في السنوات الأخيرة، تطورات؛ فقد انتقلت المعاملات التجارية بينهما في ظرف أقل من أربع سنوات من 20 مليار درهم إلى أكثر من 40 مليار درهم عند حدود شتنبر الماضي، وهذا ما يؤسس لارتباط اقتصادي قوي وطويل الأمد بين كلا البلدين”.

وأضاف فيرانو أن “هناك توقعات بارتفاع هذه المبادلات في السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى حوالي 80 مليار درهم، لاعتبارات عديدة أهمها التكامل الاقتصادي الذي يميزها، حيث يتبوأ القطاع الفلاحي مركزا مهما في طبيعة هذه التبادلات، إذ عانت بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي من تقلبات الأسعار على الصعيد الدولي لتتوجه بذلك إلى المغرب ومنتجاته لحلحلة الإشكالات المرتبطة بالمواد الفلاحية والغذائية”، مسجلا أن “المغرب أصبح شريكا مهما للندن، خاصة بعد تدهور علاقات بريطانيا مع دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.

ولفت المصرح لهسبريس إلى أن “بريطانيا تدخل اليوم كذلك كشريك استراتيجي مهم بالنسبة للمملكة المغربية فيما يتعلق بالتحولات الطاقية التي تعرفها هذه الأخيرة، كما ستكون لندن من أولى الدول التي ستستفيد من أنبوب الغاز المغربي النيجيري”، موضحا أن “كل هذه التحولات والمستجدات سوف تؤسس لمزيد من التطور على مستوى العلاقات بين البلدين”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن وجود “توقعات بارتفاع المبادلات المالية بين البلدين، خاصة مع دخول بريطانيا كمستثمر مهم في قطاعات ومشاريع عديدة كبرى في المغرب؛ على غرار مشروع ميناء الداخلة وميناء الناظور”، مسجلا أن “هذا الزخم الذي تعرفه العلاقات الاقتصادية بين البلدين كان مدعوما كذلك بعلاقات دبلوماسية وسياسية وطيدة بينهما، حيث كان هذا البلد الأوروبي من ضمن الدول التي قدمت المساعدة للمغرب إبان زلزال الحوز، دون أن ننسى المواقف البريطانية التي كانت دائما إلى جنب الرباط”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الاتحاد الأوروبي يستعد لحزم عقوبات جديدة ضد روسيا

الاتحاد الأوروبي يعدّ خطة احتياطية بقيمة تصل إلى 20 مليار يورو لتمويل أوكرانيا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ اتفاق البريكست شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ اتفاق البريكست



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib