الرباط - كمال العلمي
بعد أربع سنوات من منع التهريب بالمعابر الحدودية، لم تصمد الأسواق التجارية بمدينة الناظور أمام الأزمة الاقتصادية المترتبة عن الجائحة، في ظل تراجع الإقبال على السلع والمنتجات الاستهلاكية بسبب تدهور القدرة الشرائية للمواطنين.وحسب شهادات المهنيين بكل من المركب التجاري وسوق “أولاد ميمون”، لم تعد أسواق الناظور تغري الزوار المغاربة، نتيجة اختفاء السلع المهربة القادمة من الضفة الإسبانية، ما جعل الرواج الاقتصادي يقتصر على سكان المناطق المحلية فقط.
وساهمت العطلة الصيفية في انتعاش الحركة التجارية بشكل مهم بأسواق مدينة الناظور، تبعا للتجار الذين لفتوا إلى “ارتفاع أسعار الألبسة والمنتجات الاستهلاكية خلال السنة الحالية، ما أدى إلى ضعف الإقبال عليها بخلاف السنوات الماضية”.التاجر رشيد، الذي التقت به ، صرح بأن “عهد التهريب انتهى بصفة رسمية في الشمال، وبالتالي لم تعد السلع المهربة متوفرة في الأسواق المحلية مثلما كانت عليه في وقت سابق”.
وأضاف المتحدث ذاته: “السلع والمنتجات المعروضة بأسواق الناظور موجودة بأسواق المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء ومراكش وأكادير وفاس”، مبرزا أن “الزائر لا يمكنه اقتناء المنتجات المعروضة بالناظور بالثمن الذي يعاينه في المدن الأخرى”.وأضاف التاجر ذاته أن “زوار سوق أولاد ميمون من المناطق المجاورة لمدينة الناظور، إذ لم تعد المدينة وجهة للمغاربة الباحثين عن السلع المهربة الرخيصة”، مؤكدا أن “السلع المهربة نادرة بعد تشديد المراقبة على الحدود بين المغرب وإسبانيا”.
فيما أورد محمد، تاجر في المركب التجاري لمدينة الناظور، أن “الركود يخيم على المدينة منذ إنهاء التهريب المعيشي من طرف الدولة المغربية”، معتبرا أن “الجائحة ساهمت بدورها في تأزيم الأوضاع الاجتماعية للتجار الذين يعانون الأمرين لتوفير لقمة العيش”.وتابع التاجر ذاته: “مع ذلك، شهدت مدينة الناظور انتعاشا تجاريا ملحوظا خلال فصل الصيف، بعد قدوم الجالية المغربية المقيمة بالخارج للوطن”، مشيرا إلى أن “الأسعار تضاعفت في السنة الأخيرة بسبب تداعيات الجائحة”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المحكمة الابتدائية بمدينة الناظور المغربية تبت في ملف المهاجرين السريين الـ14
"العربية للطيران" تُعلن إطلاقها خطاً جوياً بين مدريد ومدينة الناظور
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر