الاقتصاد المغربي في مواجهة صدمة غير مسبوقة مع تفشي كورونا
آخر تحديث GMT 12:17:17
المغرب اليوم -

تبذل المملكة جهودًا استثنائية لاحتواء انتشار الفيروس المستجد

الاقتصاد المغربي في مواجهة صدمة غير مسبوقة مع تفشي "كورونا"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاقتصاد المغربي في مواجهة صدمة غير مسبوقة مع تفشي

الاقتصاد العالمي
الرباط - المغرب اليوم

يواجه الاقتصاد المغربي، كغيره من اقتصاديات مختلف دول المعمور، في الوقت الراهن، صدمة غير مسبوقة، وذلك بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ومن أجل التعاطي مع هذه الظرفية الصعبة، وضمن مقاربة استباقية، فإن المغرب يبذل من جهة جهودا استثنائية لاحتواء انتشار الفيروس التاجي على مستوى مختلف ربوع أرضه، ومن جهة ثانية يعمل على إنقاذ اقتصاده الوطني، الذي تأثر بهذه الأزمة الصحية ، وأصبح تحت رحمة تداعياتها ومن أجل التخفيف من انعكاسات هذا الوباء المنتشر في العالم، فقد أخذ المغرب زمام المبادرة، عكستها مجموعة من التدابير الاستباقية، من بينها إنشاء الصندوق الخاص بتدبير جائحة كوفيد 19 الذي جرى إحداثه بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنح تعويضات جزافية لفائدة الأجراء العاملين بالمقاولات المتواجدة في وضعية صعبة الخاضعة لنظام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، علاوة على منح دعم للأسر المعوزة، واعتماد إجراءات لها صلة بمعاملات الأبناك (تأجيل الاقتطاعات البنكية الخاصة بقروض السكن والاستهلاك).

وفي ظل هذا الوضع الصحي غير المسبوق والأزمة التي تسبب فيها، وتداعياته الكبرى حتى على الاقتصادات الكبرى في العالم، هناك عدة أسئلة تطرح نفسها حول انعكاسات هذا الوباء على الاقتصاد الوطني، خاصة وأن الركود الاقتصادي عاد لخيم من جديد على المستوى العالمي، مع دخول عدد كبير من ساكنة كوكب الأرض حالة العزل الصحي، مما تسبب في توقف مجموعة كبيرة من الأنشطة الاقتصادية وضمن متابعة بنك المغرب لمختلف التطورات الاقتصادية في ضوء هذه الأزمة الصحية، أعلن البنك مؤخرا أن التطور الذي یشھده ھذا الوباء یستدعي التحدیث المتواتر لتقییم الوضعیة وللتوقعات الاقتصادیة.

وحسب البنك، فإن تحليل الوضعية الاقتصادية الوطنية يظهر على الخصوص “ضعف النمو”، الذي يمكن أن يستقر عند 2.3 في المائة سنة 2020، نتيجة التأثير المزدوج للظروف المناخية غير الملائمة، وانتشار وباء ( Covid-19 ) على الصعيد العالمي ، مشيرا إلى أنه من المرتقب خلال العام المقبل أن يعرف النمو انتعاشا ب 3.8 في المائة ، مع ارتفاع في القيمة الفلاحية المضافة بنسبة8.1 في المائة ، أخذا في الاعتبار فرضیة تحقیق محصول حبوب متوسط قدره 75 ملیون قنطار وتحسن النمو غیر الفلاحي إلى 3,3 في المائة وفي الاتجاه ذاته ، أعلنت المندوبية السامية للتخطيط، عن مراجعة توقعاتها بشأن نسبة النمو، وعن تكييف أنشطتها الإحصائية تبعا لإكراهات الظرفية الصحية الوطنية، واتخاذ مجموعة من التدابير لمواصلة عملها وفق المعايير الدولية، وامتثالا للتعليمات التي تصدرها السلطات المعنية للتصدي لجائحة فيروس كورونا، موضحة أنه تم تعويض أسلوب الاستجواب المباشر مع الأسر و المقاولات الذي تعتمده عادة في مختلف البحوث ، بأسلوب تجميع المعطيات عبر الإنترنت أو عبر الهاتف، وفي بعض الحالات الخاصة عبر البريد تبعا لطبيعة العملية الإحصائية.

أما المركز المغربي للظرفية، فقد توقع بأن يبلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة حوالي 0.8 بالمئة برسم السنة المالية 2020، وحسب المركز، فإن هذا الأداء الاقتصادي ناتج عن تراجع جميع القطاعات في ظل الآثار المتعددة الناجمة عن فيروس (كوفيد 19)، إضافة إلى الحجر الصحي الإلزامي وإعلان حالة الطوارئ الصحية وأظهرت مذكرة ل ( CFG Bank )، أن الاقتصاد الوطني لا يمكنه أن ينجو من تداعيات الأزمة الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، مستحضرة على سبيل المثال لا الحصر قطاع السياحة الذي قد يشهد تراجعا قد يصل حتى 39 بالمائة من أعداد الوافدين على المغرب .

أما بالنسبة للتجارة، وحسب المذكرة نفسها، فإنه يتوقع انخفاضا بنسبة 20 بالمائة في حجم المبادلات التجارية الخاصة بالسلع والبضائع ، وهو ما يعادل خسارة 6 ر2 مليون طن كل شهر ، ابتداء من شهر مارس 2020، وفي سياق متصل، فإن الموضوع المتعلق بانعكاسات انتشار (Covid-19 ) على الاقتصاد الوطني، حرك أيضا الباحثين والاقتصاديين، حيث اعتبر أستاذ الاقتصاد في جامعة محمد الخامس بالرباط السيد رضوان رؤوف، أن القطاعات الاقتصادية الوطنية التي تضررت كثيرا من الأزمة الصحية الحالية هي في المقام الأول النقل والسياحة.

وأوضح السيد رؤوف، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن حركة النقل الجوي تراجعت تماما لعدة أسباب أهمها توقف السياحة بسبب التدابير والإجراءات المتعلقة بمنع انتشار فيروس كورونا،وهو ما انعكس على أنشطة الفنادق والمطاعم والمقاهي وغيرها وحسب هذا الاقتصادي، فإن القطاع الصناعي تأثر أيضا بشكل مباشر بسبب تقليص العمال، أو بشكل غير مباشر من خلال توقف المقاولين أو البطء المسجل بشأن سلاسل اللوجيستيك والتموين، لافتا إلى أن توقف القطاعات الصناعية في الصين ومكانتها في سلاسل القيمة العالمية ، يفسر جزئيا الاضطرابات التي يشهدها الإنتاج الصناعي، وخاصة قطاع السيارات .

ومن جهة أخرى ، لفت إلى أن قطاع النسيج يواجه مشاكل تتعلق بالطلب ، وتباطؤ سلسلة اللوجيستيك خاصة في أوروبا ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن القطاع الفلاحي يعاني بدوره من انعكاسات الجفاف ووباء فيروس كورونا ووضع السيد رضوان الأصبع أيضا على تأثير هذه الأزمة على ميزان الأداءات والاحتياطيات من العملة الأجنبية ، وذلك بسبب توقف عائدات السياحة، وتباطؤ تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج ، الناتجة عن الأزمة في أوروبا وبخصوص هامش التحرك بالنسبة للمغرب، لفت هذا الاقتصادي، إلى أنه لدى المغرب من العملات الأجنبية ما يغطي أكثر من خمسة أشهر من الواردات ، بالإضافة إلى إمكانية اللجوء لصندوق النقد الدولي ، دون نسيان المرونة الإضافية ، التي وفرها بنك المغرب بشأن تغيير سعر الصرف ( زائد ناقص 5 بالمائة) وبشكل عام ، فقد أبرز السيد رؤوف أن الأزمة الصحية العالمية أبانت عن هشاشة العالم واقتصاداته بشكل جلي ، مشيرا إلى أن الدرس الذي يتعين استخلاصه في ظل هذه الأزمة ، يتمثل في إعادة رسم الأولوليات بشأن النفقات العمومية وعملية الإنتاج ، وذلك من أجل جعل الاقتصاد الوطني أقل اعتمادا على المنتجات الاستراتيجية .

قد يهمك ايضـــًا :

فيتش ان المغرب قادر على مواجهة ضغوطات كورونا

وزارة الاقتصاد المغربية تعلن عن آلية جديدة"ضمان اكسجين" لدعم المقاولات

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد المغربي في مواجهة صدمة غير مسبوقة مع تفشي كورونا الاقتصاد المغربي في مواجهة صدمة غير مسبوقة مع تفشي كورونا



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم "السلّم والثعبان"
المغرب اليوم - حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 20:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس الفرنسي وزوجته يزُوران ضريح الملك محمد الخامس

GMT 03:51 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكعبي يطارد هداف الدوري اليوناني

GMT 06:49 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي نصائح مهمة لتنظيف خزانات المطبخ من الدهون

GMT 20:26 2018 السبت ,05 أيار / مايو

9 أشياء تكرهها حواء في مظهر آدم

GMT 00:06 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

سيمونا هاليب تتصدّر التصنيف العالمي للاعبات التنس

GMT 08:44 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة لطيفة تعلن أنّ ألبومها الأخير حقّق مبيعات كبيرة

GMT 05:02 2022 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار المحروقات في المغرب تُسجل ارتفاعاً قياسياً

GMT 00:04 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الحديقة السرية في مراكش تفتح أبوابها مجددا في وجه الزوار

GMT 12:47 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس السابق لبلدية الشماعية بخمس سنوات سجنا نافذا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib