خلص مسح للشركات أمس الثلاثاء، إلى أن اقتصاد بريطانيا على مسار تسجيل انكماش فصلي غير مسبوق بنسبة 7 في المائة، بعد أن أجبرت الإجراءات المطبقة للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد الشركات على الإغلاق في شتى أنحاء البلاد الشهر الماضي.ومما أضاف للأجواء التشاؤمية، أظهرت بيانات صادرة أمس، أن مبيعات السيارات الشهرية انخفضت لأدنى مستوى منذ 1946 بسبب إغلاق المعارض بينما أصبح ربع العاملين الآن يتلقون إعانات حكومية بسبب التسريح المؤقت.
وقالت آي إتش إس ماركت إن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات انخفض لأقل مستوى منذ بدء هذا المسح في 1996 مسجلا 13.4 في أبريل (نيسان) انخفاضا من 34.5 في مارس (آذار) لكن بزيادة طفيفة عن القراءة الأولية التي بلغت 12.3.
وكان مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية متدهورا بصورة مماثلة الأسبوع الماضي وبالتالي قالت آي إتش إس ماركت إنه بأخذ المؤشرين في الاعتبار معا فذلك يشير إلى أكبر انكماش اقتصادي "تعيه الذاكرة".
وأضافت أن مؤشرا مجمعا لمديري مشتريات القطاعين تراجع إلى مستوى قياسي متدن عند 13.8 في أبريل من 36 في مارس وهو ما يقل كثيرا عن مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش بما يشير إلى تراجع فصلي نسبته سبعة بالمائة في الناتج الإجمالي المحلي.
وقال تيم مور الخبير الاقتصادي في آي إتش إس ماركت: "نتوقع أن يكون التراجع الفعلي في الناتج الإجمالي المحلي أكبر من ذلك".
ولا يشمل مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في بريطانيا شركات التجزئة التي تلقت ضربة قوية منذ إغلاق المتاجر إثر تطبيق إجراءات العزل العام لاحتواء فيروس "كورونا" المستجد في 23 مارس، وكذلك لا يشمل أصحاب الأعمال الحرة.
وأظهر مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات ارتفاعا طفيفا في توقعات الأعمال في أبريل، إذ سجل 53.2 مقارنة بتسجيل 47.9 في مارس، وقالت آي إتش إس ماركت إن ذلك يعكس آمال الشركات في السماح لها باستئناف العمل بحلول الصيف. وتراجعت مبيعات السيارات الجديدة في بريطانيا 97 في المائة في أبريل الماضي، لتسجل أقل مستوى شهري منذ فبراير (شباط) 1946، مع إغلاق مصانع ووكلاء أبوابهم بسبب تفشي فيروس "كورونا".
وذكرت جمعية منتجي وتجار السيارات أن المبيعات للشركات في أبريل شكلت أربع من كل خمس سيارات من بين 4231 سيارة جديدة سُجلت خلال الشهر. وخفضت الجمعية التوقعات للعام كاملا أكثر إلى 1.68 مليون سيارة في سبيلها لتسجيل أقل مستوى في 30 عاما.
وكانت تتوقع في يناير (كانون الثاني) بيع 2.25 مليون سيارة. وذكرت الجمعية أن صناعة السيارات في بريطانيا، وهي أكبر مصدر للسلع في البلاد، تواجه خسارة إنتاج بقيمة تفوق ثمانية مليارات جنيه إسترليني (9.94 مليار دولار) بسبب تفشي "كورونا". وانخفض الإنتاج في القطاع 14 في المائة منذ بداية العام وتراجعت المبيعات 43 في المائة.
وكانت أكثر السيارات مبيعا في أبريل الماضي، "تيسلا 3" وسجلت 658 سيارة رغم أنه في العادة ما تتنافس على هذا اللقب سيارات مثل فورد وفولكسفاغن وفوكسهول.
وفي فبراير 1946 بعد أشهر قليلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، بلغت مبيعات السيارات الجديدة 4044 سيارة، بينما كانت البلاد لا تزال تطبق نظام الحصص وتحاول إعادة بناء الدمار، الذي خلفته الحرب في ظل أول حكومة أغلبية من حزب العمال.
قد يهمك ايضا :
الاقتصاد البريطاني يودع 2019 بتسجيله أضعف معدلات نمو نابع من الركود
الاقتصاد البريطاني في تشرين الثاني الماضي يُسجِّل أضعف وتيرة نمو سنوية منذ 2012
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر