القاهرة- سهام أبوزينة
برز اهتمام محدود للغاية في الآونة الأخيرة بنظام نقل المعلومات المالية، الذي استحدثه البنك المركزي الروسي عام 2014 لتوفير «بديل وطني» عن جمعية الاتصالات العالمية بين البنوك، المعروفة باسم نظام «سويفت». وقالت صحيفة «آر بي كا» الروسية إن «بنك كازاخستان الأوراسي» انضم أخيراً إلى البديل الروسي، أو «سويفت الروسي»، ليصبح بذلك ثاني بنك أجنبي (غير مقيم) ينضم إليه، وهو مدرج على قائمة أكبر 10 بنوك في كازاخستان. وفي وقت سابق، قالت آللا باكينا، مدير نظام الدفع الوطني في البنك المركزي الروسي، إن مصرفين اثنين انضما إلى «سويفت الروسي»، دون أن تقدم أي معلومات إضافية حول البنوك التي يدور الحديث عنها.
ويُعرف البنك المركزي الروسي هذا النظام على موقعه الرسمي بأنه «منظومة روسية لتبادل المعلومات بين البنوك، وتسديد المدفوعات، ويعمل على أساس نظام معلومات واتصالات سلكية ولاسلكية ضخم». ويوضح المركزي أنه «تم إنشاء هذا النظام الجديد ليكون بمثابة قناة بديلة للتعاملات، والتفاعل بين البنوك، من أجل ضمان توفير خدمات مضمونة، ودون انقطاع، لنقل الرسائل الإلكترونية حول المعاملات المالية (المراسلات المالية)، والتقليل من المخاطر التي تؤثر على أمن وسرية تقديم خدمة الرسائل المالية». ويمكن للمؤسسات الائتمانية الاستفادة من هذا النظام «وفقاً لاستعدادها الفني، وبناء على علاقات تعاقدية مع بنك روسيا». وتشارك في النظام الجديد 401 مؤسسة ائتمانية، جميعها روسية، وفق قائمة المشاركين، كما جاءت على الموقع الرسمي لـ«المركزي».
ومنذ الإعلان عن تأسيسه، أجمع الخبراء على أن الهدف منه واضح، وهو توفير بديل روسي يضمن استمرار المعاملات المالية، في حال تم فصل روسيا عن نظام «سويفت»، لا سيما أن مسؤولين ومشرعين من دول غربية لوحوا باحتمال اللجوء إلى إجراء كهذا، ضمن حزمة عقوبات ضد روسيا. ويُستبعد احتمال انضمام مؤسسات ائتمانية عربية لـ«سويفت الروسي»، وفق ما يراه مراقبون يشيرون إلى أن روسيا تسعى بصورة خاصة إلى توفير نظام يضمن استمرار التعاملات بين البنوك الروسية من جانب أول، وبين البنوك الروسية وبنوك الدول الحليفة من جانب آخر، وبصورة خاصة من الجمهوريات السوفياتية السابقة.
إلا أن الإقبال على الاستفادة من «سويفت الروسي» يبقى عند أدنى حد حتى الآن، واقتصر على مصرف واحد من بيلاروسيا، هو «بيل غاز بروم بنك»، الذي تملكه شركة «غاز بروم» الروسية، وبنكها «غاز بروم بنك». ومن هنا، فإن إعلان «البنك الأوراسي» الكازاخي عن انضمامه للنظام الروسي يشكل حدثاً يعتقد البعض أنه قد يمثل نقطة تحول، وبداية اهتمام متزايد بالانضمام إلى «سويفت الروسي»، من جانب بنوك أخرى في الجمهوريات السوفياتية السابقة التي تقيم علاقات اقتصادية مميزة مع روسيا.
اقرأ أيضًا:
اكتشاف "احتياطي هائل" من الغاز الطبيعي في إقليم جرسيف المغربي
ويتقاسم 3 رجال أعمال كازاخيين ملكية «البنك الأوراسي»، هم: علي جان إبراهيموف، وألكسندر ماشكيفيتش، وباتوخا شودييف، بحصص متساوية من الأسهم، 33.3 في المائة لكل واحد منهم. وحسب بيانات 31 مارس (آذار) 2019، بلغت أصول البنك الأوراسي 1.1 تريليون روبل (2.9 مليار دولار). وأكد المكتب الإعلامي في «البنك الأوراسي» الأنباء الواردة عن توقيع اتفاقية لمشاركته في نظام «سويفت الروسي».
ويقول رومان بروخروف، رئيس رابطة «الابتكارات المالية»، إن الاهتمام بالمنظومة الروسية لتبادل المعلومات بين البنوك، وتسديد المدفوعات، يعود لجملة أسباب موضوعية، بما في ذلك أنها «أرخص من (سويفت)، ولأن البنوك من دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي كثيراً ما يتعاملون مع المؤسسات الائتمانية الروسية». وعبر عن قناعته بأن البنوك من دول «الاتحاد» تحتاج البديل الروسي عن «سويفت» للتخفيف من المخاطر، ولضمان استمرار التعاون مع المؤسسات الائتمانية الروسية، بحال فصل روسيا عن «سويفت».
قد يهمك أيضًا:
مركز النقديات يُؤكد أن المعاملات النقدية الإلكترونية في المغرب وصلت 97.2 مليون معاملة
تعطل صادرات البترول في جنوب السودان بسبب إضراب عمال النفط
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر