النقابات التونسية تحتج على محاولات الحكومة خصخصة بعض المؤسسات العامّة
آخر تحديث GMT 09:21:59
المغرب اليوم -

تزامنًا مع اختناق المواطن وعدم قدرته على توفير الضروريات الأساسية

النقابات التونسية تحتج على محاولات الحكومة خصخصة بعض المؤسسات العامّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - النقابات التونسية تحتج على محاولات الحكومة خصخصة بعض المؤسسات العامّة

رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد
تونس - حياة الغانمي

مرّت كل الدول التي شهدت ثورات شعبية  بصعوبات اقتصادية بعد سقوط أنظمتها الحاكمة. وعانت تونس عقب الثورة بأزمات مماثلة أثرت على المستوى المعيشي للمواطن وعلى سوق العمل وهو ما أدّى إلى تدهور المقدرة الشرائية وتنامي معدّلات البطالة، وأصبح التونسي يُجاهد لخلق توازن مالي في "جيبه" بين مصادر دخله ونفقاته، ويجب القول أن الحكومات المتعاقبة منذ الثورات "تقاعست" جميعها في إيجاد حلول جذرية لغلاء المعيشة الذي بات "يلتهم" ميزانية المواطن في حين تضطرّ الحكومة للترفيع تباعا في الأسعار وللتداين الخارجي لمجابهة النفقات الداخلية للدولة وقد تضطرّ في المستقبل إلى الخصخصة حتى يبقى الاقتصاد متماسكًا.
 
"المواطن يختنق"
 
إن استقبال سنة 2017 يأتي بأسعار ملتهبة، ومقدرة شرائية متدهورة، وزيادات في أسعار العديد من المواد، وضرائب قاصمة فيبدو أنها ستكون سنة صعبة على التونسي عموما  والبسيط خصوصًا  بعد أن أصبح عاجزا عن مجابهة متطلبات الحياة اليومية وتوفير الضروريات ناهيك عن الكماليات.
ومن الطبيعي أن الدولة عندما تضع سياسة فإن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى ماذا تهدف؟ وما هي المصالح التي تبتغي تحقيقها؟ فما كان واضحا من سياسة الدولة زمن بن علي، ليس تحسين ظروف عيش التونسيين أو توفير الظروف الأفضل للاستثمار، ففي عهد بن علي كانت الدولة تموّل برامجها من خلال تسليط الضرائب على الأجراء في حين عمدت إلى إقرار الإعفاء الضريبي على أهم طرف اقتصادي وهو الاستثمار الأجنبي المعفى من الضريبة على الأرباح لمدة 10 سنوات إعفاءً كاملا وبالتالي تحرم الدولة "نفسها" من مصادر دخل مهمة جدّا تعوّضها بالضغط أكثر على المواطنين. واليوم يرى عدد من التونسيين أن سياسة الحكومة تدخل في نفس منطق الضغوط المالية التي تمارس على التونسيين وتثقل كاهلهم.
الخصخصة
ويعتقد بعض المحللين والخبراء أن الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها تونس اليوم، سيقودها إلى خصخصة عدد من المؤسسات العمومية الكبرى. والخصخصة بالمفهوم الاقتصادي هي عملية تصرُّف الدولة فى المؤسسات العمومية التى تمر بظروف اقتصادية صعبة، وأحيانا في الأنظمة السياسية الهشّة تكون الدولة هي من تمرّ بأزمة سيولة خانقة فتلجأ إلى الخصحصة حتى تتمكن هذه المؤسسات من "القيام بدور أكثر نجاعة في النهوض بالاقتصاد".
ومنذ الأزمة الاقتصادية الخانقة في 1986 والتي شارفت بسببها البلاد على الإفلاس ناهيك عن انخفاض احتياطي العملة الصعبة إلى مستويات "كارثية" ، اتجهت الدولة وحسب توصيات صندوق النقد الدولي - إلى الانخراط الكلي في الإصلاحات والتكييف الهيكلي والتي تبقى الخصخصة أحد أعمدتها الأساسية، وحسب خبراء اقتصاديين فإن الدول لكي "تتجنب مصاعب ديونها وعجز ميزان مدفوعاتها فإنها تحتاج لإعادة هيكلة اقتصادياتها حتى تتمكّن من رفع نسب التوظيف للنهوض بمواردها وهو ما يفرض سياسات نقدية ومالية بعينها تقوم على البرنامج المعروف لهذه المؤسسة المالية وهو برنامج التكيُّف الهيكلي الذي تأتي الخصخصة من أهم مكوناته.
وحسب تسريبات فإن إمكان خصخصة بعض الأملاك والمؤسسات العمومية تبقى خيارا مطروحا بقوة لأنه قد يساعد الحكومة على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد لكن في نفس الوقت قد يؤدّى إلى انعكاسات اجتماعية خطيرة لذلك نجد في كل دول العالم النقابة ترفض هذا المقترح الذي يعتبر نموذجا للانفتاح على الخيار الليبرالي المتوحّش والذي يضرب في الأصل مصلحة العمّال.
وبالنظر إلى الواقع التونسي فإن أملاك الدولة لم يبق منها إلاّ بعض المؤسسات الكبرى وهي الشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه والتي لوّحت نقابتها الأساسية في وقت سابق أن هناك نية لخصخصتها- وشركة الخطوط التونسية التي تعاني هي أيضا من صعوبات مالية خانقة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقابات التونسية تحتج على محاولات الحكومة خصخصة بعض المؤسسات العامّة النقابات التونسية تحتج على محاولات الحكومة خصخصة بعض المؤسسات العامّة



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:36 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أسرع طريقة للتخلص من كل مشاكل شعرك بمكوّن واحد

GMT 17:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

المدرب دييغو سيميوني يحصد جائزة "غلوب سوكر ماستر كوتش"

GMT 03:05 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

"سوق كوم" تندمج في "أمازون"

GMT 16:13 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن موعد قرعة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا

GMT 11:48 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخصين وإصابة آخرين إثر حادث سير مروّع في الجديدة

GMT 21:38 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة أقدم باندا عملاقة في العالم عن عمر 38 عامًا

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى الطوسي تقدم الزي المغربي التقليدي بشكل عصري أنيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib